ارتفعت الليرة السورية لأعلى مستوى لها في سبعة أشهر مقابل الدولار يوم الثلاثاء مدعومة بالانفراج بالبيئة السياسية وباتجاه البيع حرصاً على تقليص الخسارة لدى بعض من اشترى الدولار في الفترات الماضية، بالاضافة إلى الحملة الأمنية على المضاربين وتجار العملة الذين تحملهم السلطات المسؤولية عن التذبذب الكبير في سعر العملة في الأشهر الماضية.
وقال تجار ومصرفيون إن الارتفاع المطرد في قيمة الليرة في اكتوبر تشرين الأول تسارع في اليومين الماضيين حيث ارتفعت العملة يوم الثلاثاء إلى حوالي 120 ليرة مقابل الدولار أعلى مستوى لها منذ ابريل نيسان.
ويقارن هذا مع سعر 153 ليرة للدولار يوم الخميس آخر يوم من التعامل في الاسبوع الماضي وذلك وفق ما ذكره تجار في دمشق .
وهذا واغلق سعر الدولار في العاصمة السورية دمشق على تراجع جديد بلغت 118 ليرة للشراء و120-122 ليرة للمبيع، فيما بلغ سعره في حمص عند 120 للشراء و125 ليرة للمبيع، وفي اللاذقية سجل 118 ليرة للشراء و123 ليرة للمبيع، اما في طرطوس فقد تراجع السعر إلى 120 ليرة للشراءو 125 ليرة للمبيع، وفي بانياس انخفض لـ115 ليرة للشراء و120 ليرة للمبيع.
الرقة هي الأخرى سجلت انخفاضا جديدا بلغت 127 ليرة للشراء و129 ليرة للمبيع وفي حماة كذلك الأمر بلغ السعر فيها مساء يوم أمس عند 115-117 للشراء و120-122 ليرة للمبيع، فيما تراجع بشكل حاد في العاصمة اللبنانية ليبلغ سعر الدولار مقابل الليرة 114 ليرة للشراء و118 ليرة للمبيع.
وتعافت الليرة من مستوى قياسي منخفض قرب 300 ليرة للدولار في يوليو تموز. وحدث هذا لأسباب منها انحسار المخاوف من عمل عسكري أمريكي لكن تجارا يقولون إن السبب المباشر هو الحملة الأمنية على المضاربة في السوق السوداء، وسط انخفاض الطلب على شرائه الأمر الذي أدى الى تراجع سعر صرفه في جميع المحافظات السورية
وقال تاجر طلب عدم الكشف عن اسمه "انخفض الدولار بفعل الاجراءات الصارمة لأجهزة الأمن." وذكر أن السلطات داهمت وأغلقت ما لا يقل عن 12 مكتب صرافة في وسط دمشق في الأسابيع الماضية.
وقال تاجر آخر يحمل رخصة للعمل "عامل الخوف كان له دور فعال. كان رادعا قويا" في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذت في أغسطس اب لوقف الدولرة بالاقتصاد السوري المتدهور وشملت عقوبات مشددة بالسجن على تجار ضبطوا يسعرون سلعا بالدولار.
وبلغ السعر القياسي الذي يحدده البنك المركزي لليرة هذا الأسبوع 138.8 ليرة مقابل الدولار وهو ما يعني ان العملة السورية كانت أقوى فيما تبقى من السوق السوداء عنها في البنوك.
وكان سعر العملة السورية 47 ليرة مقابل الدولار قبل بدء الأزمة في سورية
وقال مصرفيون إن الاجراءات الأمنية في الفترة الماضية جاءت بعد شهور استنفد خلالها البنك المركزي مئات الملايين من الدولارات واليورو من الاحتياطيات من أجل الحد من المضاربة التي كان يقوم بها الصرافون المخالفون في السوق.
ويواصل البنك المركزي ضخ كميات محدودة من الدولارات في النظام المصرفي ومكاتب الصرافة المرخصة لكن الطلب منخفض حاليا في ظل خوف تجار السوق السوداء
وقال مصرفي كبير في وحدة تابعة لبنك أجنبي مقرها دمشق "المعروض من الدولارات كبير لكن الطلب ليس كبيرا وهذا ساهم في تراجع الدولار."
وربما حصلت الليرة على بعض الدعم النفسي من المكاسب التي حققها الجيش السوري في الآونة الأخيرة في مناطق بشمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة وفي حلب.
واشاد رئيس الوزراء وائل الحلقي يوم الثلاثاء بتعافي الليرة وأرجعه إلى الانتصارات العظيمة للجيش والنجاحات الدبلوماسية السورية إلى جانب القرارات الناجحة للحكومة والبنك المركزي ومعاقبة المضاربين.
وقال في جلسة لمجلس الوزراء إن أسعار الغذاء - التي قفزت في الشهور الماضية - انخفضت بالفعل بين 20 و35 بالمئة وإنه يمكن توقع مزيد من الانخفاض في الأيام القادمة.
لكن خبيرا اقتصاديا كبيرا مقيما في دمشق قال "ارتفاع سعر صرف الليرة حاليا ليس دليلا على قوة العملة السورية أو الوضع الاقتصادي على الأرض المصاب بالشلل.
المصدر: عمان (رويترز)