أكدت مصادر مطلعة أن المرصد الوطني للتنافسية قد اصدر مؤخراً التقرير الخاص بمؤشرات الصحة في سورية للعام 2013 .
وبين المصدر بحسب صحيفة "الوطن " المحلية أن هذا التقرير يساهم في الارتقاء بمؤشرات الصحة في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة ويهدف إلى استعراض وشرح مؤشرات الصحة الواردة في التقارير العالمية بعد مطابقتها مع المصادر الوطنية المتمثلة بوزارة الصحة والمكتب المركزي للإحصاء.
وبالعودة إلى التقرير تبين أنه وعلى الرغم من عدم إدراج سورية في تقرير التنافسية العالمية 2012 - 2013 إلا أن المرصد الوطني للتنافسية قام بإجراء مسح رأي قطاع الأعمال عام 2012 ومقارنة مؤشرات سورية 2012 - 2013 مقارنة مع 144 دولة مدرجة في التقرير، والاستناد إلى بيانات البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية بالنسبة للبيانات الرقمية، وبينت النتائج أن سورية حافظت على الريادة في مؤشري أثر الملاريا على الأعمال ومعدل انتشار الملاريا، كما تقدمت بشكل ملحوظ في مؤشري أثر السل وأثر الإيدز على الأعمال، وتقدمت في مؤشري معدل وفيات الرضع دون السنة إلى المركز 62/145 ومؤشر متوسط العمر المتوقع إلى المركز 45/145.
وأوضح المصدر أن الصحة تؤثر في نحو 6% على تنافسية الاقتصاد السوري حسب تقرير التنافسية العالمية، وتملك سورية عدداً من الميزات التنافسية فيها، حيث تبوأت قمة الترتيب العالمي في مؤشري أثر الملاريا على الأعمال ومعدل انتشار الملاريا، ذلك أن سورية لا يوجد فيها حالات مسجلة لمرض الملاريا، كما تقدمت في مؤشري متوسط العمر المتوقع إلى المرتبة 45/145 ومعدل وفيات الأطفال ما دون السنة إلى المرتبة 62/145 إضافة إلى ذلك قامت سورية بإغلاق 97.6% من فجوة الجندر في مؤشر الصحة والحياة، واحتلت فيه المركز 61/135 حسب التقرير العالمي لفجوة الجندر 2012.
وتقدمت سورية ثلاث مراتب في مؤشر دليل التنمية البشرية 2012 بالمقارنة مع 2011 حيث احتلت المركز 116/187 ويبين أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة بلغ 76 سنة.
وحققت سورية تقدماً ملحوظاً في بعض مؤشرات الصحة في سبيل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ولاسيما في مؤشرات معدل وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات والوصول إلى خدمات الصرف الصحي المحسنة في حين حققت تقدماً بطيئاً في بعضها الآخر ولم تصل إلى المستويات المطلوبة.
كما ارتفع نصيب الفرد في سورية من الإنفاق على الرعاية الصحية من 58.86 دولاراً أميركياً عام 2003 إلى 96.58 دولاراً أميركياً عام 2010، وبلغ متوسط الإنفاق في العالم العربي 251.8 دولاراً أميركياً عام 2010 إلا أن إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في سورية انخفض خلال الفترة نفسها من 5.15% إلى 3.41%.
وأشار التقرير إلى أن دول الأمم المتحدة قد اتفقت على تحقيق ثمانية أهداف تتعلق بالتنمية قبل حلول عام 2015، ويلتزم من خلالها قادة الدول بالقضاء على الفقر المدقع والجوع، وتعميم التعليم الأساسي، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتخفيض معدل وفيات الأطفال وتسحين صحة الأمهات، ومكافحة فيروس الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض، وضمان الاستدامة البيئية، وإقامة شركات عالمية من أجل التنمية، وما زال الوفاء بالأهداف الإنمائية للألفية في البلدان ذات الدخل المنخفض وبعض بلدان الدخل المتوسط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية يمثل تحديا لها، حيث يرتفع معدل وفيات الأمهات والأطفال وسوء التغذية..
وقد حققت سورية تقدماً ملحوظاً في بعض مؤشرات الصحة في سبيل الأهداف الإنمائية للألفية، على حين حققت تقدماً بطيئاً في بعضها الآخر ولم تصل إلى المستويات المطلوبة، وفيما يلي بعض الأهداف المتعلقة بالصحة ومقارنة تطورها.
