بين المحلل المالي "رامي العطار" أن الأيام السابقة شهدت منافسة كبيرة بين البائعون والمشترون، فرغم التغلب الكبير لبائع الدولار في اليومين السابقين، شهدنا عودة القوّة للمشتري ليكون الأقوى يوم أمس ويعود الدولار للارتفاع.
دخَل هامور السوق" المصرف المركزي "، وقاد السعر الى (168) تلك النقطة التي كانت له كفرصة ذهبية، والتي ذكرنا أنها ستكون نقطة ارتدادية، حيث أن الوصول اليها سيكون منهكاً لهامور السوق (المركزي).
كان لا بدّ من التصحيح وعودة الإرتفاع مجدداً ولكن الى أين .. ؟
سبق وأن حددنا نقطة (185) كدعم للدولار التي لا بد من العودة لها، لتكون محل اختبار لهذا اليوم الذي يشكل نهاية الأسبوع، فإما اجتيازها بسهولة أو التوقف عندها.
تلك النقطة الحاسمة التي سوف يتصارع عليها مضاربي السوق وإجراءات المركزي، فاجتيازها سيقود الدولار الى النقطة (200) التي ستكون حاجزه الجديد.
لا مصلحة "للمركزي" من المقاومة كثيراً لأن خسارة المعركة على نقطة (185) ستكون لصالحه، وذلك لكي يدعم السعر ويجمع قواه عند النقطة التالية، ويرد السعر منها، ألا وهي النقطة (200).
إنّ بقاء السعر أسفل خط الدعم السابق "200" سيعطي قوّة وثقة مجددة في قدرة التدخل حال إعلانه، واجتياز هذه النقطة مع الإغلاق فوقها، سعود بنا الى السيناريو السابق، ألا وهو عودة استهداف النقاط العليا.
هذا وكانت اسعار العملات الأجنبية في السوق المحلية يوم أمس قد هبطت وخاصة الدولار الأمريكي الذي كسر مستوى 170 ليرة سورية ملامساً أدنى مستوى له في 14 اسبوعاً وتحديداً 16 حزيران الماضي حيث كان سعر المبيع 168 ليرة،لترتفع خسارة الدولار اما الليرة السورية لأكثر من 16% في الأيام الثلاث الأولى من الاسبوع الجاري ، لتعزز الليرة االسورية من مكاسبها امام سلة العملات الرئيسية في السوق المحلية وتحديداً في السوق السوداء معوضةً خسارة ثلاثة أشهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام فقط.
حيث واصل الدولار انخفاضه التدريجي حتى مستوى 163 ليرة للشراء و168 للمبيع في دمشق مساء يوم الثلاثاء الماضي، ليلامس بذلك أدنى مستوى له في 14 أسبوعاً، وتحديداً منذ 16 حزيران الماضي حيث كان سعر المبيع 168 ليرة.
وبهذا تعوض الليرة خسارة ثلاثة أشهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام، بينما يكون الدولار قد سجل خسارة بأكثر من 41% أمام الليرة في شهر، حيث كان يباع بـ285 ليرة في نهاية آب الماضي، أي بما يزيد على 117 ليرة عن سعر الأمس.
ووفق بيانات موقع "B2B " فقد ساد الانخفاض الذي شهده الدولار جميع المحافظات السورية إذ ان جميعها أغلقت عند مستويات تراواحت ما بين 163-164 ليرة للشراء و167-168 ليرة للمبيع.
ففي حماة سجل الدولار يوم أمس 164 ليرة للشراء و167 ليرة للمبيع، أما اللاذقية فبلغ سعر الدولار يوم أمس 164 ليرة للشراء و168 ليرة للمبيع،بالمقابل شهدت طرطوس انخفاض دون 160 ليرة بحسب بعض المصادر التي لم يستطع موقع "B2B " من التأكد منها إذ سجل 152 ليرة للشراء و158 ليرة للمبيع.
