كشفت البيانات الرسمية لثماني دول عربية أن إجمالي ما صدرته سورية من استثمارات خلال العام الماضي 2012 لم يتجاوز 105،4 ملايين دولار توجهت إلى ثلاث دول عربية هي المغرب والأردن واليمن.
وتبعاً لما جاء في تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2012 وفقا لما نشرته موقع "سيرياستيبس" فإن الأردن استحوذ على 104.1 ملايين دولار من قيمة الاستثمارات السورية المشار إليها سابقاً مشكلة بذلك نسبة وقدرها 52.8% من إجمالي الاستثمارات العربية التي توجهت نحو الأردن ومتصدرة إياها، أما المغرب فقد استقبل نحو 1.2 مليون دولار بنسبة وقدرها 0.1% من إجمالي الاستثمارات العربية التي توجهت إلى هذا البلد، فيما لم يستقبل اليمن سوى 0.1 مليون دولار من الاستثمارات السورية بنسبة وقدرها 3.7 من إجمالي ما استقبل من استثمارات عربية.
البيانات السابقة والتي نشرها التقرير بناءً على معلومات قدمتها ثماني دول عربية بشكل رسمي تثير تساؤلات كثيرة حول مدى دقتها في ضوء ما ينشر عن المبالغ الضخمة التي خرجت من سورية خلال العامين السابقين بفعل الأزمة المستمرة، لاسيما وأن من بين الدول التي قدمت بيانات تؤكد فيها عدم استقبالها لأي استثمارات سورية خلال العام الماضي هي مصر، والتي تؤكد مصادر اقتصادية مصرية وسورية أن فيها استثمارات تزيد قيمتها على 500 مليون دولار بعضها بدأ بالعمل والبعض الأخر قيد الترخيص والتأسيس..!!.
لكن في المقابل هناك دول عربية أخرى شكلت وجهة للاستثمارات السورية الهاربة من الحرب الدائرة داخلياً لم تذكر في قائمة تلك الدول أو بالأحرى لم تصرح عن حجم الاستثمارات العربية البينية التي استقبلتها في العام الماضي ومنها الاستثمارات السورية، وهو ما يجعل المعلومات غير كافية لترسم ملامح خارطة تمركز الاستثمارات التي صدرتها سورية خلال الأزمة بطريقة مشروعة أو غير مشروعة.
وبالعودة إلى ما تضمنه التقرير حول واقع الاستثمارات العربية والأجنبية في سورية، فإن بياناته تشير إلى خروج سورية من خارطة جذبها للاستثمارات العربية والأجنبية خلال العام الماضي وهذا متوقع في ضوء ما تشهده من حالة عدم استقرار وحرب مدمرة، ومع العلم أن التقرير يؤكد أن سورية استقبلت في العام 2011 نحو 1.059 مليار دولار استثمارات أجنبية وعربية مباشرة إلا أنه يضعها في المرتبة الرابعة والأخيرة إلى جانب موريتانيا والسودان واليمن في نتائج المؤشر العام للجاذبية في الدول العربية بقيمة 19 نقطة من إجمالي 100 نقطة خلال العام 2013 وبمستوى ضعيف جداً (اللون الأحمر) يقل عن المستوى العالمي بنسبة تزيد عن 30%.