أعلنت "فوادفون" مصر اليوم الخميس اطلاق خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول لأول مرة في مصر لتنضم بذلك الى ملايين الأفارقة بالإضافة إلى اليابان في كسر حاجز تكنولوجي لا يزال موجودا في أوروبا والولايات المتحدة ويمهد الطريق لما يمكن أن يصبح نقود المستقبل.وقالت فودافون مصر في بيان إن خدمة "فودافون كاش" توفر وسيلة لتحويل الأموال بسرعة وسهولة إذ يزور العميل أحد فروع فودافون للتسجيل وإيداع المبلغ وبعد ثوان معدودة يستطيع المرسل إليه سحب المبلغ من أي فرع من فروع الشركة بعد أن يقوم بالتسجيل وفقا لضوابط البنك المركزي بحسب "رويترز".
والخدمة الجديدة تتيح للملايين وسيلة رخيصة وآمنة وسهلة لنقل الأموال دون الحاجة للتنقل.
ويتسع نطاق الأنظمة الأفريقية التي اعتمدت تحويلات الأموال البسيطة عن طريق الرسائل النصية إلى سداد تكلفة كل شيء من أجرة التاكسي إلى فاتورة الماء أو الكهرباء حتى أنه يمكن قضاء يوم في نيروبي عاصمة كينيا دون حمل أي نقود.
وقال جون سعد رئيس قطاع إدارة التسويق في فودافون مصر في مؤتمر صحفي يوم "الخدمة ستبدأ من اليوم. فودافون هي أول شركة في مصر تقدم هذه الخدمة من خلال 250 فرعا لها في جميع أنحاء البلاد."
وقال الرئيس التنفيذي للشركة حاتم دويدار "الخدمة ستقدم مجانا للعملاء خلال الشهور الأولى." لكنه رفض الكشف عن الإيرادات المتوقعة في العام الأول للخدمة أو عدد المشتركين المتوقعين.
وقالت الشركة في البيان إن البنك المركزي جعل الحد الأقصى للتحويلات المالية عبر الخدمة ثلاثة آلاف جنيه يوميا (نحو 429 دولارا) على ألا تزيد التحويلات على خمسة آلاف جنيه شهريا. ووضع البنك حدا أقصى ألف جنيه للعملية الواحدة.
وقال دويدار إن فودافون ستقدم الخدمة بالجنيه المصري فقط. وأضاف أن الشركة "ستفتح مئات المنافذ شهريا" لتقديم الخدمة في إشارة إلى الموزعين المعتمدين.
وكانت مصر تدرس منذ سنوات السماح لشركات المحمول بتقديم هذه الخدمة لكنها أرجأت القرار عدة مرات بسبب عوامل من بينها فترات الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة يناير كانون الثاني 2011.
وهناك 10 بالمائة من المصريين لديهم حساب بنكي والسبب في هذا أساسا هو التكاليف الباهظة لفتح حسابات في فروع البنوك القائمة في أجزاء نائية من البلاد التي يعيش كثير من سكانها على دولارات معدودة في اليوم.
ووجدت شركات مثل تلك التي تملك مزارع الشاي والقهوة أن باستطاعتها سداد رواتب الموظفين عن طريق المحمول كما تستطيع المؤسسات الخيرية تلقي المساعدات وتوزيعها باستخدامها مثلما فعل الصليب الأحمر أثناء أعمال العنف التي وقعت بعد انتخابات كينيا عام 2007.
الكينية ماري وانجيكو البالغة من العمر 28 عاما لديها هاتف محمول.. لكنه ليس هاتفا فحسب بل أيضا وسيلة رخيصة وآمنة وسهلة لارسال 40 دولارا الى والدتها.
وتقول وانجيكو من أمام وكيل خدمة (ام-بيسا) في نيروبي وهي شبكة الأموال الافتراضية التي تعني "الأموال عن طريق الجوال" بالسواحيلية وهي اللغة المحلية في كينيا لـ "رويترز": "كنت أضطر من قبل للتوجه الى مسقط رأسي لتوصيل الأموال."
وأضافت "ام-بيسا أحدثت ثورة في حياتي."