اكد " الدكتور وائل الحلقي" " رئيس مجلس الوزراء "أن حركة الأسعار التي تم رصدها أمس في سوق الهال ومنافذ البيع بدمشق تدل على وفرة كبيرة بالسلع التموينية الأساسية وتدفق أكثر للخضار والفواكه مقارنة بالفترة الماضية التي شهدت اضطرابات في كميات بعض المواد الضرورية .
ودعا الحلقي خلال جولة قام بها صباح أمس الى بعض صالات الخزن والتسويق وسوق الهال بدمشق المواطن والمجتمع للوقوف على توفر الخضار والسلع الغذائية والمواد التموينية وحركة البيع والشراء وواقع الأسعار فيها تجاه ما يتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام واتخاذ الاجراءات اللازمة بالتعاون مع غرف التجارة والفعاليات الاقتصادية.
وطلب الحلقي من الجميع - المواطن والمجتمع - التكيف مع متطلبات المرحلة والاكتفاء بشراء الاحتياجات فقط وعدم التخزين وتغيير الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن لأننا في أزمة حرب واقتصادنا اقتصاد حرب يواجه حصاراً ظالماً وبالتالي فان تغيير الأنماط السلوكية الاستهلاكية يؤدي الى وفرة المواد وهذا يؤدي بدوره الى خفض الأسعار والتحول من سياسة الهدر والبذخ الى الترشيد وضغط الانفاق ومن مواطن مستهلك لمقدرات الوطن الى مواطن منتج يساهم في الدورة الاقتصادية الوطنية.
وأضاف الحلقي في تصريح صحفي في نهاية الجولة أن الحكومة بالتعاون مع غرف التجارة والمجتمع الأهلي تبذل جهوداً كبيرة لتأمين كل ما من شأنه الحد من ارتفاع الأسعار وتوفير عرض واسع من الخضار والفواكه والمواد التموينية يتناسب مع الطلب في الأسواق .
وبيّن الحلقي أن أسواق الجملة والمفرق شهدت في الأسبوعين الأخيرين انخفاضا في أسعار المواد التموينية بنسبة تتراوح بين /10 - 35 / % نتيجة عدة عوامل اولها استقرار الحالة الأمنية في كثير من المناطق بفضل انجازات الجيش العربي السوري وثانيا انخفاض سعر صرف القطع الأجنبي نتيجة الإجراءات الحكومية المتخذة كما أثر استقرار الحالة الأمنية في انخفاض أجور النقل التي كانت سبباً في ارتفاع أسعار السلع والخضار والفواكه التي تُنقل بين المحافظات .
وأشار الحلقي الى دور غرف التجارة ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ترسيخ ثقافة جديدة لدى المواطن وتغيير انماط استهلاكه واستنهاض القيم التي يتمتع بها المجتمع السوري من تكامل وتعاضد في الازمات ، والتركيز على الوازع الديني والأخلاقي لعدم الغش والاحتكار إضافة إلى تفعيل الرقابة والعقوبات اذا لزم الامر والمقاربة الصحيحة بين الجهات المعنية والتاجر بما يرسخ قناعات جيدة لدى التاجر لتحقيق هامش ربح بسيط في هذه الظروف .
وحول ارتفاع أسعار الخضار والفواكه التي لم تشهد انخفاضاً كغيرها أوضح الحلقي أن أسعار الخضار والفواكه لا تقارن بأسعار المواد التموينية باعتبارها سلع مستوردة ترتبط بسعر القطع الأجنبي والصرف والتي بلغت نسبة انخفاض أسعارها حوالي 35 بالمئة كما في مواد السكر والرز والزيوت والسمون لكن الخضار والفواكه منتج محلي تتحكم في سعرها عوامل اخرى كتراجع المساحات المزروعة واليد العاملة نتيجة الظروف الأمنية في بعض المناطق الزراعية بالتالي نقص كمية المنتجات إضافة إلى ارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج من البذور والسماد والمشتقات النفطية .
وبرأي الحلقي فإن عجلة الإنتاج بالنسبة للقطاع الزراعي أو الصناعي بدأت بالدوران وستؤدي اجراءات الحكومة المتتابعة بالتعاون مع غرف التجارة الى مزيد من الانخفاض في الأسعار خاصة مع التوجه لاستيراد بعض المواد الأساسية لاسيما البطاطا والفروج والأسماك وإغراق السوق ومنافذ التدخل الإيجابي بها بما يساهم في هبوط سعرها كما أن دعم الحكومة واهتمام وزارة الزراعة بالثروة السمكية وتربية الدواجن وإنتاج البيض وتنمية مزارع الأبقار وتربية وتسمين العجول سيساهم في خفض الاسعار.
وجدد الحلقي التأكيد على سعي الحكومة لتلبية احتياجات المواطنين وبالأسعار المقبولة وتأمين مستلزمات صمود الشعب السوري الذي صبر تجاه كل المخططات التي أحكيت ضده وهو يستحق كل جهد لمنع استغلاله لأن لقمة عيشه خط أحمر متمنيا أن تشهد الجولات القادمة انخفاضاً أكثر في الأسعار.
ولوحظ خلال جولة رئيس مجلس الوزراء التي رافقه بها وزير التجارة وحماية المستهلك ومحافظ دمشق ورئيس اتحاد غرف التجارة توفر كميات كبيرة من المواد التموينية والاستهلاكية في سوق الهال ولا سيما مواد السكر والرز والسمون والزيوت والشاي والطحين والبيض واللحوم والأسماك والفروج وكذلك الخضار والفواكه والحمضيات وبما يكفي حاجة السوق المحلية لمدة طويلة .