نقلت وكالة سانا السورية للأنباء أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر اليوم قرارا بإعفاء نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل من منصبه، فيما ذكر الأخير أنه لم يتلق وثيقة رسمية بذلك.
وقالت سانا في شريط عاجل ان "الحكومة ونتيجة غياب الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن مقر عمله ودون إذن مسبق وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد بالإضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة صدر مرسوم رئاسي بإعفاء النائب الاقتصادي قدري جميل من منصبه".
وردا على طلب لتأكيد هذا الخبر قال جميل:" أنا لم يصلني أي ورقة رسمية من الحكومة السورية. أنا موظف حكومي، وأول مرة في حياتي يحصل معي مثل هذا الموقف، فأنا متعلم أن الأوامر والقرارات يجب أن تأتي مكتوبة، وحتى الآن لم يأتني شيء"، وأضاف:"الإعلام بالنسبة لي ليس مصدراً في هذه الأمور".
وحول الأسباب التي يمكن أن تكون قد وقفت وراء قرار الإقالة برأيه قال:"هذا السؤال يجب أن يرد عليه صاحب العلاقة الذي وضع الاستقالة وليس أنا".
وأكد جميل أنه " سيعود قريبا إلى دمشق "لأنني عضو مجلس الشعب. وسأعود بعد أن أنهي عملي هنا في موسكو".
وكان جميل وهو احد اركان معارضة الداخل قد أعلن في وقت سابق أنه التقى للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ممثلين لوزارة الخارجية الأميركية في جنيف.
وأضاف في تصريحات صحفية أن "23 تشرين الأول يبقى موعدا واقعيا لعقد مؤتمر جنيف - 2"، مشيرا إلى "ضرورة إطلاق أعمال المؤتمر بمشاركة القوى المستعدة لذلك وترك الباب مفتوحا لغيرها من القوى".
وجميل شيوعي مخضرم نال الدكتوراه من جامعة موسكو وشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الدولية وحماية المستهلك.
بدوره أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن مسألة إعفاء الدكتور قدري جميل من منصبه كنائب لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية هي مسألة إجرائية بالدرجة الأولى وقانونية.
وقال الزعبي في اتصال مع التلفزيون العربي السوري الليلة الماضية "إن جميل يمثل تكتلا حزبيا معارضا وقد قال تعليقا على مرسوم إعفائه بأنه يريد التفرغ لعمله الحزبي والسياسي وهذا حق طبيعي له" موضحا أن اللقاءات التي أجراها جميل عندما سافر إلى خارج سورية لم تندرج على الإطلاق فيما هو متفق عليه في سياسة الحكومة.
وبين الزعبي أن جميل مارس نشاطا سياسيا خارج سورية ينسجم مع انتمائه الحزبي ورؤيته السياسية ولا ينسجم مع وجوده عضوا في التشكيلة الحكومية والأمر لا يتعدى ذلك.
ولفت الزعبي إلى أنه من البدهي عندما تشكل ائتلافات حكومية فإن جميع الأحزاب والقوى السياسية التي تنضوي تحتها تلتزم بسياسة الحكومة وبما يجري التوافق عليه فالبيانات الحكومية تمثل رأي الحكومات في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية ومعالجة القضايا الخدمية ووضع الخطط المستقبلية.
وأشار الزعبي إلى أن جميل أكد في تصريحاته أنه ملتزم وحزبه بالثوابت الوطنية وهو قال حرفيا "إنه لا خلافات مبدئية" ونحن نوافقه على هذا الكلام بأنه لا خلافات مبدئية حول قضايانا الوطنية وفي مقدمتها ما يتعلق بالحالة الوطنية السائدة الآن في البلاد وأهمية اتباع مسار سياسي للوصول إلى حلول سياسية عبر الحوار الوطني السوري السوري.
وأوضح الزعبي أن إعفاء جميل لا يؤثر في التشكيلة الأساسية للحكومة فهناك وزراء آخرون من المعارضة موجودون في بنية هذه الحكومة.
المصدر: سانا – داماس بوست