أكد عدد من مربي الثروة الحيوانية بحماة ومنهم (رعد السبعاوي وخالد عثمان المحمد وغازي عواد) أن معاناتهم شديدة في توفير المواد العلفية لقطعانهم من ماشية، بسبب قلتها لدى فرع مؤسسة الأعلاف بحماة، ما يضطرهم لشرائها من السوق السوداء المتوافرة فيها بكثرة!!.
وقال السبعاوي باسم زملائه: وللأمانة فإن أسعار المواد العلفية بفرع المؤسسة مقبولة مقارنة مع أسعار السوق السوداء، فمثلاً سعر الطن الواحد من النخالة 8250 ل.س، في حين في السوق السوداء بـ27 ألف ل.س، وهذا ما يشكل كارثة حقيقية للمربين الذين تبلغ نفقات إنتاجهم أكثر من دخلهم وربحهم!!.
المهندس عثمان دعيمس مدير فرع مؤسسة الأعلاف بحماة، لم ينف هذا الواقع المؤلم الذي (يرفل) فيه مربو الثروة الحيوانية بحماة، بل أكده وقال:
- يقدم فرع المؤسسة المقننات العلفية لقطعان المربين حسب دورات صادرة عن الإدارة العامة، ومدروسة من مجلس الإدارة الذي يشارك فيه ممثل عن الاتحاد العام للفلاحين، ويعد الفرع رديفاً للمربي، أي إن المربي يجب أن يؤمن جزءاً آخر من احتياجاته لإطعام قطعانه منذ الموسم.
وبالتالي فإننا كفرع مؤسسة لا نستطيع تأمين كل مستلزمات قطعان المربين، وفي السابق كانت توجد مراعٍ ومساحات شاسعة من الحصيد، ويعتمد المربون آنذاك على أكثر من مورد، ولكن في ظل الظروف الراهنة، لم يعد بإمكان المربي التنقل، وهذا ما انعكس سلبياً عليه وبالتالي فإنه أصبح يعتمد على تأمين احتياجاته من المواد العلفية من فرع المؤسسة.
وهذا ليس بالإمكان، لأننا نقدم الكميات ضمن الإمكانات المتاحة والمتوافرة، ولكن رغم ذلك تم تعديل كميات المقننات للدورة الأخيرة (لمادة الشعير) من 8 كغ للرأس الواحد إلى 15 كغ، وبالتالي أصبح المقنن الحالي للأغنام ضمن الدورة الحالية التي بدأت من 20/10 وتنتهي في 31/ 12 نحو 27 كغ لرأس الأغنام الواحد، وهي كمية جيدة.
وحقيقة فإن التجار يشترون مادة الشعير وغيرها من المواد الأساسية في موسم حصادها من المزارعين بأسعار مقبولة، ويتم احتكارها حتى موعد حاجة المربين من الأعلاف، ويطرحونها في السوق السوداء، ويضعون السعر الذي يناسبهم.
ولهذا فإن المؤسسة تستورد حالياً مادتي الشعير وجاهز الأغنام من الدول الصديقة وبخاصة أوكرانيا، من أجل سد النقص الحاصل وهذا من شأنه تخفيف العبء وتغطية حاجة قطعان المربين وكسر الأسعار في السوق السوداء من التجار الذين يحتكرون ليس المواد العلفية فحسب، وإنما جميع المستلزمات والاحتياجات المتعلقة بحياة المواطن، هدفهم هو الربح غير المشروع والطمع.
وسابقاً كنا نستجر المواد العلفية من بعض المحافظات، وهذا بدوره كان يخفف ضغطاً كبيراً ويتم تأمين قسم كبير منها لقطعان المربين، ولكن في ظل الأوضاع غير الآمنة للطرقات، ووجود اللصوص، لم يعد ذلك ممكناً.