بعد إعلان وسائل الإعلام بساعات قليلة عن مرسوم السيد الرئيس بزيادة الأجور والرواتب، ارتفعت مباشرة أسعار جميع السلع والمواد الأساسية، وغير الرئيسة للمواطنين لتمتص الزيادة في الرواتب والأجور قبل أن يقبضها هذا الموظف المسكين، وليت الأمر متوقف عند زيادة الأسعار بزيادة الرواتب نفسها, لا بل كانت الزيادة في الأسعار أسرع بكثير من الزيادة في الأجور والرواتب وبنسبة مضاعفة على الزيادة في الرواتب والأجور، فالموظف الذي زاد راتبه على سبيل المثال سبعة آلاف ليرة، صار يدفعها - زيادة في الأسعار- أكثر من خمس عشرة ليرة, فالحاجة ماسة إلى عملية ضبط الأسواق والمحال التجارية وتثبيتها، مع إصدار عقوبات رادعة بحق التجار الذين يتلاعبون بلقمة عيش المواطنين, فيحتكرون السلع والمواد الغذائية، ليعودوا لطرحها في الأسواق من جديد.
زيادة الإنتاجية
ووفقا لصحيفة " تشرين " الحكومية قال الدكتور موسى الغرير رئيس قسم الاقتصاد في جامعة دمشق: إن زيادة الرواتب والأجور خلال هذه الفترة التي تعيش فيها البلاد حالة حرب وأزمة اقتصادية وسياسية تجاوزت العامين نسجل بها للحكومة موقفاً ايجابياً، وأضاف الدكتور الغرير: ففي جميع دول العالم التي تعيش حالة حروب طويلة تلجأ حكوماتها عادة إلى تخفيض الأجور والرواتب لموظفيها إلا أن حكومتنا لجأت إلى العكس تماماً، وذلك بزيادة الرواتب والأجور، وأكد الدكتور الغرير: حتى تحقق هذه الزيادة للموظفين الهدف في تحسين مستوى المعيشة، يجب أن تترافق مع زيادة في الإنتاجية على مستوى البلاد، وعلى الحكومة أن تعمل على مسار الزيادة في الإنتاجية، وبشكل متوازِ مع تحقيق الهدف السياسي والأمني لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وأشار الدكتور الغرير إلى أن الطرف الثاني في تحقيق معادلة الأجور والرواتب هو تثبيت الأسعار -إذا لم يكن في الإمكان العمل على تخفيضها - وهذا غير محقق؛ وأوضح الدكتور الغرير: حتى تكون الزيادة حقيقية وفعلية، يجب أن تترافق مع الزيادة في الإنتاجية، والجميع يعلم أن الكثير من قطاعاتنا الاقتصادية الإنتاجية متوقفة عن العمل حالياً.
50- 60%
من خلال جولتنا الميدانية على أسواق مدينة طرطوس ولقاءات أجريناها مع عدد من التجار والمواطنين رأينا أن أغلبية المواد الغذائية قد ارتفعت أسعارها بنسبة 50- 60% تقريباً، حيث أكد التاجر عماد بلال في المشبكة العليا – سوق النسوان – أن مبيعاتهم انخفضت إلى أكثر من النصف بسبب الزيادة في الأسعار، ولذلك وكما تشاهدون فنحن قاعدون من دون بيع وأغلبية الزبائن باتوا يسألون عن الأسعار فقط، ومن دون أن يشتروا.. وفي سوق الكراجات رأينا أن أغلبية أسعار السلع سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بعد زيادة الرواتب والأجور مباشرة، حيث كان يباع بيدون زيت الزيتون بسعر /5000- 6000/ ليرة – سابقاً- بينما وصل سعره – اليوم– إلى /10000/ ليرة سورية ، / 8000- 8500/ لتنكة زيت الزيتون، كما وصل سعر الكيلو الواحد من الرز المصري إلى / 150/ ليرة ، في حين كان يباع بـ/90-100/ ليرة – قبل أسبوع من اليوم – وصار يباع كيلو الفاصولياء – الحب – بسعر /325/ ليرة، في حين كانت تباع بسعر /250/ ليرة سورية ، وصار يباع صحن البيض بسعر /450- 475/ ليرة، في حين كان يباع قبل أيام قليلة بسعر /350/ ليرة، ووصل سعر سمنة الأصيل وزن /2/ كغ إلى 1350/ ليرة، في حين كانت تباع – قبل الزيادة بيوم واحد – بسعر/1000/ ليرة، وكان يباع كيلو السكر بسعر / 73/ ليرة، وصار بعد الزيادة يباع بسعر/100- 110/ ليرات. وبدوره المواطن بهجت قال: اشتريت عبوة الزيت النباتي مساء بسعر /675/ ليرة، في حين وصل سعرها في صباح اليوم الثاني مباشرة إلى /770/ ليرة، وأضاف: في الوقت الذي زاد راتبي الشهري بقيمة ثمانية آلاف ليرة، زادت قيمة المواد التي كنت أشتريها للكمية والنوعية نفسها إلى /15/ ألف ليرة-؟!! وهناك قصص وقصص كثيرة سمعناها ونسمعها في كل يوم عن تلاعب التجار بأسعار السلع والمواد الغذائية الرئيسة للمواطنين-!!
الخضر والفواكه
وقد كان تأثير زيادة الأجور والرواتب في الخضر والفواكه واضحاً بين بقية السلع الأخرى، وللبعض أكثر من غيرها، حيث ارتفعت أسعار مادة البندورة لتصل إلى أعلى ارتفاع لها في تاريخ المحافظة، حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى/175–200 /ليرة، وإلى سعر/125-135/ ليرة في أسواق الهال، كما ارتفعت أسعار الكرز ليصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 250-300 ليرة، ووصل سعر الكيلو الواحد من الخوخ - أبو ريحة - إلى/200/ ليرة، في الوقت الذي حافظت فيه بعض المواد على أسعارها، مثل الفليفلة الخضراء التي بقيت محافظة على أسعارها ليباع الكيلو الواحد بسعر/50-65/ ليرة و/35-40/ ليرة للباذنجان المدعبل وارتفع سعر الباذنجان الطويل إلى/50-60/ ليرة
ارتفاع أسعار اللحوم
كما انعكست زيادة الرواتب والأجور سلباً على أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بكل أصنافها، فقد زادت الرواتب والأجور بنسبة 25% بينما كانت الزيادة في أسعار اللحوم بنسبة أكثر من35%، حيث كان يباع الكيلو الواحد من اللحوم الحمراء بسعر/1000/ ليرة، في حين وصل اليوم إلى1300/ ليرة، وكان يباع الكيلو الواحد من الفروج بسعر /300/ ليرة، بينما وصل خلال ثلاثة الأيام الأخيرة من الأسبوع إلى /360-370/ ليرة، وكان يباع الكيلو الواحد من سمك الفريدي – الحبة الكبيرة - بسعر /1500/ ليرة، في حين وصل الكيلو الواحد إلى 2000 ليرة وكان يباع كيلو السمك الغزال بسعر /1500/ ليرة، بينما وصل اليوم إلى /2200/ ليرة، وكان يباع الكيلو من لحمة الغنم بسعر/1300/ ليرة، في حين وصل الكيلو إلى/1600/ ليرة. كما ارتفعت أسعار الألبان ومشتقاتها بشكل كبير بعد الزيادة في الرواتب والأجور، حيث وصل سعر كيلو اللبن البلدي إلى /110/ ليرات، في حين كان يباع – سابقاً- بسعر/90/ ليرة، وصار يباع صحن البيض بسعر /500/ ليرة، بينما كان يباع – سابقاً – بسعر/350/ ليرة، وما يقال عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية نستطيع قوله على بقية السلع والمواد السلعية الأخرى سواء المنظفات المنزلية أو الحاجات المنزلية الأخرى، من ألبسة وأثاث منزل وأدوات صحية وكهربائية وحتى الأدوية الطبية زادت أسعارها بشكل كبير على المستهلك