ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي بحدود العشر ليرات في تعاملات السوق السوداء يوم أمس مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه أمام الليرة السورية عند 240 ليرة، مع تباين واضح في الأسعار بين الأسواق، وفارق بين البيع والشراء قرابة العشر ليرات أيضاً، حيث وصل سعر الشراء إلى 230 ليرة مع تقلب بحدود الليرتين بين أعلى وأدنى.
وبهذا المستوى الجديد للدولار تتحقق «نبوءات» المضاربين والمتعاملين الذي توقعوا وصوله إلى 240 ليرة خلال فترة قصيرة، يساعدهم في هذا «طناش» المسؤولين وكأنهم غير معنيين بالأمر.
ومن ناحية تحليلية، يشكل ارتفاع الدولار فوق الـ240 ليرة دافعاً أمام المضاربين للدخول في عمليات لجني الأرباح السريعة، حيث تقدر الأرباح لهذا الأسبوع بحدود الـ10%، ومن اشترى قرب 210 ليرات سوف ترتفع مكاسبه لحدود 15%.
وبهذه المستويات القياسية الجديدة للدولار يكون قد ارتفع لأكثر من 420% أمام الليرة منذ بداية الأزمة، في حين انخفضت قيمة الليرة أمام الدولار بأكثر من 80%، فبينما كانت كل ليرة تساوي أكثر من 2 سنت أصبحت وفق أسعار أمس تعادل 0.4 سنت.
ويأتي هذه الارتفاع في صورة تحد واضح لتصريحات المسؤولين وإجراءاتهم، في حين يدفع الثمن المواطن الذي يشاهد قوته الشرائية تضعف يوماً بعد يوم، ولا يجاوب إلا بنصائح شد الأحزمة والتقشف.
وتحدث خبير نقدي وفقا لصحيفة " الوطن " عن وجود قوى فاعلة في السوق السوداء لها مصلحة في تأجيج الدولار لمصالح خاصة بها، يزداد دورها قوة يوماً بعد يوم في ظل ترهل السلطات النقدية وضعفها اليومي في ضبط السوق، وهذا يعطيها قوة في فرض كلمتها على السوق وسحب الدولار إلى المستويات التي تريدها، في ظل تلكؤ وضعف في برامج الرقابة على سوق الصرف، وتأخر المصرف المركزي بالتدخل إلى جانب ضعف آليات تدخله، وانحصاره في الشأن النقدي الضيق، وغياب أي سياسات مالية واقتصادية وتجارية تدعم السياسة النقدية في استراتيجية متكاملة لضبط التضخم كمحصلة، يكون تعزيز قيمة الليرة تحصيل حاصل لهذه الإستراتيجية المضادة للتضخم، لذا المطلوب أولاً هو ضبط التضخم.