بدأت أسعار الذهب بالانخفاض عالمياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتصل اليوم إلى أدنى مستوى لها، حيث أغلقت التداولات أمس الجمعة على سعر 1200 دولار للأونصة ، بانخفاضٍ يصل إلى 25 دولاراً عن يوم أمس الخميس لتعاود وترتفع صباح اليوم على 1236 دولار .
الانخفاض العالمي لأسعار الذهب الذي رأى فيه الاقتصاديون أن نسبه المئوية خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبشكلٍ متواصل، لم تشهده الأسواق العالمية منذ ستينات القرن الماضي، في حين أنه أدنى مستوى بلغه الذهب منذ عام 2010.
خلال أسبوعٍ واحد خسرت الأونصة ما يقارب 200 دولار، حيث يترنح الذهب تحت ضربات قرارات الفدرالي الأمريكي، لا سيما تلك المتعلقة بخفض التيسير الكمي "أي طباعة العملة"، والاتجاه إلى قنوات استثمارية جديدة، مع ابتعاد شبح التضخم، وانخفاض المضاربة على السلع.
خط بياني معاكس
وفي حين يشهد الذهب انخفاضاً في أسعاره عالمياً بأرقامٍ قياسية، فهو أيضاً يشهد أرقاماً قياسية في سوريا لكن بخط بياني معاكس نحو الارتفاع، حيث تم تسعير الذهب على سعر 7100 ليرة، برقم قياسي جديد للدولار الذهبي حيث تم احتسابه في التعاملات الصباحية على دولار 205، وبقي السعر ثابتاً اليوم فوق مستوى 7 آلاف ليرة، رغم انخفاض الذهب عالمياً، وبالتالي ارتفاع دولار الذهب بما لا يقل عن خمس ليرات، وبحسابٍ بسيط نلاحظ أنه لو بقي سعر الصرف على 50 ليرة للدولار الواحد أي سعره ما قبل الأزمة، لما تجاوز سعر الذهب اليوم في سوريا عتبة 1700 ليرة، أي بقارقٍ يصل إلى 5400 ليرة.
والأكثر حزنا هو الفارق الكبير بسعر الاونصة ما بين 252340 ليرة على اساس غرام الذهب عيار 21 قيرطاً ب7100 ليرة، اما لو تم احتساب غرام الذهب عيار 21 قيرطا بـ1739 ليرة 62500 ليرة اي بفارق يصل إلى 189840 ألف ليرة سورية.
لتكون بذلك أسعار الذهب على الشكل التالي فيما لو كان سعر الدولار 50 ليرة
غرام الذهب عيار21 قيراطاً 1739 ليرة ، أما غرام الذهب عيار 18 قيراطا فسيكون سعره 1575 ليرة.
فيما سيبلغ سعر الليرة الانكليزية عيار 21 قيراطا عند 14700 ليرة والليرة الانكليزية عيار22 قيراطا 15470، أما الليرة الرشادية يبلغ سعرها 12000 ليرة سورية.
تلاعب علني
ولعل الذهب من أكثر السلع تلاعباً في السوق السورية اليوم، وفق ما يبين خبير فضل عدم ذكر اسمه، إذ يرى أن تجار الذهب في سوريا يحاولون تعويض الهبوط العالمي لسعر الذهب، من خلال هبوط الليرة، ففرق سعر الصرف يحقق لهم زيادة في الأسعار وبالتالي زيادة في الأرباح رغم السعر العالمي المنخفض للذهب، ومن الملاحظ أنه خلال اليومين الفائتين اشتروا التجار الذهب على سعر 209 للدولار "7200 ليرة للغرام"، وباعوه على سعر دولار 215 أي "7400 للغرام".
ورغم انخفاض أسعار الذهب بما يزيد عن 30 % منذ بداية العام إلى الآن، إلا أن الأسعار المحلية له بقيت على خطى كسر أرقامٍ قياسية، نتيجة تأثير هبوط الليرة، فارتفاع ليرة واحدة في سعر صرف الدولار مقابل الليرة، ينعكس على سعر الذهب خمسين ليرة.
وشهد الذهب تغيراً حاداً في أسعاره بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، حيث اتجهت معظم البنوك المركزية لا سيما الشرق آسيوية لتعزيز احتياطاتها من الذهب، وما لبثت بعد ذلك أن اتجهت إلى وضع قيود على شراء الذهب، كما حدث في الهند، وهنا علينا أن نذكر بأن إنتاج الذهب العالمي 3000 طن الآن، وكل ما على الأرض تقريباً 160 ألف طن، ويوجد في البنوك حوالي 35 ألف طن.