هوت الليرة السورية إلى مستوى غير مسبوق في تعاملات الاثنين حيث وصل الدولار الواحد إلى مستوى 205 ليرات.
وتواصل الليرة هبوطها القياسي منذ شهور غير أنها تفاقمت بشكل ملموس في الأيام الأخيرة وسط حديث عن سماح الدول الغربية بتسليح المعارضة وإقامة منطقة حظر جوي.
وتحدث التجار في أنحاء سوريا عن التعاملات في سوق العملة عن أسعار متذبذبة، وقال تجار عملة في دمشق إن العملة السورية هبطت لأقل من 200 ليرة مقابل الدولار للمرة الأولى وسط إقبال على شراء الدولار بسبب الهلع والخوف في الشارع ما بين المواطنين
وأفاد متعاملون بأن الدولار بيع أمس مقابل 205 ليرات و200 ليرة للشراء وبذلك تفقد العملة السورية 20% من قيمتها في أربعة أيام و77% من قيمتها منذ بداية الأزمة في سوريا وتحديدا مارس/آذار 2011 حينما كان سعرها 47 ليرة للدولار.
وفي تعبيره عن حالة سوق العملة في دمشق، اعتبر عاصم سلمان -وهو تاجر عملة في وسط دمشق- وفقا لموقع " الجزيرة " أنها فوضى شاملة حيث يتزايد الطلب على الدولار مع أنباء المساعدات العسكرية من الأميركيين للمعارضة المسلحة. وأضاف أن لا أحد يستطيع تحديد سعر الدولار، فالعملة الأميركية ارتفعت بجنون.
وأفاد تاجر آخر بأن الاضطراب حدث بفعل تصريحات البيت الأبيض الأخيرة بأن واشنطن ستقدم مساعدات عسكرية للمعارضة المسلحة، فضلا عن مواقف أكثر شدة من جانب السعودية ومصر ودعوات للجهاد ضد النظام في دمشق بالعديد من الدول العربية.
وأرجع تجار سوريون الهبوط الحاد لليرة منذ مارس/آذار الماضي إلى عدم وفاء محافظ البنك المركزي السوري أديب ميالة بوعوده بدعم الليرة التي وصلت إلى 100 ليرة مقابل الدولار في نهاية العام الماضي.
كما و أكد الدكتور حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة أنه استكمالا للمباحثات مع الجانب الإيراني التي دامت عدة أيام تم تفعيل خط الائتمان الإيراني الممنوح للتجار في القطاع الخاص والقطاع العام من أجل تمويل المستوردات من إيران، وهذه نقطة مهمة جداً تقدم بموجبها إيران كل الدعم لتأمين احتياجات التجار السوريين لاستيراد موادهم وفيما يخص تمويل المستوردات سوف يعود مصرف سورية المركزي بعد الاتفاق مع الجانب الإيراني والأطراف الأخرى المعنية إلى تمويل القطاع الخاص من المستوردات وفق الاحتياجات المطلوبة عن طريق تمويل المصارف التي ستقوم بدورها بتمويل القطاع الخاص السوري لتمويل مستورداته.
بدوره قال " مدير عام المصرف التجاري السوري أحمد دياب" : إن خطاً ائتمانياً بقيمة مليار دولار قابلاً للزيادة إلى ثلاثة مليارات دولار تم تفعليه بزيارة الوفد الإيراني مع بنك الصادرات الإيراني لذلك ندعو جميع التجار في القطاع الخاص إلى تمويل مستورداتهم من خلال هذا الخط، لذلك ندعو المتعاملين الذين يقومون بعمليات الاستيراد إلى مراجعة المصرف التجاري السوري للاستفادة من خط التسهيلات الموجود حالياً والمصرف التجاري أصلاً لم يوقف تمويل احتياجات عملائه من القطع الأجنبي وكذلك إصدار الكفالات التجارية.وأشار بحسب " الوطن " إلى أن المصرف التجاري قد بدأ بعملية تمويل المستوردات للقطاع العام ونفذ مجموعة من الاعتمادات خلال الأيام الماضية بمئات الملايين وبعد زيارة الوفد الإيراني عممنا التجربة إلى القطاع الخاص ونأمل الاستفادة منه علماً أن الجانب الإيراني أبدى استعداده للتمويل بمبالغ غير محددة وبالتالي المبالغ متوفرة لأي شخص يرغب في تمويل مستورداته.
بالمقابل سجل القرار الذي أعلنه حاكم مصرف سوريا المركزي يوم أمس عن معاودته بيع اليورو للشركات الصرافة والمصارف العاملة في سوريا نوعا من الهدوء لما سوف يسفر عنه النتائج مع نهاية الاسبوع.
حيث توقع بعض المحللين الماليين ان ينخفض سعر الدولار الى مستويات 170-175 ليرة في حال قام المركزي بالبيع، واليوم بعد الاطلاع على نشرة اسعار المصارف الخاصة ، تكون التوقعات بمحلها اذا سعر اغلب البنوك اليورو عند 235-240 ليرة مما يعني ان سعر الدولار وفق هذا السعر يكون ما بين 170-172 ليرة.