تحاول مؤسسة كهرباء لبنان لملمة الميغاوات من هنا وهناك لتمرير موسم الصيف على خير وسلامة بعد ان اكتوت بتقنين قاس فرض عليها في موسم الصيف الماضي ذكر المواطنين انهم لا يزالون يعيشون في العصر الحجري.
واذا كانت المؤسسة قد تمكنت من وضع الباخرة التركية فاطمة غول على الشبكة ليزيد رصيدها 180 ميغاوات فانها تأمل ان تصل الباخرة الثانية المتفق عليها مع شركة «كاردينز» الى معمل الجية الحراري لتنتج حوالى 80 ميغاوات، واذا كانت المؤسسة لا تنال شيئا من الاستجرار من مصدر فانها في المقابل ما يزال يصل اليها 80 الى 90 ميغاوات من سوريا، وهو استجرار متقطع حسب الاحداث الامنية وحسب حاجة سوريا الى هذه الميغاوات.
وبطريقة حسابية فان الانتاج في احسن احوال لا يتعدى الـ1500 ميغاوات على الرغم من محاولات المؤسسة تأمين المزيد وتحسين وضع الوحدات الانتاجية لديها حيث اجرت وما تزال الصيانة الكاملة من اجل ان تعمل بانتظام في فصل الصيف، بينما الانتاج وصل الى 2600 - 2700 ميغاوات على ان يتجاوز الـ3 الاف ميغاوات خلال الذروة في فصل الصيف، وهذا يعني استمرار التقنين ولو انه لن يكون بمستوى التقنين الذي حصل في موسم الصيف الماضي.
اذن تعمل المؤسسة على قدر وضعها الفني والاداري على تقطيع الوقت بانتظار الخطة التي وضعها الوزير الحالي جبران باسيل من حيث تأمين المزيد من الاستثمارات عن طريق انشاء معملين في البداوي والذوق في القريب العاجل، وبانتظار الوعد الذي قطعته بتأمين التقنين 24 ساعة على 24 في العام 2015.
واذا كانت المؤسسة قد ازيح عنها كاهل الموسم السياحي خلال فصل الصيف لسبب الاحداث الامنية والسياسية التي منعت الكثيرين من لبنانيين مغتربين وعرب واجانب من المجيء الى لبنان، فان اللاجئين السوريين باتوا يشكلون زيادة متعادلة لا تغني عن الرياحة التي كانت المؤسسة تنمي النفس بها، هذا في انتظار موسم الحر المتصاعد حيث يكثر استعمال المكيفات مما يزيد الاستهلاك.
الباخرة «فاطمة غول» انتهت معاناتها عبر تأمين مؤسسة كهرباء لبنان الفيول الصالح لمولداتها كي تباشر في الانتاج، لكن القيمين على ادارة المؤسسة يلتقطون قلوبهم بأياديهم تخوفاً وتحسباً من اي طارئ جديد، خصوصاً ان هذه الباخرة تنتج 180 ميغاوات حيث يتوقع على ضوئها ارتفاع ساعات التغذية ساعتين اضافيتين في اليوم الواحد.
وقد اوضحت مصادر مطلعة ان فرق الصيانة التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان تعمل على اجراء الصيانة الدورية لمجموعات الانتاج على ابواب فصل الصيف لوضعها كلها في الخدمة وتصبح جاهزة لتأمين اكبر ساعات ممكنة من التيار طوال موسم الاصطياف.
واعربت المصادر عن املها في الافادة من الساعات الثلاث الاضافية الموعودة من انتاج الباخرة فاطمة غول.
على اية حال، فمعاناة اللبنانيين مع الكهرباء مستمرة منذ سنوات وكل وزير طاقة ومياه يأتي الى هذه الوزارة يطرح خططه لتحسين التغذية، ولكن يبقى الاساس هو «ضخ» المزيد من الاستثمارات باعتبار ان المعملين اللذين ينتجان طاقة مكثفة هما معملي الذوق والجية اصبحا قديمين وبحاجة الى معامل جديدة بعد ان خدما عسكريتهما في هذا المجال.