ثمة أعباء جديدة تضاف إلى كاهل الأسرة السورية ومنها تكاليف وسائط النقل التي زادت أجورها بنسبة كبيرة وخاصة بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية حيث أصبح سعر ليتر المازوت 60 ليرة سورية وسعر ليتر البنزين 80 ليرة ، وهذا ما كان له انعكاسات سلبية على جيب المواطن في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، فمن منا لا يستخدم وسائط النقل للتنقلات اليومية لكن الأمر يصبح أصعب مع الأسرة ومتطلبات أولادها سواء في المدرسة أو الجامعة.
وهنا بدأت معظم الأسر السورية تضع موازنة خاصة لوسائط النقل لا يستهان بها مع البحث عن آليات بديلة لوسائط النقل بقصد التوفير، فمثلاً اتجهت معظم الأسر إلى استخدام رياضة المشي للوصول إلى المدارس والجامعات وحتى إلى أماكن عملهم وهذا ينطبق على الأسر التي تقع منازلهم داخل المدينة ، حتى أن البعض منهم ركن سيارته واستخدم الدراجة الهوائية للوصول إلى المكان الذي يريد .
بالمقابل تبقى المعضلة عند الأسر التي تقطن في الضواحي وخاصةً تلك التي تشهد اضطرابات وصعوبة في إيجاد وسائل نقل بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي يتحكم بها سائق الباص أوالسيارة وخاصة في الأوقات المتأخّرة من النهار .
تقول السيدة أم سامر وهي معلمة في مدرسة وسط دمشق: إن لديها ولد بالجامعة واثنان في المدرسة الثانوية وتقطن بمنطقة قدسيا وسيكلّفها وسطيّاً وسائط النقل لأولادها ستة آلاف ليرة فقط ذهاباً وإياباً بدون التنقلات ضمن المدينة وبالسعر المحدّد من الدولة لسرافيس قدسيا 30 ليرة وبدون إضافة إذا كان لدى ابنها محاضرات مسائية حينها سيدفع أجرة الميكرو100 ليرة حين العودة إلى المنزل واحتمالات أن يستقلّ سيارة أجرة وهنا سيدفع 500 ليرة .
هذا الأمر ينسحب على الكثير من الأسر السورية التي بات التنقل لديهم يشكلّ ضغطاً اقتصادياً جديداً يضاف إلى مجموعة الضغوط الاقتصادية الحياتية .
حتى القاطنين في مدينة دمشق غيّروا من عاداتهم بخصوص التنقل بواسطة التكسي وفضّل البعض التنقل بالميكرو كون التسعيرة أقل وآخرون فضّلوا المشي للوصول إلى أماكن عملهم أو مدارسهم .
أبو جابر موظف في البريد قال: إن أولاده يتنقلون مشياً إلى مدارسهم وابنته الموظفة استأجرت وزميلاتها سيارة تدفع كل واحدة منهن جزء من الأجرة بحيث لاتشعر بقيمة المبلغ .
السيدة رهام القاطنة بضاحية قدسيا تستقل سيارة صديقتها وتساهم بجزء من قيمة تعبئة البنزين شهرياً .
قي سياق آخر تعمل بعض الأسر على إتباع أساليب اقتصادية للحدّ من الارتفاعات بوسائط النقل مثل النزول مرّة أو مرتين إلى الجامعة بالنسبة لأولادهم للحصول على المحاضرات وخاصة إذا كانوا يدرسون بكليات نظرية لا تتطلب الدوام كي يوفروا لباقي أفراد الأسرة الذين يتطلب عملهم أو دراستهم النزول يومياً إلى الجامعة أو المدرسة حتى أن بعض السيدات يقمن بشراء ماتحتاجه الأسرة من السوق في يوم محدد للحدّ من النزول يومياً للسوق.