تتوقع شركة «بوينغ»، عملاق صناعة الطائرات الأميركي، أن تحتاج شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يقارب 2610 طائرة جديدة من كل الشركات المصنعة والأحجام، وذلك بقيمة تصل إلى 550 مليار دولار خلال الأعوام العشرين المقبلة.
وقالت الشركة الأميركية في تقرير حديث صدر أمس إن ثلث تلك الطلبيات، وهو ما يقارب 900 طائرة، سيتم تخصيصها لاستبدال الأساطيل الحالية، ومن المتوقع أن تكون نسبة 66 في المائة من الطلب مدفوعة بالتوسع السريع لأساطيل الطائرات في المنطقة.
وبحسب تقرير «بوينغ» لتوقعات السوق الحالية، ستواصل الطائرات بعيدة المدى والطائرات ذات الممرين، مثل «بوينغ 777» و«دريملاينر 787»، الهيمنة على حجم الطلبيات في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعكس ذلك أولويات الشبكة العالمية والتحالفات والشراكات الناشئة بين شركات النقل الجوي في المنطقة.
وقال راندي تينسيث، نائب الرئيس لعمليات التسويق في شركة «بوينغ» للطائرات التجارية «تواصل معدلات نمو حركة النقل الجوي العالمي في منطقة الشرق الأوسط تجاوزها لمعدلات النمو السائدة في بقية مناطق العالم، وتستفيد منطقة الخليج من موقعها الجغرافي الذي يشكل محطة وقوف واحدة بين أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا». وزاد راندي الذي كان يتحدث خلال عرض أقيم في مقر الشركة بدبي «شهدنا على مدى العقد الماضي تحسنا في نمو شركات الطيران منخفضة التكلفة التي استفادت من التركيبة السكانية الشابة، والقوى العاملة المهاجرة الضخمة، والتوجهات نحو تحرير السوق».
ويأتي حديث تينسيث في وقت قالت فيه مصادر إن شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات تتطلع إلى الهيمنة على معرض دبي للطيران الذي يقام الأسبوع المقبل، وذلك بصفقات تزيد قيمتها على 100 مليار دولار، إذ تهدف إلى إطلاق أحدث طائراتها المصممة لقطع المسافات الطويلة وسط توقعات بتلقيها 250 طلب شراء من خمس شركات طيران، وفقا لوكالة «رويترز» العالمية.
وبحسب توقعات «بوينغ»، ستستحوذ الطائرات ذات الممرين على أكثر من نصف طلبيات الطائرات الجديدة في المنطقة خلال الأعوام العشرين المقبلة مقارنة مع 24 في المائة على المستوى العالمي، وستحصل الطائرات ذات الممر الواحد، مثل «بوينج 737»، على 47 في المائة من حجم الطلبيات الإقليمية حتى عام 2032، في حين ستحظى الطائرات الضخمة مثل «بوينج 747» بـ10 في المائة من الطلب المتوقع، وستحصل الطائرات الإقليمية على نسبة الـ1 في المائة المتبقية من الطلب.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي بالتحديد نموا في قطاع الطيران من مطارات وأسطول لشركات الطيران، في الوقت الذي ينتظر أن تدخل فيه شركتان جديدتان السعودية إضافة إلى الناقل الوطني، وذلك بمشاركة كل من «الخطوط القطرية» و«طيران الخليج». كما تسعى شركات الطيران الخليجية والتي تنافس شركات الطيران العالمية إلى الاستفادة من موقع دول مجلس التعاون، لتكون مدن الالتقاء لخطوط الطيران بين الشرق الغرب.
وبالعودة إلى نائب الرئيس لعمليات التسويق في شركة «بوينغ» للطائرات التجارية قال «تتمتع شركة (بوينغ) بوضع جيد يتيح لها تلبية الطلب في منطقة الشرق الأوسط، وتمنح طائرات (بوينغ) لشركات الطيران في المنطقة القدرة على خدمة شبكاتها المتنامية، وتعزيز مستويات الراحة والمرونة لتقديم تجربة فاخرة، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية المنخفضة، مما يسهم في تقديم الكثير من المزايا، ليس لشركات الطيران فحسب، إنما للركاب أيضا».
وعلى المستوى العالمي، توقعت «بوينغ» طلبا لنحو 35.280 طائرة جديدة، بقيمة 4.8 تريليون دولار على المدى الطويل، وستحل هذه الطائرات الجديدة مكان الطائرات القديمة والأقل كفاءة، وسيعود ذلك بالفائدة على شركات النقل الجوي والمسافرين، كما سيحفز النمو في الأسواق الناشئة، والابتكار في نماذج عمل شركات النقل الجوي. وفي إطار السعي لتلبية الطلب المتنامي على الطائرات الجديدة، فقد وسعت «بوينغ» من إنتاج مجموعات طائراتها التي تحظى بشعبية من طرازات «737» و«777» و«787».
المصدر: الشرق الأوسط