أكد " المحلل المالي والنقدي الدكتور عابد فضلية "تعليقاً على هذا الارتفاع المفاجئ في سعر صرف الدولار في السوق السوداء قال: لم تخرج الأمور من نطاق قدرة الجهات المعنية على ضبط سوق صرف العملات الأجنبية، وما يحدث حالياً عبارة عن فوضى يشهدها السوق.
مضيفاً: إن تجار السوق السوداء ومضاربيها، يترقبون أي متغير جديد ليباشروا رفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، على الرغم من أن الإقبال على الدولار وفق الأخبار الواردة من السوق، لا يزال في حدوده الطبيعية ولم يشهد إقبالاً استثنائياً.
الدكتور فضلية اعتبر أن المجال لا يزال متاحاً أمام الجهات المعنية بسوق الصرف للتدخل ولجم ارتفاعات الأسعار من خلال إجراءات عديدة بات الحديث عنها مكرراً، ولاسيما أن السوق قادر على ضبط إيقاع عمله عبر معادلة العرض والطلب، بحيث يكون ارتفاع السعر مقروناً بزيادة الطلب مع ضيق مساحة العرض، ولكن الوضع القائم حالياً يخلق إمكانيات كبيرة للسوق السوداء في رفع السعر بالطريقة التي ترغب بها، في ظل غياب ملحوظ من مصرف سورية المركزي في الأسواق، وتذبذب الإجراءات التي يقوم بها لضبط سعر الصرف، مبيناً في الوقت نفسه أن هذا الارتفاع غير حقيقي وما يكرس وهميته هو ضعف الإقبال على الدولار، وهي فرصة للجهات التدخلية حتى توضح للمواطن كيفية رفع السعر وهمياً لمحاولة تكريسه من مضاربي السوق السوداء، إن قررت ذلك، وبخلاف ذلك فإن السعر يستمر في الارتفاع.
بالمقابل رفض مديرو بعض المصارف المعنية الإدلاء برأي خلال الفترة الحالية بالنسبة إلى ارتفاع سعر الدولار بهذا الشكل، مفضلين الانتظار إلى حين اتضاح بعض الأمور المتعلقة بأسباب هذا الارتفاع وديمومته، والإجراءات التي سيتخذها مصرف سورية المركزي للجم هذا الارتفاع والسيطرة عليه، بالنظر إلى أن المتغيرات مستمرة ومتجددة بين ساعة وأخرى، دون أن يكون من موقف واضح للجهات المعنية ولاسيما مصرف سورية المركزي من هذه المسألة.