وبين التقرير أنه تم تخفيض عدد الأفراد الذين يعانون من الجوع بنسبة 50% بين عامي 1990 و2015، من خلال مؤشر نقص الوزن للأطفال دون الخمس سنوات. وأن نقص التغذية هو السبب وراء 35% من وفيات الأطفال دون الخمس سنوات عالمياً، كما أن عدد الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية انخفض بنسبة تتراوح بين 17% و28% في الدول النامية منذ عام 1990 وحتى عام 2011 هذا التحسن يقترب من تحقيق الهدف الإنمائي، ولكنه يختلف بين منطقة وأخرى.
نلاحظ أن سورية منذ عام 1990 وحتى عام 2012 تمكنت من خفض نسبة نقص التغذية للأطفال دون الخمس سنوات بما يقابل 12% مما كانت عليه في السابق، لكنها لم تحقق المطلوب، ولم تصل أيضاً إلى متوسط معدلات الدول النامية، ويفرض أن النسبة تنخفض بالوتيرة نفسها، فإنه بحلول عام 2015 تكون سورية قد خفضت معدل نقص التغذية بنسبة 1.63% أي ما يقابل 13.63% خلال فترة 1990 - 2015 وبالتالي ما تزال بعيدة في تحقيق الهدف الإنمائي.
وذكر التقرير أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة قد انخفض بنسبة 67% بين عامي 1990 و2015. وتم إحراز تقدم كبير في خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر عالميا حتى عام 2011، حيث توفي 6.9 ملايين طفل دون سن الخامسة بالمقارنة مع 12 مليوناً عام 1990 وكانت نسبة الانخفاض 41% أي انخفض من 87 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية عام 2000 إلى 51 حالة عام 2011 كما تحسن المعدل العالمي في الانخفاض في السنوات الأخيرة من 1.8% سنوياً بين عام 1990 و2000 إلى 3. 2% بين عامي 2000 و2011 وعلى الرغم من هذا التحسن من غير المرجح تحقيق الهدف الإنمائي المتمثل في تخفيض الثلثين في مستويات الوفيات في عام 1990 بحلول عام 2015 في العالم.
وفي عام 2011 كانت التغطية العالمية للتحصين ضد الحصبة 84% للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهراً، وتحقق المزيد من البلدان الآن مستويات عالية من التغطية بالتحصين، كما وصلت 64% من الدول إلى ما لا يقل عن 90% من التغطية، وانخفض العدد المقدر من وفيات الحصبة بنسبة 74% بين عامي 2000 و2010 وهو ما يمثل نحو خمس الانخفاض في العام في معدل
ولاحظ التقرير أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة في سورية قد انخفض بنسبة 58% خلال الفترة بين 1990 و2011 ويجب تخفيضه بنسبة 8% خلال أربع سنوات للوصول إلى تحقيق الهدف ا لإنمائي، وبفرض استمرار الانخفاض بنفس الوتيرة، ستنخفض معدل الوفيات دون سن الخامس في سورية بحلول عام 2015 بما يقارب 11% أي سينخفض هذا المعدل خلال الفترة بين عامي 1990 و2015 نحو 69% وبالتالي ستكون سورية قد حققت تقدماً يفوق الهدف الإنمائي.
إن سورية قد حققت النسبة المطلوبة لمؤشر السكان الذين يستخدمون مرافق صحية محسنة ولكنها لم تحقق المطلوب في مؤشر السكان الذين يستخدمون مياه الشرب النظيفة، وما زال عليها أن تخفض النسبة بمقدار 21.5% وهذا يعكس ضعف تأمين مياه الشرب النظيفة وإذا استمرت بنفس المستوى ستخفض نسبة مياه الشرب النظيفة بـ5.4% وبالتالي تصل إلى 26.9% بين عامي 1990 و2015 أي ما تزال بعيدة عن تحقيق الهدف الإنمائي في هذا المؤشر.
وتحت عنوان مستلزمات التقدم في مؤشرات الصحة بما سيهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد السوري دعا التقرير إلى ضرورة الاهتمام بتحسين الصحة العمومية، وتوفير الخدمات الصحة الأساسية لكافة المواطنين وتخفيض معدلات وفيات الأطفال دون السنة، ودون الخمس سنوات، وتخفيض معدلات وفيات الأمهات إضافة إلى تحسين جودة الخدمات الصحية العامة والتوسع في نشرها بما يسهم في الحفاظ على الصحة العمومية للمواطنين.