كما بدأ واضحا التأثير انخفاض الدولار الى لبنان ليبلغ سعر الدولار مقابل الليرة السورية في العاصمة بيروت 161/165 وطرابلس 162/165 ليرة.
وتتلقى الليرة دعمها من عوامل أساسية مريحة مرتبطة بالانفراج السياسي المرتقب، وتشديد الرقابة على الأسواق، إلى جانب ذلك تكتسب الليرة دعماً فنياً مهماً بسبب انحسار مستوى الطلب في السوق إثر حالة القلق بين المضاربين الناجمة عن تحرك العوامل الأساسية في السوق لتخدم الليرة على حساب العملات الأجنبية.
ومن جهة أخرى، ساهمت الأجواء الأساسية والعوامل الفنية الداعمة لليرة في السوق بانخفاض العائد المتوقع من عمليات المضاربة على المدى القصير، والذي لا ينسجم مع مستوى المخاطر في السوق، ما أدى إلى عزوف معظم المتعاملين عن إجراء الصفقات هذه الأيام، لتبرز حالة انسحاب للمتعاملين وترقبهم لمجرى الأحداث، وخاصة بعد أن كسر الدولار حواجز نفسية قوية في ثلاثة أيام، هي حاجز 200 و185 ليرة.
وبأسعار الأمس تتعطل ظاهرة المراجحة بين السوقين النظامي والسوداء، نظراً لأن أسعار السوداء هبطت دون أسعار النظامية في الشركات والمكاتب المرخصة، حيث كانت حركة المراجحة نشطة فيما سبق، لما كان المضاربون يشترون الدولار على 175 ليرة من السوق النظامية ويعيدون بيعه بأكثر من 200 في السوداء.
وتضاربت الآراء بين نفي وتأكيد ما ورد في بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية عن أن مصرف سورية المركزي قد سمح لشركات ومكاتب الصرافة المرخصة ببيع وشراء الدولار من جميع المواطنين وبالأسعار الحرة للسوق، على أن يكون السعر الذي تبيع وتشتري على أساسه شركات الصرافة أدنى من 170 ليرة سورية، وهو سعر التدخل الذي يعتمده المركزي مع شركات الصرافة، بحيث تستطيع أي شركات صرافة أن تشتري من المواطنين تحت هذا السعر، وأن تبيع الكميات التي تريدها بنسبة ربح 1%. وقد نفت أكثر من شركة صرافة لـ«الوطن» علمهم بهذا القرار.
ويتفق مراقبون أن المركزي يملك فرصة ذهبية لإعادة الدولار إلى 150 ليرة لو عرف كيف يتصرف خلال اليوم وغداً، مرجحين تحرك الدولار إلى 150 ليرة هذه الأيام، مع احتمال لدخول جديد إلى السوق عند مستويات متدنية للدولار.
ولذلك، دائما ما يجتاز السعر هدفه المقصود بالحالات الهابطة بنسبة 5%، ليعود أدراجه الى هدفه الطبيعي، فهدف نقطة دعم الدولار 185، سيتم تجاوزها بسبب "قوة الهبوط" التي تجعل من نقطة الدعم ضعيفة لصده بالضربة الأولى، ريثما تنتهي حالة الرغبة في "البيع" وعادة ما تتنهي سريعاً.
وهنا يكمُن دور "المركزي" في قدرته على استغلال تلك الحالة، ليقوم بتثبيت السعر أسفل منطقة الدعم (185) ل.س، كما أنّ حالة المؤشر تملك نموذج "هارمونيك" يُمكن لها (في حال ضخ المركزي لجزء من الدولار في السوق)، أن تحقق سعر (168) ل.س للدولار، ليكون الارتداد منها صعوداً.
ملاحظة: لا أقول بأن ذلك هو هدف الدولار، ولكني أنوه لحالة ربما يقوم المركزي باستغلالها، ولن تقود الشاري للخسارة بل للربح الكبير لأن الدولار سيرتد منها بنسبة كبيرة.