أوضح المدير التنفيذي لـ"سوق دمشق للأوراق المالية" مأمون حمدان، أن الارتفاع الذي يرافق جلسات السوق الأخيرة هو ما نريده ونتمناه وهو أمر طبيعي ومرده إلى عدة أسباب، السبب الجوهري الأول هو استمرار عمل السوق رغم استمرار الأزمة لأكثر من سنتين، وبالتالي أثبت جدارته أمام كل المتعاملين بالمقارنة مع الأسواق الأخرى التي أغلقت بمجرد تعرضها لأزمة، بينما تستمر بورصة دمشق ولا خوف على التداولات في السوق، ومن يعطي أمر الشراء يمكن أن يعطي أمر البيع أيضاً.
وأضاف حمدان: "إن السبب الثاني هو أن معظم الشركات ومن خلال إفصاحاتها وقوائمها المالية رابحة عن عام 2012 باستثناء 3 شركات، حتى إن البعض منها وزع أرباحاً نقدية والبعض وزع أسهم منحة مجانية".
في حين أن السبب الثالث هو استمرار الشركات الذي هو بحد ذاته نقطة إيجابية، ولاسيما أن الشركات عادة في الأزمات تقوم بالانسحاب من السوق أو تتعرض لمشاكل مالية بينما لدينا جميع الشركات الـ22 المدرجة لا تزال مستمرة.
وبين حمدان لصحيفة "الوطن" المحلية، أن السبب الرابع هو ما تبين لجميع المستثمرين أن الاستثمار في البورصة هو أمر مجد ومربح، لا يقل عن المنافذ الاستثمارية الأخرى التي لجأ إليها البعض من عملات أجنبية أو الذهب، حيث وجد المستثمرون في مقابل الذهب الذي ينخفض في السوق العالمي أن الأسهم ترتفع في السوق المحلي، وهذا أمر جيد وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى ظهور الشاشة الخضراء في السوق.
وأشار حمدان إلى أن الثقة بالسوق لدى المستثمرين عالية كما لاحظ زيادة في عدد المستثمرين مؤخراً، من خلال الحسابات الجديدة التي تم افتتاحها في مركز الحفظ والمقاصة لدى السوق، علماً أن من تداولوا فعلياً منذ بداية السنة حتى 1 نيسان بلغوا 447 مستثمراً، منهم بحدود 200 مستثمر جديد، علماً أنه بلغ عدد المستثمرين الذين تداولوا فعلياً خلال العام الماضي 8633 مستثمراً.
معتبراً هذه الأرقام مهمة ومميزة ضمن ظروف أزمة تابع فيها السوق أداء عمله على أكمل وجه، واستمرت البورصة ولم تغلق وأن دخول مستثمرين جدد خلال الأشهر الثلاثة الماضية شكل نحو 50% من المتداولين فعلاً، وهو مؤشر إيجابي على أن المستثمرين لا تزال لديهم الثقة رغم الظروف الراهنة.
وبحسب الصحيفة واصلت بورصة دمشق صعودها القوي معززة مكاسبها في اتجاه تعويض الخسائر، وفي جلسة أمس وصل المؤشر إلى 847.8 نقطة حيث كسب بحدود 13 نقطة واستعاد مستواه السابق المسجل منذ 10 أشهر وتحديداً في 20 حزيران من العام الماضي.
وعقد في جلسة أمس 127 صفقة تجاوز حجم التداول فيها 166.6 ألف سهم بلغت قيمتها بحدود 16 مليون ل.س تركزت على أسهم 9 شركات مدرجة زينت شاشة التداولات باللون الأخضر.