يقدم أحد كبار المستوردين في سورية تحليلا يريد أن يبرهن من خلاله، أنّ أسعار المواد والسلع المستوردة في سورية حالياً، تعتبر أرخص مما كانت عليه في بداية الأزمة عام 2011.
والفكرة وبحسب موقع الاقتصادي التي يريد التاجر إيصالها من خلال هذا التحليل الذي يقدمه مع الأمثلة، هو أن يعلم المستهلك، أنّ السلع المستوردة اليوم في سورية ارتفع سعرها خلال الأزمة وحتى الآن اضعافاً، لكن ليس بسبب مايسمّى "جشع التجار"، وإنما بسبب واحد وهو ارتفاع الدولار، لأنّ هذه السلع المستوردة تعتمد على الدولار في شرائها من الخارج، وأنّ نسبة 95% من حالات الاستيراد تعتمد على سعر دولار السوق السوداء، لأن تمويل المستوردات من قبل الحكومة، ومنذ نحو عامين أصبح مقتصراً على الأدوية وحليب الأطفال فقط رغم توقفه في كثير من الحالات.
وإليكم بعض المثلة لسلع مستوردة يطرحها التاجر، مقارناً بين أسعار بداية الأزمة والآن، ويمكنكم القياس عليها، وفقاً للمعادلة التالية:
سعر السلعة اليوم "تقسيم" سعر الدولار اليوم ولنفرض أنّه 190 ليرة سورية = سعر السلعة اليوم بالدولار.
ثم نضرب "سعر السلعة اليوم بالدولار" بسعر الدولار في بداية الأزمة ولنفرض أنّه 47 ليرة سورية = سعر السلعة اليوم بالليرة السورية لوكان سعر الدولار 47 ل.س.
حيث سنجد أنّ سعر السلعة اليوم قياساً بسعر الدولار "47" ل.س هي أرخص مما كانت عليه في بداية الأزمة.
مثال
سعر كيس الحليب المغلف بوزن 90 غرام يبلغ حالياً نحو 1200 ليرة، وفي حال تم تقسيم السعر الحالي على سعر الدولار في السوق السوداء وهو 190 ليرة، يصبح الناتج 6.31 دولاراً، وهو سعر كيس الحليب حالياً بالدولار، وفي حال تم ضرب هذا الرقم، وهو سعر كيس الحليب بالدولار بسعر الدولار في بداية الأزمة وهو 47 ليرة، فإن سعر كيس الحليب لوكان الدولار بـ 47 ليرة هو 296 ليرة، وهو أرخص من سعره في بداية عام 2011 عندما كان حوالي 400 ليرة سورية.
مثال آخر:
سعر تنكة الزيت مثلاً اليوم هو 6500 ليرة سورية، فإذا قسمنا هذا المبلغ على سعر الدولار اليوم 190 ل.س، سنجد أن قيمة التنكة حوالي 34 دولاراً تقريباً.
فلو لم يرتفع سعر الدولار وبقي 47 ل.س، لكان سعرها الآن حوالي 1600 ليرة سورية "34*47"، بينما كان سعر تنكة الزيت نفسها قبل الأزمة 2500 ليرة، أي أنها الان أرخص من حيث مبيع التاجر لها، لكن فرق الدولار هو من جعلها أغلى.
ويمكنكم التطبيق على السلع المستوردة حصراً لأنّها تستورد بالدولار، وستصلون إلى النتيجة ذاتها، لكن ماذا يعني هذا؟
بحسب التاجرأن هذا التحليل للمواطنين والقراء لكي يعلموا أنّ سبب ارتفاع السلع هو اتفاع سعر الدولار، والذي ليس للتجار المستوردين دور في ارتفاعه، لأنّه ارتفع لأسباب معروفة منها توقف الانتاج وتراجع الناتج المحلي والتوجه إليه للادخار، وغيرها من الأسباب المرتبطة باستمرار الأزمة والتي ستستمر مادامت الأزمة مستمرة.
ويؤكد التاجر والذي هو أحد كبار المستوردين في سورية، أنّ التجار المستوردين يهمهم أن تبقى السلع متوافقة مع القدرة الشرائية للمستهلك، وأنّ الدولار وارتفاعه هو كلمة السر في ارتفاع أسعار السلع، بدليل أنّ قرار الحكومة قبل أيام بالتوقف عن تمويل المستوردات بالكامل بمافيها الأدوية وحليب الأطفال دفعت التجار جميعاً للبحث عن الدولار في السوق السوداء، مما شكل طلباً زائداً فاق الكمية المتوفرة في السوق، ما نتج عنه ارتفاع غير مسبوق في سعر الدولار أمام الليرة، وعلى سبيل المثال فإنّ أحد التجار المضطرين دفع قبل ثلاثة أيام 230 ل.س للدولار، لأنّه كان مضطراً لتسديد قيمة البضاعة وإلا تعرض للغرامة.