أكد تجار أن سورية اشترت أكثر من 220 ألف طن من القمح من السوق العالمية، منذ فبراير/شباط ، وكانت سورية في السنوات التي يكون فيها المحصول جيدا تستورد نحو 600 ألف طن من القمح سنوياً.
وأوضح تجار أن سورية تمكنت من تعزيز وارداتها من الحبوب في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن تراجع نشاطها في الأسواق الدولية لفترة من الوقت.
وأظهرت بيانات تجارية جمعتها "رويترز"، أنه تم شحن نحو 90 ألف طن من القمح الفرنسي إلى سورية في الفترة بين فبراير/شباط وأوائل إبريل/نيسان.
وقال تجار: "إن هيئة الحبوب الحكومية اشترت أيضاً 100 ألف طن من القمح في مارس/آذار، من منطقة البحر الأسود كما اشترت شركات خاصة شحنات أخرى في الأسابيع القليلة الماضية".
وأوضحت مصادر إن وسطاء أجانب في لبنان وتركيا واليونان، يعقدون هذه الصفقات ويتم الدفع بعدة عملات من بينها اليورو وعن طريق المقايضة أيضاً.
وقال مصدر تجاري مقيم في المنطقة العربية: "توجد بالتأكيد رغبة أكبر لدى الشركات التجارية العالمية، لتوريد شحنات وجهتها النهائية هي سورية ويمثل الوسطاء قناة لذلك، مازال هناك إحجام عن التجارة المباشرة مع سورية"".
وأكد تاجر أوروبي إن الوسطاء يدفعون ثمن الشحنات في أماكن، مثل لبنان ودبي حتى لا تكون هناك صلة مباشرة بحسابات سورية أو بائعين سوريين.
ويقول تجار إن سورية واجهت فيما يبدو صعوبات في الحصول على إمدادات حبوب عالمية العام الماضي، لكن هذه الصعوبات تراجعت هذا العام بعد أن تمكن وسطاء من عقد صفقات.
ولا تستهدف العقوبات الدولية شحنات الأغذية، لكن العقوبات المصرفية والأزمة خلقتا صعوبات لبعض الشركات التجارية التي تريد التعامل مع دمشق.
والآن بعد أن أصبح الوسطاء الأجانب يعقدون الصفقات، استطاعت دمشق شراء القمح بدفع علاوة سعرية صغيرة تتراوح بين 3-5% فوق السعر العالمي.
وقال تاجر حبوب أوروبي: "يبدو أن واردات الحبوب للحكومة السورية استقرت بنظام روتيني مع التجار في الدول المجاورة، حيث أصبحوا يتلقون الطلبات المباشرة ويمررونها، بموجب عقود من الباطن للشركات التجارية العالمية".
وتزرع سورية عادة معظم احتياجاتها من القمح بينما تشكل الواردات أقل من 25 %من الاستهلاك وقد ترتفع هذه النسبة إذا شهدت البلاد محصولاً ضعيفاً كما حدث في 2010.
ومن المنتظر بدء موسم الحصاد هذا العام في الأسابيع القليلة المقبلة وحتى ذلك الحين لن يتضح حجم الضرر الذي لحق بالمحصول جراء الأزمة.
وتقول الحكومة السورية باستمرار إنها لا تواجه أي مشكلات تتعلق بإمدادات الغذاء.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية، عن رئيس الوزراء وائل الحلقي قوله للبرلمان يوم الأربعاء: "إن الحكومة تتوقع شراء 2.5 مليون طن من القمح من المزارعين السوريين في هذا الموسم".
ويشير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن سعر الدقيق "الطحين" في دمشق زاد إلى المثلين منذ ديسمبر/كانون الأول.
ووفقاً لبيانات برنامج الأغذية العالمي يباع الخبز في حلب بشمال البلاد، بسعر يتراوح بين خمسة وعشرة أمثال السعر المدعم في دمشق.
وتستهلك سورية عادة ما بين 4.5 مليون و4.7 مليون طن من القمح، وفي الأعوام التي يكون المحصول فيها جيداً يمكن أن ينتج المزارعون المحليون نحو أربعة ملايين طن.