كشف وزير الصحة سعد النايف أن وزارته تخطط لإطلاق 6 حملات تلقيح وطنية متتالية ضد مرض شلل الأطفال بفاصل شهر واحد بين كل حملة وأخرى، لتشمل جميع الأطفال دون الخامسة بغض النظر عن لقاحاتهم السابقة، لافتاً إلى أن هذه الحملات ستكون متزامنة مع دول الجوار
مع التأكيد على الوصول للأطفال في المناطق الساخنة، وتجري بالتعاون مع منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية، وذلك خلال افتتاحه أمس حلقة العمل الوطنية التي تقيمها وزارته بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف لمناقشة الوضع الوبائي لحالات الشلل الرخو في المحافظات وخاصة دير الزور.
بدوره بين الدكتور يوسف عبد الجليل الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بدمشق أن سورية حققت قبل «الأزمة» نتائج مهمة في استئصال شلل الأطفال وتمكنت من رفع نسب التغطية وطورت نظام ترصد الأمراض المشمولة باللقاحات ونفذت حملات تلقيح داعمة على مدى عشرين عاماً وتمكنت بالنهاية من القضاء على هذا المرض، إلا أنه نتيجة الأزمة الحالية تدنت نسب التغطية باللقاحات ومنها لقاح شلل الأطفال في عدة مناطق سورية الأمر الذي أدى لوجود مجموعة من الأطفال ليست لديهم المناعة الكافية ومع وجود الظروف البيئية الملائمة لانتقال الفيروس، وهكذا ظهر شلل الأطفال من جديد الأمر الذي يعد خطراً إقليميا.
وأكد عبد الجليل أن تنفيذ حملات التلقيح المخطط لها يتطلب جهوداً كبيرة، وخاصة في المناطق عالية الخطورة والتي لا يمكن أن تنجح الحملة دون الوصول إليها والعمل مع كل الشركاء المحليين في كافة المناطق وتنمية قدراتهم وتمكينهم لتنفيذ الحملات بشكل فني جيد، لافتاً إلى أن اليونيسيف ساهمت بتوفير غرف التبريد ومستلزمات سلسلة التبريد الأخرى وصناديق السلامة و«السيرنكات» إضافة لبطاقات التلقيح وتدريب العاملين الصحيين وتوفير المطبوعات اللازمة، مبيناً أن وزارة الصحة تدفع كامل كلفة اللقاحات المستخدمة وهى كلفة كبيرة جداً، لكن بسبب الظروف الحالية فإن المنظمة قدمت بعض اللقاحات لدعم الوزارة وستقوم بتوفير لقاح شلل الأطفال الفموي لحملات التلقيح القادمة.
من جانبها أعربت اليزابيث هوف الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية عن أسفها حيال انخفاض التغطية باللقاحات في سورية إلى 60 بالمئة نتيجة الظروف الراهنة بعد أن كانت من أعلى نسب التغطية في العالم، مؤكدة أن اللقاح المستخدم في سورية آمن وهو عبارة عن بضع نقاط في الفم تحمي الطفل مدى الحياة، ولا يتطلب التلقيح وجود طبيب أو ممرضة، وأخذ أكثر من جرعة غير خطير على الصحة، معتبرة أن الحل الوحيد الذي يضمن الوصول إلى كل طفل هو تشكيل فريق من العاملين المحليين والانتقال من منزل لمنزل.
بدورها أوضحت الدكتورة نضال أبو رشيد مديرة برنامج التلقيح الوطني في وزارة الصحة أن حالات الشلل الرخو الحاد التي ظهرت منذ بداية العام الحالي وحتى الآن بلغت 89 حالة، وكانت النسبة الأكبر في دير الزور 24 حالة ثم دمشق 11 حالة، وريفها 9 حالات، مبينة أنه تم إثبات 10 حالات إيجابية منها لفيروس شلل الأطفال البري /نمط 1/ من قبل مخابر معتمدة .