بعد انخفاضات كبيرة مني بها المعدن الأصفر في اليومين الماضيين عاد ليرتفع من جديد بنسبة 1 في المئة إلا أن هذا الارتفاع الخجول لن يعوّض ما تكبده الذهب من خسارة هي الأكبر منذ 30 عاماً.
إذاً ارتفع سعر الذهب واحدا في المئة إمس إذ دفع تراجع الاسعار في وقت سابق إلى ادنى مستوياتها في عامين لمزيد من عمليات الشراء في اسيا لكن المعنويات ما زالت متأثرة بشدة بأكبر خسارة في يومين منذ 30 عاما.
واستمر المستثمرون في الخروج من صناديق المؤشرات خوفا من أن يكون المعدن قد فقد بريقه كملاذ آمن ووسيلة تحوط ضد التضخم.
وارتفع سعر الذهب 1.1 في المئة إلى 1383.15 دولار للأونصة بعد تراجعه إلى ادنى مستوياته منذ يناير كانون الثاني 2011 عند 1321.35 دولار يوم أمس الاول.
من جهته، واصل اليورو التراجع أمام الدولار تحت وطأة بيع كثيف للعملة الاوروبية مقابل الين وتراجع اليورو إلى 1.3055 دولار من 1.3201 دولار عند أعلى مستوى له اثناء الجلسة كما واصل اليورو الهبوط ايضا امام العملة اليابانية ليصل الى 127.73 ين منخفضا حوالي 0.6 في المئة عن الاغلاق السابق.
أما خام برنت فتراجع لأقل من 99 دولارا للبرميل متأثرا باحتمالات ضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والصين أكبر مستهلكين للنفط في العالم وارتفاع مخزونات الخام الأمريكية.
وتواصل سيل الأنباء الاقتصادية القاتمة مع قيام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته للعامين الحالي والقادم مما يشير إلى تضاؤل فرص نمو الطلب على النفط.
وفقد خام بحر الشمال القياسي نحو ستة في المئة على مدى الجلسات الخمسة الأخيرة وسط أداء ضعيف للسلع الأولية عموما بفعل بيانات تظهر أن النمو في الصين ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم قد تباطأ على غير المتوقع في الأشهر الثلاثة الأولى من 2013.
ميريل لينش
وفي سياق الاسواق العالمية فقد بيّنت ميريل لينش من خلال استطلاع لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر نيسان الجاري، أن التشاؤم بنمو الاقتصاد العالمي خفّض إقبال المستثمرين على الأسهم وأشارت إلى أن المستثمرين العالميين أخذوا يخففون من حدة إقبالهم على الاستثمار في أسواق الأسهم بسبب تراجع تفاؤلهم بنمو الاقتصاد العالمي، رغم استمرار تفاؤلهم بآفاق ربحية تلك الأسواق.
وقد توقع 49 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ازدياد قوة الاقتصاد العالمي خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، بانخفاض واضح بلغت نسبته 12 في المئة عن النسبة المسجلة في آذار المنصرم. ويستمد هذا الانخفاض جذوره من التراجع الكبير لمخاوف حدوث أزمة مالية أمريكية، وتزايد القلق حول المخاطر التي تمثلها منطقة اليورو وغيرها من المخاطر الجديدة عموماً وتلك المتعلِّقَة باحتمال اندلاع حرب بين الكوريتين بصفة خاصة، إضافة إلى استمرار القلق حول احتمال تعرض الاقتصاد الصيني إلى «هبوطٍ قاسٍ».
وتجلَّى الحذر المتزايد للمستثمرين في ارتفاع حيازاتهم من الأصول النقدية التي بلغت أعلى المستويات التي رصدها الاستطلاع خلال ستة شهور 4.3 في المئة.
ورصدت نتائج الاستطلاع تنوع أفضليات اختيار مديري صناديق الاستثمار للمناطق الجغرافية التي يستثمرون فيها وازدياد حدة تركيزهم على مناطق بعينها، ولاحظت ارتفاع إقبالهم على أسواق الأسهم الأمريكية واليابانية إلى أعلى مستوياتها في اثني عشر شهراً خلال سبع سنوات، بينما ظل إقبالهم على الاستثمار في الدولار الأمريكي عند أعلى مستوياته في تاريخ الاستطلاع.
