مع انخفاض أسعار الذهب بشكل حاد على مدى الثمانية عشر شهراً الماضية، إلى أين يتجه السوق وهل الآن هو الوقت المناسب لشراء المعادن الثمينة؟ للحصول على إجابات لهذه الأسئلة، تحدث جيرارد شوبرت، رئيس المعادن الثمينة، إدارة الثروات في بنك الإمارات دبي الوطني.
1)كم بلغ تراجع أسعار الذهب مؤخراً؟
بعد أن وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق من 1926 دولار للأونصة منذ نحو عام ونصف، تراجعت بحوالي 33٪ وتحوم الآن حول 1360 دولار أمريكي. لذا فلقد كان انخفاضاً كبيراً.
2) لماذا انخفضت أسعار الذهب؟
حالياً، تشهد سوق الذهب حالياً اتجاهين رئيسين: من ناحية ارتفاع حاد في شراء الذهب الفعلي من قبل المستهلكين، ومن ناحية أخرى زيادة أكبر في البيع من قِبَل المستثمرين من خلال تصفية الصناديق الاستثمارية المتداوَلة حيازاتها من الذهب.
كان الشراء الفعلي من قِبَل المستهلكين، خصوصاً في الصين والهند، هائلاً خلال الشهر الماضي، كما أن المصافي كانت تعمل على مدار الساعة في جميع أنحاء العالم لمجاراة الطلب. لكن منذ انخفض سعر الذهب دون مستوى الدعم البالغ 1525 دولار أمريكي، تراجع الشراء الفعلي أمام البيع السريع من قِبَل المستثمرين. باع المستثمرون نحو 180 طناً من الذهب من خلال صناديق الاستثمار المتداولة في الربع الأول من هذا العام، أو ما قيمته نحو 9.3 مليار دولار من المعدن الثمين.
ما نشهده اليوم هو أنه لدى المستثمرين سيولة كبيرة بسبب سياسات البنوك المركزية، ومع تسجيل أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم مستوياتٍ قياسية جديدة على أساس يومي، فإن المستثمرين يعتمدون الأسهم كفئة أصول ويبتعدون عن المعادن الثمينة. لكن بعض المؤشرات تنبئ بأن هذا الاتجاه سينتهي قريباً.
أسعار الذهب تتعرّض أيضاً إلى ضغوط نتيجة لتحركات أسعار صرف العملات الأجنبية. ارتفع سعر الدولار الأمريكي واليورو مقابل الين الياباني، وهذا يقلل من شهية المستثمرين لشراء الذهب. لذا فإن البيئة الحالية صعبة للغاية بالنسبة لسوق الذهب.
3) هل تعتقد أنه ينبغي أن يلتزم المستثمرون الحذر من الارتفاع الحاد في أسواق الأسهم العالمية؟
سرعة نشاط أسواق الأسهم في أنحاء كثيرة من العالم كانت مفاجئة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الناتج المحلي الإجمالي الكامن لبعض تلك البلدان. تمثل الأسهم عادة القوة الاقتصادية للبلد، ولكن أرقام الناتج المحلي الإجمالي في هذه البلدان لا تبرر الواقع في أسواق الأسهم. هل أداء اقتصادات الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وغيرها جيد إلى هذا الحد؟
4) ما سيكون برأيكم إذاً اتجاه أسعار الذهب وما هي نصيحتكم للمشترين المحتملين؟
علينا أن نواجه حقيقة أن سوق الذهب بقيت في دائرة الضوء لـ 12 عاماً، ولكنها الآن في خضم مرحلة هبوط.
مع ذلك، ما زلت أعتقد أننا سندخل قريباً مرحلة توطيد حيث ستتراوح الأسعار حول بين 1500 إلى 1600 دولار أمريكي. عند النظر إلى هيكل التكاليف الكليّ لاستخراج الذهب، نجد أنها تبلغ حوالي 1300 دولار أمريكي للأونصة، لذا فأنا أعتقد أننا نقترب من أقل مستوى منطقي لأسعار الذهب. قد نبدأ أيضاً برؤية بعض التباطؤ في الإنتاج. لذا فإني أتوقع أننا نقترب الآن من مستوى يأمل عنده المرء بتحقيق أرباح من صفقات شراء الذهب خلال فترة زمنية متوسطة.
المصدر: موقع AMEInfo / بقلم جف فلوريان