لم يكد اللبنانيون يستبشرون خيراً بمباشرة الباخرة التركية «فاطمة غول» انتاجها، وارتفاع فترة «التنعّم» بالتيار ساعتين يومياً، بعد ربطها بمعمل الذوق الحراري، توقفت تسعة مولدات من أصل 11 مولدا عن الانتاج، كما يكشف أكثر من مصدر ، مشيرين إلى أن «الباخرة حالياً، لا تكاد تنتج 15 في المئة من اجمالي طاقتها، اي 27 ميغاواط».
لكن، ووفق المعلومات التي توافرت أن «الباخرة الأولى فاطمة غول، قد أصابها العجز، وأعيتها مشقّة الابحار في 8/2/2013، من تركيا إلى لبنان، ووصلت قبالة الشاطئ اللبناني في 17/2/2013، ورست قبالة معمل الذوق في 17/2/2013، وأطلقت رسميا في حفل أقيم في 4/4/2013».
وتؤكد المصادر وفق صحيفة " السفير اللبنانية " أن «انتاج الباخرة بات شبه متوقف عن العمل منذ اربعة ايام»، مفيدة بأن «الباخرة لم تنتج كامل طاقتها 180 ميغاواط، بل وصلت في الذروة، إلى 140 ميغاواط، أي ما يعادل نسبة 80 في المئة من طاقتها فقط»، متوقعة للباخرة أن «تتوقف كليا، إذا كان السبب الفيول المستخدم، كما يروج البعض، لأن المولدين اللذين لا يزالان يعملان، لن يتمكنا من العمل 24/24 ساعة في الأيام المقبلة».
أمام هذا الوضع، تطرح العديد من الأسئلة، منها: لماذا حلّ بالباخرة ما حلّ بها؟ هل سبب الخلل رداءة الفيول المستخدم، أو العقود الموقعة؟ ومن المسؤول: إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، أو وزارة الطاقة؟
وافادت ادارة مؤسسة كهرباء لبنان «السفير» انه «منذ اربعة ايام اشارت الشركة التركية الى بعض الملاحظات التي يجري العمل على دراستها لايجاد الحلول اللازمة لها، وذلك ضمن اطار العقد الموقع بين وزارة الطاقة والمياه والموافق عليه من قبل مجلس الوزراء».
وهنا تفيد مصادر مطلعة ان الشركة التركية تتخذ من الفيول حجة للتهرب مما قد يترتب عليها من غرامات جراء الاخلال بأحد بنود العقد.
في ما خصّ الفيول المستخدم، تقول مصادر نفطية لـ«السفير»: «إن الكميات الموجودة في السوق نسبة الكبريت فيها واحد في المئة لأسباب بيئية، بعدما كانت سابقاً، بنسبة 3.5 في المئة». وتلفت هذه المصادر الانتباه إلى أن «التعتيم على الموضوع لا يجدي نفعا. مع التأكيد أن إدارة مؤسسة الكهرباء تتكتم على المعلومات حول توقف المولدات التسعة»، معتبرة أن «المسألة عادية، إذ إن الأعطال تحصل، لكنها لم تبلغ حد التوقف الكامل». ويشي ذلك، وفق هذه المصادر، «بتعزيز الشكوك حول أعطال كبيرة في الباخرة، فضلا عن التلوث الذي تسببه بيئيا في البر والبحر».
وقد رافقت الضبابية قدرة إنتاج الباخرة «فاطمة غول» قبل وصولها وبعده، ودخلت الريبة والخوف قلوب اللبنانيين، من خسارة ما تحقق من زيادة في التيار.
وجاء توقف المولدات قبل وصول الباخرة التركية الثانية في النصف الأول من حزيران المقبل، ليتم ربطها بمعمل الجيّة الحراري أيضا.
في هذا السياق، علمت «السفير» أن جهات نقابية وبيئية «أبلغت المعنيين في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، وشركة «كارادنيز» التركية رفضها المطلق السماح بربط الباخرة الثانية عند وصولها إلى لبنان، بمعمل الجية الحراري»، مشيرة إلى أنه ثبت لديها أنها «تخلّف انبعاثات خطرة على البيئة والصحة العامة». علماً أن الباخرة الثانية، كان يفترض أن تصل إلى لبنان في أوائل نيسان الجاري، لتلتحق بالباخرة الأولى التي وصلت في أوائل آذار الماضي، وحتى اللحظة لم تعرف أسباب تأخرها.
وتشير المعلومات إلى أن هذه الجهات «اتخذت هذا القرار في ضوء تقرير أعدّه فريق من المهندسين الاختصاصيين، وخبراء عن الأضرار الصحية والبيئية للباخرة فاطمة غول، التي تم ربطها بمعمل الذوق». ويبين التقرير «خطورة الرواسب التي تنجم عن عمل مثل هذه البواخر، ويتم رميها في البحر، ومدى أضرارها بالثروتين البحرية والسمكية»، فضلا عن ذلك «الغازات والانبعاثات السامة التي تتسرب من دواخينها التي لا ترتفع أكثر من 50 مترا في الهواء، لتصيب مباشرة سكان مناطق جونيه، ذوق مكايل، ذوق مصبح، والقرى المجاورة في منطقة كسروان».
ويتوقف التقرير بكثير من الاهتمام عند الحقل المغنطيسي العالي جدا الناجم عن ربطها سواء هوائياً بواسطة الكابلات الظاهرة أو أرضيا (أي تحت الأرض) وخطورة ذلك الصحية، وما يسبب ذلك من أمراض سرطانية لسكان المناطق المجاورة.