تشاؤم عالمي
في الوقت ذاته، ازدادت نظرة المشاركين في الاستطلاع تشاؤماً حول آفاق أداء أسهم الأسواق الصاعدة وأسواق منطقة اليورو. وتعتزم أغلبية صغيرة من المشاركين في الاستطلاع الآن تقليص حيازاتها من أسهم الأسواق الصاعدة، لتشكل أدنى نسبة من نوعها في تاريخ الاستطلاع تتبنى هذا التوجه خلال عامين، وتمثل انخفاضاً بواقع 30 نقطة مئوية خلال شهرين فقط. فقد توقع 19 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع الاقليمي الخاص بتلك الأسواق تحسن اقتصادها هذا العام، بانخفاض كبير عن نسبة 40 في المئة التي تم تسجيلها في آذار المنصرم.
ويعزز هذا التحول التوقع لحدوث تحول كبير من أدوات الاستثمار ثابتة الدخل لمصلحة الأسهم.
من هنا قال محلل استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة ميريل لينش للبحوث العالمية: «يتزايد اعتدال توقعات أداء الأسهم الأوروبية ومستوى الاقبال على الاستثمار فيها بالتزامن مع تزايد الحذر عالمياً حول آفاق أداء اقتصاد المنطقة بصفة عامة».
تراجع الثقة
تجلَّى تراجع الثقة بنمو اقتصاد منطقة اليورو في تراجع نسبة المستثمرين العالميين في أسهم تلك المنطقة بمعدلات تقل عن معدلات استثمارهم في أسهم المناطق الأخرى إلى 8 في المئة.
من ناحيتهم، قلَّصَ المستثمرون الاقليميون بحدة حيازاتهم من الأسهم التي تتأثر بالدورات الاقتصادية أمثال أسهم شركات البناء بنسبة 38 نقطة مئوية، وأسهم شركات الموارد الأساسية بنسبة 22 نقطة مئوية، وأسهم شركات النفط والغاز بنسبة 17 نقطة مئوية خلال الشهر الجاري، بينما عززوا نسبة استثماراتهم في الأسهم الدفاعية أمثال أسهم شركات الرعاية الصحية/المستحضرات الصيدلانية بزيادة 20 نقطة مئوية لتزيد حصتها بالتالي عن حصة حيازاتهم من سائر فئات الأسهم.وفي سؤال جديد طرحه الاستطلاع على مديري صناديق الاستثمار، سألهم الاستطلاع عن الإجراء الذي قد يحقق أكبر تحول إيجابي باتجاه زيادة الاقبال على تحمل مخاطر الاستثمار بالأسهم الأوروبية، أجاب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن ذلك الإجراء يتمثل في تبني خطوات نحو إقامة اتحاد مصرفي إقليمي وإبرام اتفاقية حول تنفيذ إصلاحات هيكلية لاقتصادات الدول الرئيسية الواقعة عند أطراف الاتحاد الأوروبي. إلا أنه نظراً للعلاقة الوثيقة القائمة بين بنوك منطقة اليورو وبين الديون السيادية الأوروبية، فإن مثل هذا الإجراء كفيل بزيادة المخاطر الاقليمية المشار إليها في الاستطلاع.
اليابان والصين
تجلّت الثقة المتزايدة بالسياسات الاقتصادية التوسعية الجديدة التي تبنتها اليابان في النتائج التي توصل إليها الاستطلاع. فقد توقع كل مدير صندوق استثمار إقليمي تم استبيان رأيه تنامي قوة الاقتصاد الياباني خلال الشهور الاثني عشر المقبلة. كما توقع هؤلاء المستثمرون العالميون أن يؤدي هذا التحول في السياسات الاقتصادية اليابانية إلى إضعاف الين الياباني، حيث لوحظ أن الاقبال على الاستثمار في الين الياباني بلغ أدنى مستوياته منذ شباط 2002.
في المقابل، يتبخَّر التفاؤل بنمو الاقتصاد الصيني. فقد تراجعت نسبة المستثمرين الإقليميين الذين يتوقعون تزايد قوة الاقتصاد الصيني خلال الإثني عشر شهراً القادمة من 71 في المئة في كانون الثاني الماضي إلى 13 في المئة في نيسان الحالي. وبذلك بلغت نسبة التوقعات العالمية لتزايد قوة الاقتصاد الصيني وفق النتائج التي توصل إليها الاستطلاع، أدنى مستوياتها منذ تشرين الأول الماضي.
المصدر: اللواء اللبنانية