لم يكن أحد يتصور أن تكون هنالك طبقة فقيرة في سويسرا "الغنية" والتي لطالما كانت ترتبط بالأثرياء والبنوك والمليارات، بيد أن الإحصائية الرسمية للحكومة السويسرية جاءت لتبدد تلك الصورة ولتؤكد وجود 7.6% من مجموع السكان هم من الفقراء.
وبحسب صحيفة الاقتصادية، فإن الحكومة السويسرية قدرت عدد الفقراء بـ580 ألف نسمة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد مثَّل هذا الرقم تراجعاً طفيفاً بنسبة 1.9% مقارنة بعام 2007، ومن بين السكان الذين مسَّهم الفقر، 130 ألف سويسري يمارسون نشاطاً مدفوع الأجر.
لكن الأكثر تأثراً بظاهرة الفقر هم الأشخاص الأدنى مرتبة من حيث التعليم والتدريب المهني.
ويبلغ متوسط عتبة الفقر في سويسرا حوالي 2.200 فرنك (2.400 دولار) في الشهر لشخص واحد، ونحو 4050 "فرنك" (4500 دولار) في الشهر لأسرة من شخصين بالغين وطفلين.
ويشمل هذا المبلغ تكلفة المعيشة العامة من غذاء وملبس ورعاية صحية وأجور النقل والمواصلات ونفقات وسائل الترفيه وتكلفة السكن والتأمينات، والذي يشمل التأمين الإلزامي على السيارة، والتأمين على المنزل، لكنها لا تشمل أقساط التأمين الصحيّ الإلزامي.
أما الأشخاص في سن65 سنة وأكثر، فهم أيضاً ممن طالهم الفقر المالي (16.1 في المئة)، لكن المكتب الاتحادي للإحصاء أشار إلى أنه ينبغي تفسير هذا الرقم بحذر "فالكثير من هذه الفئة العمرية تملك أموالاً غير منقولة، يُمكن على أساسها أن يبني معيشته".
وأضاف المكتب أن ممارسة نشاط مقابل أجر يُمثِّل في حد ذاته حماية فعالة ضد الفقر، ففي عام 2011، كان معدل الفقر في صفوف العاملين نحو أربع مرات أقل من ذلك في صفوف الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر من دون نشاط مهني (3.7% مقابل14.7%)، ورغم ذلك فإن ما يربو على 130 ألف شخص مسهم الفقر في عام 2011 مع أنه كانت لديهم وظيفة مدفوعة الأجر.
وبحسب المكتب الاتحادي للإحصاء فإنه بمقارنة الوضع في سويسرا مع البلدان الأوروبية الأخرى، من حيث حساب معدل مخاطر التعرض للفقر، فالمعدل يرتفع إلى 15% في سويسرا، مقابل 16.9% في المتوسط في الاتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق بالرفاهية المادية وفقاً لقياس "معدل الحرمان المادي الشديد"، فالمعدل في سويسرا يصل إلى أدناه، أو 1%، مقارنة بـ8.8% في المتوسط للاتحاد الأوروبي.
المصدر/ العربية