شهدت محافظة القنيطرة خلال السنوات العشر الأخيرة إقبالا متزايدا على زراعة شجرة التوت الشامي، بعدما ثبتت مناسبة مناخ القنيطرة لهذه الزراعة غير المكلفة والتي تعطي مردوداً عاليا للمزارع حتى وصل إنتاج المحافظة من التوت الشامي لهذا العام نحو 130 طناً تقريباً.
وأوضح المهندس ناجي طقطق مدير زراعة القنيطرة وفقا لصحيفة " تشرين " الحكومية أن تطور زراعة التوت الشامي في القنيطرة يعود بالدرجة الأولى للمناخ المناسب وإمكانية زراعة أشجار التوت بعلا إضافة لقلة التكاليف والأمراض التي تصيب التوت وعدم الحاجة إلى الكثير من التعب والوقت للحصول على الإنتاج، ونوه طقطق أن المساحة المزروعة في المحافظة بعلاً تبلغ نحو 616 دونماً بمعدل 9786 شجرة منها 4000 شجرة مثمرة، أما المساحة المزروعة سقاية فتبلغ 8 دونمات بمعدل 160 شجرة منها 100 شجرة مثمرة، لافتا إلى أن زراعة التوت الشامي تنتشر في منطقة جبل الشيخ في محافظة القنيطرة لكونها تحتاج مناخاً بارداً وتربة رطبة والأشهر بزراعتها قرى حضر وجباتا الخشب وطرنجة وبريقة وجميعها تزرع بعلاً والمساحة المزروعة في قرية حضر نحو 475 دونماً وفي قرية جباتا الخشب وطرنجة مساحة 54 دونماً وفي قرية بريقة بمساحة 9 دونمات، إضافة إلى الزراعات المنزلية في بعض القرى .
وعن دور مديرية زراعة القنيطرة في انتشار زراعة التوت الشامي في المحافظة أشار مدير زراعة القنيطرة إلى أن خطة المديرية في إنتاج الغراس من التوت الياباني والهندي تتضمّن زيادة الإنتاج بعد ازدياد الطلب عليها من المزارعين، ولفت إلى ضرورة الاهتمام بهذه الشجرة لتربية ديدان الحرير، إذ سيتمّ إدخال أصناف جديدة منها ولاسيما أن أوراق التوت الياباني مناسبة لتغذية اليرقات كبيرة العمر، في حين تناسب أوراق التوت الهندي تغذية اليرقات الصغيرة وزراعتها كبساتين أمات لإنتاج العُقل بهدف تجذيرها وتربيتها وتوفير الطعوم لتطعيم الغراس وتوزيعها على الفلاحين.
المزارع إبراهيم الأسعد قال: اقتصرت زراعة التوت الشامي قديما على الحدائق المنزلية ولم تكن هذه الزراعة تدرج ضمن المزروعات والمحاصيل التي تنتجها القنيطرة إلا أنه وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت زراعة التوت الشامي تنتشر بسرعة، وشجع المزارعين على إنشاء مزارع وحقول التوت الشامي سهولة تصريف الإنتاج وسعره المغري وقلة تكاليفه وأصبحنا نرى عشرات الحقول مزروعة بأشجار التوت وجزءاً من المزارعين أصبح يعد محصول التوت محصوله الرئيس، إلا أن الإنتاج مازال محصورا بثمار التوت من دون تطور إنتاج خيوط الحرير من تربية ديدان الحرير التي تتغذى على أشجار التوت.
وتبين الدراسات الإحصائية في مديرية زراعة القنيطرة أن إنتاج الشجرة الواحدة من التوت التي تجاوز عمرها 6- 8 سنوات يبلغ نحو 150 كغ، علما بأن معدل إنتاج شجرة التوت يتعلق بعمرها وحجمها و قد بلغ إنتاج بعض الأشجار أكثر من /800/ كغ في الموسم الواحد و أشجار التوت الشامي تعدّ من الأشجار المعمّرة حيث توجد عشرات الأشجار المعمّرة في المحافظة والتي قد يتجاوز عمرها المئة سنة.