تتحمل شركات التأمين خسائر كبيرة تقدر بملايين الليرات السورية جرّاء ارتفاع أسعار قطع السيارات وصعوبة تأمينها في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على القطر، وتذبذب سعر الدولار أمام الليرة والذي أوقع تلك الشركات وقسم المطالبات فيها في "حيص بيص" حسابات الربح والخسارة في هذا النوع من التأمين، رغم الأهمية التي كان يحظى بها قبل بدء الأزمة.
بدوره أشار الدكتور محمد حميد (خبير تأميني) وفقا لصحيفة "البعث" إلى أن الظروف الراهنة ساهمت في تحمل شركات التأمين أعباء خسائر ارتفاع قطع غيار السيارات بنسب تزيد عن 200 %، فضلاً عن ارتفاع الرسوم الجمركية على السيارات، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار القطع التبديلية أدى إلى رفع التعويضات على السيارات كونها مرتبطة بأسعار القطع، وهو ما شكل عبئاً ومؤشراً خطيراً على أن ارتباط أقساط تأمين السيارات بشكل طردي مع ارتفاع أسعار السيارات وقطع غيارها، أي كلما ارتفعت الأسعار ارتفعت الأقساط وهذا ما يشكل فارقاً بين مستوى الدخل الوسطي وبين المعدل الوسطي لأسعار تأمين السيارات وهذا ما يؤدي إلى تقليص أرباح الشركات.
فيما نفى مظفر ديوب خبير تأميني أي خسائر تتحملها شركات التأمين من أقساط التأمين على السيارات بعد قيامها برفع أقساط التأمين السنوي على السيارات من 25 ألف ليرة إلى 40 ألف ليرة سورية، إلا أنه لم ينكر صعوبة تأمين قطع غيار السيارات وغلاء سعرها.
وأشار ديوب إلى أن شركات التأمين تقوم بانتقاء زبائن لها فيما يخص التأمين على السيارات لجهة قلّة وقوعه في حوادث سير وهذا ما يقلل من الخسائر التي قد تتحملها.
هذا وأكد أحمد الراوي رئيس قسم إصدار السيارات في الإسلامية السورية للتأمين وفقاً لصيحفة "البعث" أن أسعار قطع غيار السيارات يرتبط بسعر الدولار باعتبارها مستوردة من الخارج، ما انعكس سلباً على أسعار تأمين السيارات لجهة تحمل قسم المطالبات والمحافظ التأمينية المزيد من الخسائر. وأشار الراوي إلى أن أسعار تأمين السيارات مرتبط بتبعات وتعهدات المطالبات، فضلاً عن تأثرها بقطع غيار السيارات، مؤكداً أن قطع غيار السيارات زادت بنسبة 300 % في حين أن شركات التأمين زادت من نسبة أقساط التأمين ما نسبته 10 % .
ولفت الرواي إلى أن وجود ندرة في قطع غيار السيارات في السوق وذلك مع صعوبة استيرادها من قبل التجار وغلاء ثمنها، وهو ما فوت على شركات التأمين فرصة طرح أسعار منافسة لقطع غيار السيارات في السوق والحصول على أفضل سعر، مبيّناً أن حل مسألة تحمل شركات التأمين أعباء تأمين قطع غيار السيارات يكمن في تحقيق الاستقرارالاقتصادي وضبط لسعر صرف الدولار، مشيراً إلى أن خسائر التأمين التي تتحملها شركات التأمين من تأمين السيارات تعتمد على المحفظات التأمينية للشركات لجهة حجم أقساطها في المحافظة ومقداره.