لا تستطيع البنوك الاجنبية الصمود في لبنان على عكس المصارف المحلية التي ما زالت تبلي حسنا. وفي اطار سلسلة من انسحابات لبنوك خارجية تسجل حالة جديدة تدعو إلى التأمل قليلاً.
أبدى بنك ستاندرد تشارترد البريطاني رغبته في بيع نشاطاته بالمفرق في لبنان. يأتي ذلك بحسب البنك ضمن سياسة التركيز على العمل في الدول التي توفر افضل الفرص واكبر الارباح وحجم الاعمال.
ويهدف المصرف المذكور الى التخلص من فروعه التي هي الاقل ربحية اي ان سوق المستهلكين في لبنان لم تعد مهمة بالنسبة للبنك البريطاني، وهو يريد الاحتفاظ فقط بالاقراض الى الشركات الكبرى. وكان البنك المذكور بدأ اعماله في لبنان منذ العام 2000 حيث يدير ثلاثة فروع وثلاثة مراكز مصرفية ويوظف نحو 120 شخصا. ويتجه المصرف البريطاني الى اتخاذ قرارات مماثلة في دول تراجعت ربحية المصرف فيها.
وكان المصرف المذكور عين في شهر نيسان الماضي دان القزي رئيسا تنفيذيا لعملياته في لبنان ليكون اول لبناني يدير اعمال المصرف واستراتيجيته في السوق اللبنانية. وشغل قزي منصب الرئيس الاقليمي للاسواق. والرئيس المشارك لاعمال الشركات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وباكستان.
تأتي هذه الخطوة الجديدة بعد اشهر قليلة من قول القزي ان الاقتصاد اللبناني يثبت بشكل مستمر مرونته وقدرته على الخروج من حال الركود وتحقيق النمو المطلوب، والتزامه حيال عملاء البنك في لبنان لتقديم افضل الخدمات المالية والمصرفية. لكن المصرف شأنه شأن العديد من المؤسسات الاجنبية يبدون محبطين ازاء عدم افادة لبنان من الفرص التي وفرها الربيع العربي من ناحية ومن ارتفاع اسعار النفط في الشرق الاوسط من ناحية ثانية، وقد خابت آمال البنك من تحسن النمو الاقتصادي في لبنان.
المصدر: جريدة الجمهورية