باتت مشكلة قطاع الدواجن نتيجة الازمة الحالية اكبر من احتمال عدد كبير من المربين الذين خرجوا من الانتاج نتيجة للظروف الصعبة التي عانوها وخصوصا في فصل الشتاء حيث تم تأمين المحروقات للتدفئة بأسعار مرتفعة جدا فاقت المئة ليرة اضافة لارتفاع كافة مستلزمات الانتاج مما اوقعهم في خسائر كبيرة ومن جهة المواطن فإن اسعار منتجات الدواجن اصبحت ملتهبة .
المستشار الفني لاتحاد غرف الزراعة 'عبد الرحمن قرنفلة " أوضح في حديث خاص لموقع" B2B " أن قطاع أنه ورغم الارتفاعات الكبيرة في اسعار الفروج والبيض فإن مستلزمات الانتاج ارتفعت بصورة اكبر وبالارقام كان سعر الفروج عام 2010 هو 124 ليرة للكيلو ارتفع في عام 2013 ليصل الى 285 ليرة ليسجل نسبة ارتفاع بنحو 56% تقريباًن فيما بلغ سعر صحن البيض 100 ليرة في العام 2010 ليرتفع بنسبة ليصل الى 325 ليرة في الربع الأول من العام الحالي ليبلغ نسبة ارتفاع بنحو 69%.
وبالمقابل فإن تكاليف الانتاج ارتفعت بنسب اعلى بكثير فأسعار الاعلاف من الذرة و الصويا وصل ارتفاعها لحوالي 300 % والنقل ارتفع بحوالي 500 % ووللأسف لم تقم بعض الجهات بمسؤوليتها لمؤسسة الاعلاف التي لم تتدخل بتأمين الاعلاف باسعار مخفضة بحجة ان قانون احداثها لا يتيح لها التدخل الا في اوقات معينة .
وأشار المستشار قرنفلة إلى توافر منتجات الدواجن, في الأسواق رغم التراجع الحاد في الإنتاج والذي قدر بحوالي 35% بسبب التراجع الملحوظ في حجم الاستهلاك نتيجة انحسار نشاط القطاع السياحي الذي يعد المستهلك الأكبر لمنتجات الدجاج حيث تشير التقديرات إلى أن قطاع السياحة يستهلك ما بين 60 إلى 80 بالمئة من إنتاج قطاع الدواجن, ناهيك عن ضعف القوة الشرائية للمواطن من جهة ثانية والتبدلات الديموغرافية السريعة ضمن محافظات ومناطق البلاد والتي فرضتها حالة الظروف الطارئة .
وحول الاجراءات المطلوبة من الجهات الحكومية لدعم قطاع الدواجن أوضح قرنفلة أن رفع سقف قروض المصرف التعاوني الزراعي متوسطة وطويلة الأجل لتمويل العمليات الإنتاجية في قطاع الدواجن ومنحها من دون فوائد من شأنه تلبية متطلبات مربي الدواجن ومساعدتهم في العودة إلى العملية الإنتاجية مع التأكيد على بذل المزيد من الجهود لتنمية القطاع عبر الموارد المتوافرة لدى المنتجين أنفسهم وتعزيز دورهم بدعم تكاليف الخدمات الحكومية والعمل على تطبيق منهج ثلاثي الأطراف لتقديم الخدمات, يتألف من تجمعات العاملين في الإنتاج وتجار القطاع الخاص الذين يقومون بتأمين المستلزمات والقطاع العام الذي يقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية.منوهاً إلى أن إنتاج قطاع الدواجن سجل انكماشاً تدريجياً متصاعداً منذ بداية الأزمة التي تمر بها سورية وسجل أدنى مستوى إنتاجي له في أكثر من خمس سنوات حيث يقدر إنتاج البيض لعام 2012 بحوالي 2 مليار بيضة مقارنة بحوالي 3.8 مليارات بيضة عام 2011 وما يقارب 3.65 مليارات بيضة عام 2009 وحوالي 3.28 مليارات بيضة عام 2008 وفق بيانات وزارة الزراعة لافتاً إلى حصول تراجع حاد في صادرات بيض المائدة خلال العام الجاري مقارنة بالسنوات الماضية .