حققت المصارف اللبنانية أداء جيدا نسبيا في الفصل الاول من السنة بلغ 2,4% نتيجة نمو الودائع بنسبة 2,2%، فيما ارتفعت التسليفات بنسبة 3,6%، "علما ان ان النمو في التسليف لم يتحقق على حساب وضعية السيولة التي حافظت على نسبة أولية عالية ناهزت الـ 32,0% من إجمالي الموجودات، وهو مستوى جيد مقارنة بالنسب الإقليمية والدولية".
في تقرير مصارف المجموعة "ألفا" الذي يظهر أداء المصارف الـ13 الأولى المنضوية في مجموعة "ألفا"، أي المصارف الكبرى التي تتجاوز ودائعها الملياري دولار والذي نشرته شركة "بنكداتا" للخدمات المالية، حقق النشاط المصرفي في الفصل الأول أداءً جيداً نسبياً، اذ نما النشاط الذي يُقاس بالموجودات المجمّعة للمصارف "ألفا"، بنسبة 2,4% في الفصل الأول مقادا بشكل رئيسي بودائع الزبائن التي نمت بنسبة 2,2% للفترة عينها. وعزا هذا النمو إلى النشاط المحلي، اذ نمت الموجودات المصرفية المحلية بنسبة 3,4%، بينما تراجعت الموجودات الخارجية بنسبة 1,9% بين 2012 وآذار 2013. واورد ان الودائع بالعملات الأجنبية شكّلت المحرك الرئيسي لنمو قاعدة الودائع، اذ نمت الودائع بالعملات الأجنبية 3,3% بينما نمت الودائع بالليرة 1,0% فقط للفترة عينها. واشار إلى أن مصارف المجموعة "ألفا" أضافت 19 فرعاً مصرفياً و65 موظفاً خلال الفصل الأول، ليصل عدد الموظفين الإجمالي إلى 25,938 موظفاً منهم 70% يعملون في لبنان، مع شبكة فروع إجمالية تشمل 1,068 فرعاً مصرفياً حتى آذار 2013 تشكل الفروع العاملة في لبنان 69% منها.
ولفت تقرير "بنكداتا" الى ان النمو اللافت كان للتسليفات المصرفية الذي بلغ 3,6% للفصل الأول، مما رفع نسبة التسليفات إلى الودائع من 34,7% في 2012 إلى 35,1% في آذار 2013، موضحا ان هذا النمو في التسليف لم يتحقق على حساب وضعية السيولة "التي حافظت على نسبة أولية عالية ناهزت الـ 32,0% من إجمالي الموجودات، وهو مستوى جيد مقارنة بالنسب الإقليمية والدولية. كذلك لم يتحقق نمو التسليفات المصرفية على حساب نوعية الموجودات التي سجلت تحسناً طفيفاً في تلك الفترة. لقد انخفضت نسبة التسليفات المشكوك بتحصيلها إلى إجمالي التسليفات من 6,28% في كانون الأول 2012 إلى 6,18% في آذار 2013، "مما تُرجم بنسبة متدنية في صافي التسليفات المشكوك بتحصيلها إلى إجمالي التسليفات، فوصلت إلى 1,32% في ظل تغطية بالمؤونات للتسليفات المشكوك في تحصيلها بنسبة 78,7%".
وبالنسبة الى ربحية المصارف، اورد التقرير انها سجلت نمواً تجاوز 10% "مما عكس الى حدّ ما الاتجاه الذي كان سائداً على مدى العامين الماضيين. اذ ارتفعت الأرباح الصافية 15,5% للفصل الأول مقارنة بالفترة المماثلة من 2012 مع استحواذ الأرباح المحلية على نسبة 85,7% من صافي الأرباح الإجمالية". ومع تجاوز نمو الأرباح الصافية ذلك المحقق في مجاميع الميزانية العمومية، سُجل تحسن صاف في نسب المردودية، "إذ ارتفع المردود على متوسط الموجودات من 1,01% في الفصل الأول من 2012 إلى 1,08% في الفصل الأول من 2013، وارتفع المردود على متوسط الأموال الخاصة العادية من 12,60% إلى 13,25% تواليا".
ويظهر تحليل مكونات نسب المردودية إلى أن الزيادة في الربحية لم تكن مرتبطة بتحسن في الهوامش المصرفية. اذ اشار التقرير الى ان انخفاض العائد على الموجودات المدرّة للفوائد في سياق الاستقرار في كلفة التمويل، أدى إلى تقلص في هوامش الفوائد لدى مصارف المجموعة "ألفا" من 2,00% إلى 1,87% بين الفصلين، وتقلص في فوارق الفوائد من 1,91% إلى 1,80% في ظل بيئة تتسم بمعدلات فوائد متدنية". واوضح ان الأخير مرتبط بتقلص فوارق الفوائد على الليرة والتي انخفضت من 2,70% إلى 2,07%، في حين توسعت فوارق الفوائد على العملات الأجنبية من 1,55% إلى 1,67%. كذلك، انخفضت نسبة الدخل من الرسوم والعمولات إلى متوسط الموجودات من 1,20% إلى 1,15%. ورأى ان التحسن العام في المردودية عائد بشكل خاص إلى الهامش التشغيلي الصافي الذي ارتفع من نسبة 32,7% إلى 36,7%، مدفوعاً بشكل رئيسي بانخفاض الكلفة الائتمانية من 12,4% إلى 7,7%. اذ تقلصت كلفة المؤونات الصافية لتغطية المخاطر الائتمانية من 141 مليون دولار في الفصل الأول من 2012 إلى 90 مليون دولار في الفصل الأول من 2013، مسجلة بذلك انخفاضاً 36,2% على أساس سنوي عقب مؤونات ملحوظة كانت قد اتخذت في العامين 2011 و2012.
المصدر: شركة بنكداتا للخدمات المالية