يتجه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد ظافر محبك ـ وبعد تسلمه رئاسة مجلس إدارة هيئة الاستثمار السورية ـ إلى تعزيز دور الهيئة في الظروف الحالية ، فضلاً عن تعزيز دورها المستقبلي لما بعد الأزمة الحالية بما ينعكس إيجابا على واقع الاستثمار. وقد نوه الوزير غير مرة بالمستوى الذي وصل إليه واقع الاستثمار في سورية ، آملا عدم الوقوف عند هذا الحد والمضي قدما لتحقيق مزيد من النجاحات في ذاك المضمار .
وبهذا الصدد يصف محبك الاستثمار بشكل عام بأنه عماد الاقتصاد في أي دولة من الدول ، وهو مفتاح حل مشكلات الكثير من الدول النامية .كما ويؤكد بأن الاستثمار بشكله العادي ذو أهمية كبيرة بالأحوال العادية فكيف به في ظل ظروف الأزمة التي نعيشها حالياً . فنحن في الظروف العادية نقول من وجهة نظر اقتصادية إن محاربة الفقر تحتاج إلى استثمار ، وكذلك الحال بالنسبة لمكافحة التضخم والبطالة ورفع مستوى الدخل للمواطن وزيادة التنافسية في مجال التصدير الخ .. وكل ذلك يحتاج إلى عمليات استثمار .
ويتساءل وزير الاقتصاد : هل نعتقد انه مجرد تكديس الأموال لدينا يؤدي إلى حل مشاكلنا ؟! .. فالبعض يقول (الدراهم كالمراهم ) .. وهنا نستطيع القول إننا إذا لم نستطع استعمال المرهم فإننا لا نحقق النتيجة المتوخاة من استعماله . لذلك لا يكفي أن يكون لدينا استثمارات كبيرة أو قليلة ، بل ينبغي لنا استغلال هذه الاستثمارات ، ونحن على قناعة تامة بان بلدنا بلد خير ولديها من الموارد الطبيعية والبشرية الشئ الكثير ولكن أحيانا نفتقد إلى الحكمة في إيجاد الصيغة الكيميائية اللازمة لتفعيل كل هذه الطاقات .
ويضيف محبك إننا نعتز بوجود كادر جيد في هيئة الاستثمار السورية وهم من ذوي الخبرة العالية والسلوك الجيد . وقد حققت تلك الهيئة نجاحات لا نستطيع أن نتجاوزها ، ولكن نقول إن نجاحاتها السابقة تفرض عليها تحديات اكبر لتحقيق مزيداً من النجاح ، وهذه المؤسسة أدت وظيفة رائعة وجيدة وكان لها دور ايجابي وناجح . ولكن هل ينبغي لنا ان نكتفي بالنجاحات السابقة ؟..
وهنا يرى وزير الاقتصاد انه - وفي حقيقة الأمر - ليس هذا هو المطلوب ، فالحياة فيها تفاعلات وفيها إفرازات جديدة ، وفي كل يوم توجد معطيات جديدة ، وينبغي لنا أن نتماشى مع الزمن في كل ما هو جديد ومستحدث وعلينا أن نكتشف ما هي النقاط التي أصبحت نقاط ضعف . فمثلا ً قرار ما صدر في مرحلة معينة كان له الأثر البالغ لكن حاليا وعندما سبَقَنا الواقع فقد أصبحت أفكارنا وقراراتنا متخلفة ، وهنا علينا أن نبتدع ونبتكر دائما حلولا لمستجدات الأمور : وهنا يتبدى الأداء الايجابي والدور المميز لهيئة الاستثمار السورية .