سجل الميزان التجاري بين لبنان وسوريا، فائضا تاريخيا لمصلحة لبنان في النصف الأول من العام 2013، إذ بلغ 278.054 مليون دولار، مقابل 15.912 مليون دولار لمصلحة سوريا في الفترة نفسها من العام الماضي.
وانقلب العجز في الميزان التجاري إلى فائض في النصف الأول، نتيجة ارتفاع الصادرات اللبنانية إلى سوريا بشكل لافت للانتباه، وتراجع المستوردات منها. إذ بلغت قيمة الصادرات حتى حزيران الماضي، 391.119 مليون دولار، وهي أعلى من قيمة الصادرات إليها في النصف الأول من العام 2012 التي بلغت 126.299 مليون دولار، بارتفاع نسبته 209.67 في المئة.
أما قيمة المستوردات اللبنانية من سوريا حتى حزيران الماضي، فبلغت 113.065 مليون دولار، مقابل 142.211 مليون دولار في الفترة نفسها من العام 2012، بانخفاض نسبته 20.49 في المئة.
ولم ينقلب العجز في الميزان التجاري بين البلدين في النصف الأول إلى فائض لمصلحة لبنان أقله منذ العام 2010، إذ كان يسجل عجزا مستمرا لمصلحة سوريا، يتراوح بين 15.912 مليون دولار حداً أدنى كما هي الحال في 2012، و73.182 مليونا حدّاً أقصى كما في 2011، و50.435 مليونا في 2010.
المشتقات النفطية 75%
على الرغم من هذه الايجابية التاريخية، إلا أن الإحصاءات الرسمية تظهر أن السبب الرئيس وراء هذا الفائض،هو ارتفاع صادرات المشتقات النفطية إلى سوريا حتى حزيران 2013، التي وصلت نسبتها من مجمل الصادرات اللبنانية إلى سوريا، 75 في المئة، إذ بلغت 294.203 مليون دولار (290407 أطنان)، فيما لم يلحظ هذا الأمر في الصادرات اللبنانية إلى سوريا في النصف الأول من العام 2012.
ويشير التقرير النصف سنوي الصادر عن «مركز الدراسات الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان»، إلى أنه «إذا استثنينا صادرات المشتقات النفطية من إجمالي الصادرات اللبنانية إلى سوريا، لكانت قيمة الصادرات اللبنانية قد تراجعت بنسبة 23.3 في المئة في النصف الأول من العام 2013، مقارنة مع النصف الأول من العام 2012».
علماً أن قيمة صادرات المشتقات النفطية إلى سوريا كانت قد ارتفعت على صعيد سنوي أيضاً، من 144 ألف دولار في العام 2011 (266 طنا)، إلى 61.2 مليون دولار (58182 طنا) في العام 2012، أي زادت حوالي 425 ضعفا (ما نسبته 42380,55 في المئة)، وما نسبته 21 في المئة من إجمالي الصادرات اللبنانية إلى سوريا.
منتجات المطاحن
لم يقتصر التغيير اللافت للانتباه على المشتقات النفطية، بل يلحظ أن صادرات منتجات المطاحن تبوأت أيضاً، المراتب الأولى على لائحة أهم الصادرات إلى سوريا، إذ بلغت مستوى تاريخيا بعدما ارتفعت بنسبة 564.60 في المئة حتى حزيران 2013، أي من 1.338 مليون دولار (3294 طنا)، إلى 10.238 ملايين دولار (19847 طنا).
كما لوحظ ارتفاع في صادرات «الصابون، عوامل سطح عضوية محضرات غسيل» من 4.106 ملايين دولار إلى 6.123 ملايين دولار حتى حزيران 2013، و«لدائن ومصنوعاتها» من 5.838 ملايين دولار إلى 6.063 ملايين دولار.
