تواجه سورية في ظل الظروف الراهنة بسبب تراجع مستوى الإصحاح البيئي في العديد من المناطق وخروج عدد كبير من المؤسسات الصحية عن الخدمة نتيجة الإرهاب خطر انتشار بعض الأمراض السارية والحالات الوبائية لاسيما مع دخول فصل الصيف ورغم تردد بعض الشائعات عن انتشار مثل هذه الحالات تؤكد وزارة الصحة أن جميعها "ضمن المعدل الطبيعي ولا وجود لأي حالة وبائية حتى الآن".
ومع بداية الأزمة رفعت وزارة الصحة جاهزية الترصد والتصدي للأوبئة واتخذت العديد من الإجراءات التي أدت حسب الدكتورة كناز الشيخ مديرة الأمراض السارية والمزمنة في الوزارة إلى استقرار الوضع الصحي رغم الظروف التي تمر بها سورية وبقاء معدلات الأمراض السارية ضمن المعدل الطبيعي بناء على جميع البيانات التي يتم ترصدها.
وعن هذه الإجراءات توضح الدكتورة الشيخ أن دوائر الأمراض السارية والمزمنة في مديريات الصحة بجميع المحافظات تستقبل تقريرا شهريا من قبل المؤسسات الصحية العامة والخاصة عن عدد الحالات المسجلة كما يتم الإبلاغ الفوري عند حدوث زيادة بعدد الحالات إضافة للترصد الوبائي ضمن الإنذار المبكر حيث تقوم 134 مؤسسة صحية موزعة على مختلف المحافظات بالإبلاغ الأسبوعي عن عدد الحالات المسجلة إلى الوزارة والإبلاغ الفوري عند حدوث زيادة بعدد الحالات.
وتقوم فرق التقصي الوبائي في مديرية الأمراض السارية والمزمنة ومديريات الصحة وفقا للدكتورة الشيخ بإجراء الرقابة الدورية لاماكن تداول الطعام "مطاعم وفنادق" ومصادر المياه وشبكاتها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ومراقبة كلورة المياه وأخذ عينات للفحص الجرثومي والكيميائي من الغذاء والماء عند الشك بالتلوث أو حدوث زيادة بعدد الحالات المرضية المنقولة عن طريق الماء والغذاء.
وبالنسبة لمراكز الإيواء يتم ترصد الأمراض السارية والمزمنة ودراسة الوضع البيئي والنظافة الشخصية ونظافة البيئة وسلامة المياه والغذاء والاحتياجات من الأدوية الإسعافية الخاصة بأمراض الصيف حسب الدكتورة الشيخ التي تؤكد توفر الأدوية العلاجية لهذه الأمراض في مستودعات وزارة الصحة.
وتذكر الدكتورة الشيخ أن الكوادر الطبية في دوائر الأمراض السارية والمزمنة والرعاية الصحية في جميع مديريات الصحة تعمل يوميا على نشر التوعية الصحية عن الأمراض المنقولة بالطريق الهضمي وإجراءات الوقاية التي تقوم بها.
وتشير مديرة الأمراض السارية والمزمنة أنه سيتم خلال الفترة القادمة عقد ملتقى وطني بشكل موسع لمتابعة تضافر الجهود التي تبذل من قبل الوزارات المعنية في الوصول إلى بيئة ملائمة لمنع وقوع الأمراض.
وبهدف تلقي إشارات حدوث فاشيات بشكل مبكر ورفع جاهزية الترصد والتصدي للأوبئة خلال الأزمة ودعم برنامج الترصد الروتيني أطلقت وزارة الصحة نظام الإنذار المبكر والاستجابة السريعة وهو بحسب الدكتورة الشيخ نظام للإبلاغ عن مجموعة ذات أولوية مكونة من 10-12 مرضا من الأمراض السارية المشمولة باللقاح التي قد تتسبب بحدوث فاشية لدعم الاستجابة الفاعلة وذلك بشكل مباشر أو من خلال تقرير أسبوعي.
وتوضح الدكتورة الشيخ أن النظام يقوم بترصد الحالات المشتبهة بالاعتماد على تعريف الحالة والأحداث الصحية المستجدة أو الظواهر المرضية المجهولة السبب وكذلك يترصد الوفيات وخاصة في المشافي وتسجيلها في تقارير أسبوعية حيث تقسم السنة إلى أسابيع وبائية تبدأ كل يوم أحد وتنتهي يوم السبت الذي يليه وتستمد بياناتها من وحدات صحية مختارة "مركز صحي ومشفى وعيادة خاصة" تغطي معظم المناطق الصحية مشيرة إلى أن عدد مراكز الإبلاغ في جميع المحافظات وصل حتى تاريخه إلى 134 مركزا.