طلب معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية حيان سلمان من الحكومة السورية، تقديم طلب الانضمام إلى منظمة "شنغهاي" للحصول على عضوية مراقب بشكل أولي ريثما نحصل على العضوية الكاملة.
وأشار معاون الوزير وفق صحيفة "الوطن" المحلية، إلى أن خطوة اقتصادية من هذا النوع لها تحدياتها ولكن أيضاً فيها فرص كثيرة لسورية.
وقال: "لا ننسى أن هذه المنظمة التي تتزعمها كل من روسيا والصين وازنة على الساحة الدولية، وقد كسرت العصا الأميركية في مجالات عديدة منها العسكري عبر التكتيك الذي أقامته بين دولها".
ويؤكد سلمان وجوب إسراع الخطا نحوهم وألا نعتمد على الروتين والبيروقراطية، بل أن نذهب إليهم في عقر دارهم لنحاورهم ونقول لهم إن سورية التي وقفتم معها سترد الجميل بالجميل.
مضيفاً: "ليس سراً عندما نقول إنهم يعرفون قوة سورية صاحبة المكانة والأهمية في مختلف المجالات بحضارتها التي تبلغ 10 آلاف عام".
ورداً على سؤال حول المبررات التي تدفعنا للإسراع بهذه الخطوة، أكد سلمان على مجموعة من النقاط المتعلقة بأهمية الانضمام إلى منظمة شنغهاي.
أولها الفرز الدولي والإقليمي الذي ولدته الأزمة في سورية يشكل دافعاً أساسياً للانضمام إلى تلك المنظمة.
والمحور الثاني يتمثل بما أعلنت عنه القيادة السورية بالتوجه شرقاً، وهو ما لا يتمثل بالمعنى الجغرافي فقط وإنما بالمعنى السياسي أيضاً، مع توفر كافة المعاني في تلك الدول جغرافياً وسياسياً الأمر الذي سيعزز عند سورية إمكانية الانضمام إلى هذه المنظمة، وحصول نوع من التكامل السياسي والاقتصادي مع تلك الدول.
والمحور الثالث يتجسد في أننا قدمنا طلب الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، علماً أن اللمسات الأخيرة لهذا الانضمام هي حالياً في مراحلها الأخيرة.
وفي المحور الرابع تحدث سلمان عن أن تلك الدول تمتلك من القوة الاقتصادية ومن الاحتياطيات ما يكفي، وقد أثبتت وجودها في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية وحتى العسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها، لذلك فإن التعاون مع هذه الدول سيزيدنا قوة، ولذلك أؤيد جداً الانضمام إلى هذه المنظمة وعلى وجه السرعة.
وبيّن معاون وزير الاقتصاد أن الأمور عندنا يجب ألا تتوقف على عراقيل، وإنما على إجراءات يجب أن نتحداها بطريقة غير عادية لأننا نمر بظروف غير عادية وسورية تصنع نظاماً عالمياً جديداً.
وتعليقاً على حديث النائب الاقتصادي مؤخراً بأن هناك من داخل الحكومة اليوم، من لا يرغب التوجه شرقا ويعيق تنفيذ هذه السياسة كون مصالحه مرتبطة بشركات أوروبية قال: "إن مصلحة سورية هي في التوجه شرقاً، لأنني أرى أن البنية الاجتماعية والشعبية مع التوجه شرقاً، مع أن المعنى الشرقي لهذا التوجه يشمل فنزويلا على سبيل المثال مع أنها تقع إلى الغرب منا على العكس من اليابان التي تقع شرقاً ولكن سياستها غربية".
وأضاف: "أعتقد أنه لم يعد ترفاً فكرياً مناقشة هذا الموضوع، بل أصبح حاجة وقضية يجب أن نسعى إليها بكل ما أوتينا من قوة، فالغرب لم يعد مركز العالم ومن الخطأ أن يبقى حجم علاقاتنا الخارجية مع هذا الغرب بحدود 60%، مع ذلك لا أعرف في الحقيقة هذه الممانعة التي يقصدها النائب الاقتصادي".
وفي سياق متصل كشف سلمان، عن الانتهاء من إعداد دراسة حكومية عنوانها "الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الثلاثي روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان".
وأكد أن هذه الدراسة متاحة لكل مهتم ويريد أن يعرف الفرص المتاحة في أسواق تلك الدول، ولذلك فمكاتبنا مفتوحة للتعاون، وكل من لديه فكرة يمكنها دعم هذا التوجه سنتلقفها وننفذها، ونعطيه ما لدينا من أفكار أيضاً، فالدراسة جاهزة والخطوات ملموسة ونحن نسير في هذا الاتجاه.
وتحدث سلمان حول أهم ملامح هذه الدراسة التي تتلخص بأن هناك اتحاداً جمركياً بين كل من روسيا وكازاخستان، وتلك الدول معروفة بقوتها الاقتصادية، إضافة إلى أنه سيضم مجموعة من الدول الأخرى كرابطة الدول المستقلة.
كاشفاً عن أن هناك إشكاليات فنية نعمل على حلها عبر ملائمة القوانين في سورية مع القوانين في تلك الدول، "ونعلم أن تلك الدول متكافلة ومتضامنة، أي أن قبول أي دولة عضو يجب أن يحظى بلقاء برلمانات أو مجالس الشعب في تلك الدول وأنا أرى أن الأمور تسير في هذا الاتجاه بشكل جيد".
وأكد أن هذه الدراسة أعدتها "وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية" بالتعاون مع الوزارات الأخرى.