ذكرت مصادر مطلعة في " وزارة السياحة " أن الأضرار زادت قيمتها على 330 مليار ليرة سنويا وأشارت البيانات الإحصائية الواردة من واقع المنشآت الفندقية في المحافظات إلى أن أكثر من 371 منشأة فندقية خرجت من الخدمة بطاقة استيعابية حوالي /14/ ألف غرفة و(24218) سريراً بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية وصعوبة التنقل وأعمال التخريب والسلب ما انعكس سلباً على العمالة حيث قدر عدد العاطلين عن العمل بحدود 260 ألف عامل في القطاع السياحي.
ولفتت المصادر بحسب صحيفة "تشرين"المحلية إلى أن الاستثمارات المتوقفة عن التنفيذ هي بحدود (300) مشروع و حجم استثماراتها حوالي 90 مليار ليرة علما بأنه من أهم تداعيات الأزمة على القطاع السياحي هو انخفاض قدوم السياح الأجانب إلى البلاد بشكل ملحوظ من 3.2 ملايين سائح خلال النصف الأول من عام 2010 إلى 90 ألف سائح فقط عام 2013 للفترة نفسها إضافة إلى ارتفاع أسعار مدخلات المنشآت السياحية، الأمر الذي أدى لارتفاع أسعار الخدمات المقدمة ونتج عن ذلك كله ظهور تجار الأزمات، حيث أدى ذلك إلى ضعف مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي وفي ميزان المدفوعات ومداخيل القطع الأجنبي وأيضا في حجم التدفقات النقدية لمواجهة أزمة الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي.
وفيما يتعلق بأنواع الأضرار فقد نوهت المصادر بأن القطاع السياحي قدم العديد من الشهداء الذين سقطوا بغدر العصابات الإرهابية كذلك تعرضت بعض المنشآت السياحية والمباني الإدارية التابعة للوزارة والقطاع الخاص خلال الفترة الماضية لأعمال السلب والنهب والتخريب... أما الأضرار المباشرة بسبب عمليات التخريب التي لحقت بالمنشآت السياحية والمباني الإدارية للقطاع العام والخاص فقد بلغت حتى نهاية 2012 بحدود 16.4 مليار ليرة مملوكة من الوزارة و15.7 مليار ليرة خسائر تعود للقطاع الخاص.
أيضاً ذكرت المصادر أن عدد الغرف الفندقية وإشغالاتها في الوقت الراهن بلغت في المنشآت المملوكة من الوزارة (1970) مفتاحاً (غرفة + جناح) بينما بلغ متوسط نسبة الإشغال منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الثامن في فندق شيراتون دمشق (38.7 %) وفي فندق الداماروز (23 %) وفي فندق اللاذقية (26.38 %) أما نسب الإشغال في كل من فندق إيبلا الشام وفندق حلب الشهباء فهي منخفضة بسبب وجود تلك الفنادق في مناطق ساخنة نتيجة الأعمال الإجرامية في حين فندق القرداحة خارج الخدمة، نظرا لأعمال الصيانة والتأهيل التي يحتاجها.
أما فيما يخص الإجراءات المتخذة لتنشيط السياحة الخارجية وكذلك الداخلية ولاسيما في المناطق الآمنة فقد بينت المصادر أن الوزارة أعدت خطة ترويجية خلال الأزمة بهدف تخفيف تأثيراتها في الوضع السياحي تضمنت الخطة مجموعة من البنود منها اعتماد السياحة الداخلية أولوية ولاسيما في المناطق الآمنة بهدف استثمار الموسم السياحي الحالي ضمن المناطق الآمنة وأيضا تشغيل الفعاليات السياحية القريبة من المواقع السياحة و إعادة الثقة بالسياحة الداخلية في ظل الظروف الحالية من خلال رسم صورة جميلة عن المواقع السياحية وتحقيق عائد اقتصادي يساعد إلى حد ما في تجاوز الأزمات الاقتصادية التي لحقت ببعض المنشآت السياحية إضافة إلى دعم ورعاية عدد من النشاطات المحلية ضمن هذه المناطق منها مهرجان صيف طرطوس الثالث «رسائل طن» على الكورنيش البحري لمدينة طرطوس في الفترة الواقعة ما بين 4 -5 / 7/ إضافة إلى شراكة وزارة السياحة في إقامة مهرجان خطوات السينمائي الأول للأفلام القصيرة للهواة الشباب في مدينة اللاذقية في الفترة ما بين 19 -21 / 2/ 2013 كما يجري التحضير لمهرجان واسع في محافظة السويداء بمشاركة المجتمع الأهلي يشمل فعاليات ثقافية وفنية وتراثية أيضا وهناك مهرجان مماثل في محافظة اللاذقية، كما أقامت وزارة السياحة مؤخراً احتفالية خاصة بمناسبة يوم السياحة العالمي تضمنت العديد من الفعاليات السياحية في بعض المدن السورية بهدف توجيه رسائل إعلامية إلى العالم. ففي دمشق أطلقت الوزارة مجموعة من الفعاليات تحت شعار «سورية... تشرق من جديد» في الفترة ما بين 29 -30 /9 /2013 شملت حفلاً فنياً وطنياً أقامته الوزارة في دار الأوبرا تخلله تكريم لذوي الشهداء والمتميزين في مجال القطاع السياحي والوطني كما تضمنت الاحتفالية معارض للفنون التشكيلية وللأيقونات السورية والحرف التراثية واليدوية والغذائية.
أما على الصعيد الخارجي فقد تم التركيز على فتح أسواق سياحية جديدة في الدول الصديقة مثل: روسيا والصين وإيران والهند وكذلك البرازيل وفنزويلا حيث أعدت الوزارة مجموعة من الدراسات التسويقية لهذه الدول منها (السوق الروسي والسوق الإيراني وكذلك سوق المغتربين في دول أمريكا اللاتينية والسوق الصيني) وقد تضمنت هذه الدراسات مجموعة من البرامج والمقترحات التي سيتم تنفيذها في حين توافر الظروف الملائمة.. كما أدرجت بعض المعارض الخارجية في خطتها الترويجية ضمن هذه الدول والتي سيتم العمل عليها أيضا عندما تسنح الفرصة وتصبح الظروف في حال أفضل.