استمرت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية في الارتفاع خلال الأسبوع الماضي وبشكل يومي ففي حين سجل افتتاح الأسبوع الماضي سعر 119ليرة للشراء و120 ليرة للبيع وصل هذا السعر الى 123شراء و 125 مبيع أمس السبت مسجلا رقما قياسيا جديدا له وباتت معظم اجراءات المصرف المركزي غير مجدية في لجم هذا الارتفاع وخصوصا موضوع التدخل في السوق حيث كان محدودا للغاية وباليورو فقط وبأسعار تقارب السوق السوداء وبحسب نشرة امس حدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة اليوم شراء وحوالات بـ 31.96 ليرة في حين حدد سعر المبيع بـ 89.96 ليرة.
حاولنا الاقتراب من نبض السوق بالتوجه الى شركات الصرافة وهي أحد اللاعبين الأساسين في سوق الصرف المدير المالي لشركة الأدهم للصرافة أوضح لموقع "B2B " ان تدخل المصرف المركزي يتم بشكل محدود وهو يعطي حوالي ثلاث شركات من اصل حوالي 30 شركة تتقدم بطلبات للحصول على اليورو وهذه العملية تتم بشكل غير منتظم وهنالك مجموعة من التجار المختصين بشراء العملة من الشركات ومهما تم من طرح فهم سيستمرون في عمليات الشراء وبالتالي لن يؤدي التدخل الامر المطلوب منه وسعر الصرف بات مرتبطا بالوضع الامني والسياسي وهو المتحكم الرئيسي فيه .
أحد مدراء شركات الصرافة في دمشق أكد لموقع b2b أن المركزي قادر على انزال السعر ان هو طرح كميات كافية من القطع لدى معظم البنوك وشركات الصرافة في وقت واحد ولكنه غير قادرحاليا على ذلك وبحسب تصريحات الحاكم فهم بانتظار دعم مالي من ايران وروسيا واضاف ان المركزي يتبع السوق السوداء ولم يعد هو المتحكم بها فالعرض والطلب هو الأساس في تحديد السعر و الدولار المتواجد في السوق اليوم في غالبيته من التحويلات من خارج سوريا وهي تأتي في بداية الشهر وتتناقص حتى نهايته وهو مايرفع السعر قليلا في هذه الفترة وما يباع لدى شركات الصرافة حاليا لايزيد عن 10% من مايتم الحصول عليه من المركزي وبأسعار قريبة من سعر السوق ومن يشتريها هم اشخاص اعتادوا الدوام امام شركات الصرافة بشكل يومي للحصول على العملات الصعبة وتحقيق بعض الربح والمركزي يعلم ذلك .
يذكر انه وخلال الاسبوع الماضي قامت السلطات باعتقال عدد من الصرافة الغير نظاميين في مدينتي دمشق وحلب كما قامت عدد من شركات الصرافة ببيع اليورو للمواطنين وبواقع 2000 يورو بموجب البطاقة الشخصية وبسعر 153 ليرة متضمن العمولة والرسوم بينما لم تجري عمليات بيع للدولار الامريكي من قبل الشركات ذاتها وتوقع مراقبون للسوق ان يؤدي التدخل لهبوط في سعر صرف الدولار .
من جهته النائب الاقتصادي قدري جميل أوضح خلال ورشة عمل الاحتياطات الاجنبية وسعر الصرف واثرهما في السياستين المالية والنقدية التي أقيمت في كلية الاقتصاد بالتعاون بين جامعة دمشق والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية إلى ما تعانيه الكتلة السلعية من انخفاض في مقابل ارتفاع الكتلة النقدية ما انعكس سلبا على سعر الصرف وارتفاع الأسعار ونسب التضخم داعيا إلى الاستخدام العقلاني للاحتياطات المكونة من الثروات الفائضة المتراكمة تاريخيا والتي تبرز أهميتها في ظل الحالة الراهنة التي تعيشها سورية.