تغيرات على اللائحة
أمام تفاقم الأوضاع الأمنية في سوريا، لوحظ تغييرات أساسية على لائحة أهم الصادرات اللبنانية إلى سوريا مقارنة مع لائحة النصف الأول من العام 2012، من ذلك: اختفاء صادرات «الاسمنت والملح والكبريت» عن المراتب العشر في النصف الأول من العام 2013، بينما بلغ مجموعها 8 في المئة من إجمالي الصادرات في الفترة نفسها من العام الماضي (10.033 ملايين دولار، 128918 طنا، أي ارتفعت 92.2 في المئة مقارنة مع العام 2011). كذلك اختفت عن اللائحة صادرات «الورق والكرتون»، «الآلات والأجهزة الكهربائية»، «عربات سيارة وجرارات ودراجات..»، «الكاكاو»، «منتجات دور النشر والصحافة».
في الإطار نفسه، لوحظ دخول عناصر جديدة إلى لائحة أهم الصادرات حتى حزيران 2013، ومنها: «سكر ومصنوعات سكرية: 5.616 ملايين دولار»، «أسمدة: 4.964 ملايين دولار»، «مصنوعات متنوعة: 4.881 ملايين دولار»، «شحوم ودهون وزيوت: 3.877 ملايين دولار».
في المقابل، سجل تراجع في صادرات «الفواكه والثمار والحمضيات» بنسبة 33.45 في المئة، من 12.267 مليون دولار في النصف الأول من العام 2012 (48984 طنا)، إلى 8.163 ملايين دولار (32858 طنا)، و«محضرات خضر وثمار وفواكه» بنسبة 34.98 في المئة، من 9.309 ملايين دولار (4873 طنا)، إلى 6.052 ملايين دولار (5130 طنا) حتى حزيران 2013.
ويشير تقرير الغرفة إلى «أن مستوردات الخضار والنباتات من سوريا ارتفعت بنسبة 48 في المئة في النصف الأول من العام 2013 مقارنة مع النصف الأول من العام 2012»، كما ارتفعت قيمة مستوردات الزيوت بنسبة 80 في المئة».
في تفاصيل التبادل التجاري الزراعي بين البلدين الذي يتضمن صادرات منتجات المطاحن أيضا، يلحظ أن قيمة المنتجات الزراعية التي صدّرها لبنان إلى سوريا في النصف الأول من 2013، ارتفعت 11.2 في المئة من حيث القيمة وانخفضت 13.4 في المئة من حيث الوزن، إذ بلغت 20.308 مليون دولار (54659 طنا) مقابل 18.262 مليون دولار (63120 طنا).
في الوقت نفسه، استورد لبنان منتجات زراعية من سوريا بقيمة 25.8 مليون دولار (59366 طنا)، مقابل 17.517 مليــون دولار (46035 طنــا) في النصـف الأول من العام 2012، ونسبتها 23 في المئة من إجمالي المستــوردات اللبنانيــة من ســوريا، أي ارتفــعــت بنســبة 47.46 في المئة من حــيث القيمة، و29 في المئة من حيث الــوزن، ومن ذلــك، ارتفاع مستوردات «الخضر والنباتات والجذور والدرنات، الصالحة للأكل» من 14.997 مليــون دولار (42892 طنــا)، إلى 22.200 مليون دولار (55523 طنا)، و«الفواكه والثمار»، من 880 ألف دولار (1326 طنا) إلى 3.162 ملايين دولار (3352 طنا).
مستوردات الاسمنت
أما على صعيد المستوردات الأخرى حتى حزيران 2013، فقد استأثرت مستوردات الاسمنت بنسبة 25 في المئة من إجمالي المستوردات (28.019 مليون دولار)، والزيوت بنسبة 6 في المئة (6.467 ملايين دولار)، ومستوردات الألبان والبيض والعسل بنسبة 6 في المئة أيضا (6.357 ملايين دولار).
ويلحظ تقرير الغرفة، أن قيمة صادرات لبنان إلى سوريا ارتفعت أكثر من ثلاثة أضعاف، وحجمها بنحو الضعفين، إذ استأثرت سوريا بنسبة 17 في المئة من إجمالي قيمة الصادرات في النصف الأول من العام 2013، مقارنة مع 6 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي، و5 في المئة في النصف الأول من العام 2011. بينما احتلت سوريا المرتبة 25، على لائحة أهم مصادر الاستيراد اللبناني، متراجعة بذلك عن المرتبة 21 التي احتلتها في النصف الأول من 2012، وعن المرتبة 15 في النصف الأول من 2011.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية