بناء على موافقة اللجنة الاقتصادية بإنشاء معمل لإنتاج سماد اليوريا بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنوياً قالت وزارة النفط والثروة المعدنية في كتاب خاطبت فيه الحكومة: إن إقامة مشروع كهذا يتطلب تشكيل لجنة وزارية ولجنة فنية لمتابعة الإجراءات المتعلقة بإنشاء مجمع للأسمدة في دير الزور يتضمن في المرحلة الأولى معملاً لإنتاج سماد اليوريا وفي المرحلة اللاحقة معمل لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بديلاً من المجمع الحالي في حمص، والعمل على تخصيص التمويل اللازم لإنجاز الدراسات الفنية وإعداد دفاتر الشروط بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص مع تأمين التمويل اللازم لتنفيذ المشروع بمساهمة من الدولة وعبر الاكتتاب العام على المواطنين مع ضمان عائد مناسب للمكتتبين.
وأشار الكتاب إلى ضرورة ضمان تزويد المعمل بكميات الغاز المطلوبة مع اعتماد سعر مبيع للغاز سنوياً بما يحقق الريعية الاقتصادية للمشروع، إضافة إلى أن الإعلان عن تنفيذ المشروع يجب أن يكون بطلب عروض عالمي.
وأوضحت الوزارة في كتابها أنها تهدف إلى تأمين حاجة القطر من سماد اليوريا وتوفير كميات كافية للمزارعين ما يسهم في تحقيق الخطط الإنتاجية والزراعية والأمن الغذائي والاستغناء عن استيراد هذه المادة التي وصلت الكميات المستوردة منها إلى نحو 150 ألف طن سنوياً ما يوفر القطع الأجنبي والنفقات المرتبطة بعملية الاستيراد والمساهمة في تنمية المنطقة الشرقية من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأشار الكتاب إلى أنه وخلال عام 2011 قامت اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة معاون وزير النفط وعضوية ممثلين عن كل من وزارة المالية والصناعة وهيئة تخطيط الدولة والتعاون الدولي ومجلس الوزراء بوضع دراسة شاملة عن التصورات الأولية اللازمة لإقامة معمل لإنتاج السماد الآزوتي في سورية والجدوى الاقتصادية منه مع التكاليف المترتبة على إقامته.
وأوضح الكتاب أن اللجنة أنهت دراستها بأن هناك إمكانية لإقامة مشروع لإنتاج مليون طن سنوياً من سماد اليوريا اعتماداً على كميات الغاز المنتجة من معمل معالجة الغاز في الجبسة والتي يستخدم جزء منها في المعمل القائم حالياً موقع المشروع المقترح في منطقة السفيرة التحتا في محافظة دير الزور بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 37600 مليون ليرة سورية –حسب الدراسة- ومعدل العائد الداخلي 17.5% زمن استرداد رأس المال خمس سنوات وتسعة أشهر وذلك عند استخدام غاز طبيعي بسعر 16.8 ليرة سورية على م3 وسعر مبيع الطن الواحد من الأسمدة 13700 ليرة سورية في السوق المحلية و230 دولاراً للطن للتصدير علماً أن الأسعار العالمية في الوقت الحالي للغاز واليوريا أعلى من ذلك بكثير.
وأوضح الكتاب أن الدراسة تطرقت إلى إجراء مقارنة وحسابات اقتصادية في حال بقاء المعمل الحالي في حمص أو إغلاقه حيث تبين أن المعمل الحالي يعاني انخفاض الإنتاج بسبب الاستهلاك المرتفع للغاز والتكنولوجيا القديمة حيث يقدر استهلاك الطن الواحد من سماد اليوريا نحو 1100م3 من الغاز بينما المعمل المقترح وفق التكنولوجيا والتصاميم الجديدة يستهلك نحو 600م3 من الغاز لإنتاج طن من اليوريا وفي حال إغلاق المعمل الحالي سيتم توفير ما مقداره 137.5 مليون م3 من الغاز قيمتها 2.3 مليار ليرة سورية.
وأشار الكتاب إلى أن وزارة النفط تخسر سنوياً نحو 4 مليارات ليرة نتيجة مبيع مواد الغاز والفوسفات والكبريت للشركة العامة للأسمدة بأسعار محلية أقل بكثير من الأسعار العالمية.
وبناءً على ذلك علمت «الوطن» أن اجتماعاً عقد أمس بحضور وزيري النفط والصناعة وعدد من المعنيين لمناقشة وبحث إمكانية الموافقة على العرض الذي تقدمت به إحدى الشركات الصينية للمشاركة في تنفيذ مشروع معمل لإنتاج سماد اليوريا وذلك يأتي في إطار التعاون المشترك بين الحكومتين السورية والصينية.