يسعى بعض الناشطين في الحقل الاقتصادي الى الافادة من "الكوريدور" الذي استحدثته التطورات الاخيرة، وتجلى في الاجماع على تكليف الرئيس تمام سلام. وبين الاهداف، الافادة من الفرص في الوقت الضائع واعادة الثقة والمجتمع الى انتاجيته وصولا الى وضع استراتيجية وطنية لتطوير "العلامة الفارقة": لبنان Branding Lebanon. الكلام لرئيس جمعية تراخيص الامتياز "الفرانشايز" شارل عربيد.
¶ كيف تقرأون التطورات الحكومية الاخيرة وانعكاساتها على وضع الاقتصاد؟
- لا شك في ان التكليف بهذا النحو التوافقي الذي حصل، أحدث ارتياحا لدى الجميع وشكّل مدخلا نأمل في ان يتيح لنا اعادة وضع لبنان على الخريطة السياحية والاستثمارية. لذا، لا يجوز ان نقول ان الحكومة العتيدة ستكون حكومة انتخابات فحسب، نظرا الى ضرورة ارساء نمط جديد ومقاربة بعيدة من التجاذبات السياسية.
¶ تحديدا، ماذا تريدون كاقتصاديين؟
- نريد حكومة مصغرة تهتم بشؤون الناس اليومية وتعوّض ما فاتهم. نريد حكومة تكون مصنعا للافكار، تدخل النَفَس الاقتصادي المنتج وتعيد لغة الاهتمام بالجودة والابتكار، وتشكل محور ضغط على مجلس النواب، اذ مشاريع القوانين تحتاج الى اقرار تخفيفا للاختناق في الاقتصاد، ولا سيما حيال مشكلات الطاقة والسير والضمان الاجتماعي.
¶ هل من أولويات محددة؟
- نتطلع الى احداث صدمة ايجابية مع حكومة تعيد الثقة فورا الى البلاد وتحوّل الهدنة التي تحققت مع انخفاض منسوب الخطاب السياسي، هدوءا ومن ثم استقرارا. هذا مسار يجب ان يلقى دعما. نحتاج الى تحفيز الانتاج ورعاية القطاعات من خلال قرارات سريعة تحفز الاستيراد والتصدير. لا شك في ان البلاد في حاجة الى مزاج جيد ينعكس ايجابا على حركة الاستهلاك الداخلي والاسواق التجارية والسياحة. وهذا يعني اطلاق عجلة الانتاج وتثبيت الثقة وخدمة المجتمع العامل وانتشاله من حال الاكتئاب الجماعي.
¶ تعقدون مؤتمرا ضخما الاسبوع المقبل. في اي اطار تدرجونه؟
- بما ان لدى المجتمع اللبناني مناعة كافية لاستعادة انفاسه والانطلاق من جديد والنجاح في استيعاب الازمات وادارتها، لم نفقد الايمان بالاستمرار على النحو الذي نراه مناسبا لدورنا كجمعية، وقررنا المضي قدما في مسألة تنظيم المؤتمر السنوي للجمعية Bifex 2013، ونجحنا في جذب المؤتمر السنوي للمجلس العالمي لتراخيص الامتياز الى بيروت رغم الاوضاع الامنية والسياسية.
¶ ما اهمية عقد المؤتمرين في هذا الوقت؟
- انطلاقا من ايماننا بأن مجتمعنا يتميز بمناعة تتيح له استعادة انفاسه والانطلاق من جديد، قررنا المضي في استضافة المؤتمر السنوي للمجلس العالمي للامتيازات اذ سنطلق "اعلان بيروت" الذي ينصّ على اهداف معينة مثل تعزيز التنمية وفرص العمل والابتكار والتطور. وهذه مبادئ توحد مطالب قطاعات "الفرانشايز" لطلب الدعم من حكوماتها وتقديم تسهيلات مالية وضريبية ومصرفية.
وفي مؤتمر Bifex الذي تعقده جمعيتنا سنويا، سنحاول تحديد مفهوم "الامتيازات"، ولا سيما ما اذا كانت قاطرة للابتكار او قاتلة له. علما اننا نؤمن بأنها القاطرة. كذلك، سنعرض "عادات الاستهلاك وشهياته" الى "الاقتصاد الرقمي"، فضلا عن قصص نجاحات الدياسبورا في قطاع "الفرانشايز".
¶ موضوعات جيدة. لكن ما جديدها؟
- الجديد نطرحه في اليوم الثاني لمؤتمر Bifex، اذ سنطلق مبادرة Branding Lebanon: Branding a Nation. وهذا ما نؤمن به فعلا انطلاقا من ان اقتناعنا بان امتيازنا هو في وحدتنا الوطنية. في هذا اليوم، ستسعى المناقشات الى اظهار قدرة "العلاقة الفارقة" للبلد على توحيد المواطنين وتشكيل أمة اكثر دينامية. علما ان العلامة الفارقة هي عملية مدروسة وموجهة وتتطلب مستوى عال من التخطيط والتنظيم والجهد.
¶ علام تقوم تلك المبادرة وما اهدافها؟
- هي استراتيجية وطنية ترتكز على خمسة عناصر اساسية: 1- نظام القيم الذي تعتمد بموجبه العلامة الفارقة للبلد على القدرة على تشجيع الحوار وصون الحقوق الفردية والحريات العامة. 2- نوعية الحياة التي تمثل قدرة البلد على توفير فرص العمل المربحة والاسكان المريح ذي الاسعار المعقولة، اضافة الى تعليم تنافسي سهل المنال وامن شامل لجميع المواطنين. 3- سهولة ادارة الاعمال اي ما يعنى بالبيئة التنظيمية والقوى العاملة الماهرة والتكنولوجيا المتقدمة ومناخ الاستثمار المشجع. وهذا يعني العوامل المؤدية الى بيئة سليمة وجاذبة للانطلاق بمشاريع تجارية ناجحة.
4- الإرث الذي يعكس قدرة الامة على نقل إرثها الثقافي على نحو ايجابي، بدءا من التاريخ واللغة وصولا الى الابداعات الفنية والثقافية. 5- الثقافة والسياحة بما يشمل خيارات المنتجعات والاقامة والمأكل والاماكن الجاذبة والشواطئ والحياة الليلية والتسوّق.
¶ هذا مسار تطلقونه في المؤتمر السنوي. وماذا بعد؟
- نريد تعزيز هذا المسار ليصبح من الاولويات الوطنية التي يفترض ان تعمل عليها هذه الحكومة وسائر الحكومات في المستقبل، لان Branding Lebanon ليس عملية تسويق تجاري بل استراتيجية كاملة وشاملة تتطلب تضافر الجهود بين ابناء القوى العامة والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين والاعلاميين والفنانيين والاكاديميين، لان تلك العملية (العلامة الفارقة للبنان) تقع ضمن صلاحياتهم بشكل او بآخر، وتاليا يتوجب عليهم التعاون في سبيل حمايتها وصونها وتعزيزها.
¶ الى اي مدى ترون ان تلك المبادرة ستحظى بفرص نجاح؟
- نؤمن بنجاح تلك المبادرة بنسبة 100%، لانها حاجة ومسؤولية وطموح والتزام. لكنها مسار طويل يفترض من الجميع الانضمام لتحقيقه. وثمة من يحرص لبنان وعلى صورته وادائه، وعلى اظهار ميزاته التنافسية والقيمة المضافة لمجتمعه المنتج والخلاق.
لذا، ستنتقل المبادرة الى استراتيجية ومسار، وسيكون لهذه العلامة الفارقة "أمناء" وحماة.
المصدر: النهار اللبنانية