سجلت أسعار الدولار واليورو ارتفاعاً جديداً مقابل الليرة في السوق المحلية لامست فيها مستويات الـ170 في معظم المحافظات السورية مدعومة بزيادة المضاربة على الليرة من داخل وخارج سورية.
يأتي هذا الارتفاع بعد أن ارتفعت الليرة السورية لأعلى مستوى لها في سبعة أشهر مقابل الدولار يوم 6 الشهر الجاري ، وذلك على خلفية الانفراج بالبيئة السياسية وباتجاه البيع حرصاً على تقليص الخسارة لدى بعض من اشترى الدولار في الفترات الماضية، بالاضافة إلى الحملة الأمنية على المضاربين وتجار العملة الذين تحملهم السلطات المسؤولية عن التذبذب الكبير في سعر العملة في الأشهر الماضية.
وقال تجار ومصرفيون إن الارتفاع المطرد في قيمة الليرة في اكتوبر تشرين الأول تسارع في اليومين الماضيين حيث ارتفعت العملة يوم الثلاثاء إلى حوالي 120 ليرة مقابل الدولار أعلى مستوى لها منذ ابريل نيسان.
ويقارن هذا مع سعر 153 ليرة للدولار يوم الخميس آخر يوم من التعامل في الاسبوع الماضي وذلك وفق ما ذكره تجار في دمشق .
وهذا واغلق سعر الدولار في العاصمة السورية دمشق على ارتفاع لامس فيه مستويات 170 ليرة ،إذ أغلق سعر الدولار يوم أمس عند 160-163 ليرة للشراء و165-168 ليرة للمبيع في دمشق، فيما سجل في اللا1قية 162 ليرة للشراءة 168 ليرة للمبيع وفي طرطوس كذلك بلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء 165 ليرة للشراء و168 ليرة للمبيع وذلك الأمر في بانياس ليبلغ سعر الصرف 18 للشراء و165 ليرة للمبيع.
أما في حلب فقد ارتفع غلى 161-162 للشراء و168 ليرة للمبيع، القامشلي والرقة هي الأخرى سجلت ارتفاع في أسواقها يوم أمس ليبلغ سعر الدولار 163 /167 في القامشلي و163/166 في الرقة، وفي العاصمة بيروت سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية 163 ليرة للشراء و168 ليرة للمبيع
أشار المحلل المالي "رامي العطار" ان الليرة السورية تترواح ما بين الارتفاع والانخفاض مقابل سعر صرف الدولار والعملات الرئيسية الأخرى،حيث أن هذه الحالية هي من أفضل حالات السوق وأكثرها شفافية، لأن الاختلاف بسعر الليرة سوف يؤدي الى طلبها وبالتالي زيادة في قيمتها ، أمّا حالة البيع المستمر فلن تؤدي إلا للهبوط المتوالي وبدون "قاع" محدد، هذا ما ترمي إليه حالة المضاربة المثالية على الدولار والليرة السورية، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعطل الانتاجية والتصدير.
ونوه "العطار" في الأيام الماضية إلى أن حالات الشراء للدولار يجب أن تكون في المقدمة في ظل هبوطه حتى وصل لقاع "125" وكان المضارب قد جمع الدولار، من ثلاثة نقاط قبل القاع وهم ( 168 - 140 - 125 ) وهنالك من دخل بنقاط تقارب (200 - 210 ) ثم أعاد الدخول من القاع . وكل ذلك حسب ما حددناه سابقاً.
وأوضح أن الهدف المنتظر للخروج وإعادة بيع الدولار والتحول لشراء الليرة السورية بات وشكياً ضمن شرط رئيسي ألا وهو العمل بنصف رأس المال.
حيث نقاط المقاومة للدولار ستكون عند (168) كنقطة أولى يمكن الخروج منها بشرط ( تحقق السوق الهادئ في أثناء الصعود) .
وفي حال عدم تحقق الشروط سيكون الهدف اللاحق للنقطة (185) كنقطة مقاومة جيدة لتنفيذ عملية الخروج من الدولار لإعادة الدخول عليه من (168) ليرة
ويجب تحقق الشروط بكل الأحوال ( سوق هادئ متوازن في الصعود والهبوط )أما الحالة العكسية، تكمن في رفع سقف الهدف سواء صعوداً او هبوطاً (السوق المضطرب)
وبين "العطار" ان من اشترى الدولار ويملكه بنقاط عالية من ( 200 - 210 -230 ) يتوجب عليه تحريك رأس المال عند النقاط السابقة لتعويض الخسائر طبعا العملع بنصف رأسمال.
كما بين "العطار" أن الذهب المحلي يسير مع سعر "الدولار" فمن قام بشراء الذهب على دولار 200 ، فما عليك إلا اتباع نقاط الدولار السابقة وتطبيقهاعلى الذهب.
وكان مصرف سورية المركزي قد أجرى قبل عطلة العيد الأضحى بأيام قليلة جلسة بيع علنية للقطع الأجنبي حدد فيها سعر بيع الدولار للمواطنين بـ 168 ليرةوبعد هذه الجلسة شهد سوق القطع الأجنبي ارتفاعاً وانخفاضاً متذبذباً، ليستقر إلى انخفاض واضح، حيث تراوح السعر مع بداية العطلة بين 180 و188 ليرة للدولار، ليشهد انخفاضاً خلال العطلة يسبق الجلسة المرتقبة لنحو 175/180 ليرة قبل ان يتراجع مبيعا وشراءً اليوم في دمشق الى 168 ليرة للشراء و170 ليرة للمبيع.
وكان مصرف سورية المركزي قد أجرى سلسلة من جلسات التدخل في سوق الصرف، كان أولها مطلع شهر تموز الماضي، حيث باع على أثرها لشركات الصرافة كميات من الدولار بسعر 240 ليرة على أن تباع للمواطنين بسعر 250 ليرة.
يشار إلى أنه نتيجة تدخل "مصرف سورية المركزي" في السوق انخفض سعر الدولار في السوق السوداء إلى 170 ليرة، بعد أن كان وصل حزيران الماضي إلى أكثر من 300 ليرة.