تنتهي اليوم حملة التلقيح الوطنية الأولى من الحملات الست التي تنظمها وزارة الصحة للأطفال السوريين دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال والحصبة.
وبين مدير الرعاية الصحة في وزارة الصحة الدكتور أحمد عبود وفقا لصحيفة "الوطن " المحلية أن عدد الأطفال الذين شملتهم الحملة في المراكز الصحية و«من منزل إلى منزل» فقط تجاوز أمس 1.5 مليون طفل، أما حملة التلقيح الموازية في المدارس ومراكز الإيواء فستستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، أي إنها لن تنتهي قبل مضي شهرين.
وأشار الدكتور عبود إلى أن إقبال الأهالي على تحصين أطفالهم باللقاح خلال هذه الحملة كان أفضل بكثير من الحملات السابقة بشكل واضح، معللاً ذلك بتخوف الأهالي بسبب حالات شلل الأطفال التي ظهرت في بعض المناطق مثل دير الزور والميادين.
ولفت عبود إلى أن حملة التلقيح هذه غطت المناطق الساخنة من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والهلال الأحمر العربي السوري، وأحياناً المجتمع الأهلي والجمعيات الأهلية، «وحققنا خلال هذه الحملة نسبة تغطية أفضل بكثير من الحملات السابقة حيث استطعنا الدخول إلى مناطق ساخنة لم نكن نستطيع الوصول إليها وذلك من خلال التعاون مع المجتمع الأهلي والمنظمات الدولية المذكورة، مضيفاً: إن هذه الحملة تزامنت مع حملات مماثلة في دور الجوار لتشمل الأطفال السوريين دون سن الخمس سنوات في مخيمات اللاجئين.
وتحدث عبود عن دور المنظمات الدولية في حملة التلقيح موضحاً أن دور اليونيسيف كان لوجستياً وشراء جزء من اللقاحات و«السيرنكات» وتقديم غرف التبريد، أما منظمة الصحة العالمية فكان دورها «مالياً» من خلال دفع المباشر للسيارات التي تنقل فرق التلقيح، وكذلك الدعم المادي للتدريب قبل حملة التلقيح وفي أثنائها، كما ساهمت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، فعملت تحت مظلة وزارة الصحة حيث زودتها الوزارة باللقاحات لتتمكن من «تلقيح» نحو 40 ألف طفل.
وأوضح عبود أن حملة التلقيح القادمة ستشمل لقاح شلل الأطفال فقط، وستنطلق في الثامن من شهر كانون الأول القادم، وقد بدأ التحضير لها منذ الأسبوع الماضي من خلال دورات التدريب، ويجري العمل حالياً على تأمين كل مستلزماتها، كما تنظم وزارة الصحة لهذه الغاية ورشة عمل للشركاء الداعمين يوم الأحد القادم، كما ستتوالى حملات التلقيح ضد شلل الأطفال حتى العاشر من نيسان القادم بفاصل شهر واحد بين كل منها.
وحول الرقم الذي تناولته بعض وسائل الإعلام عن إصابة 89 طفلاً سورية بالشلل منذ مطلع العام الحالي، أوضح عبود أن هذا الرقم هو عدد الحالات المصنفة على أنها شلل رخو حاد، وهذا يتضمن أمراضاً أخرى غير شلل الأطفال مثل (غيلان باريه، التهاب نخاع معترض، التهاب عصب رضي....) وهي أمراض عادية مختلفة عن شلل الأطفال، أما إصابات شلل الأطفال المثبتة فبلغت 13 حالة، على حين لا تزال أربع حالات «مشتبهة» غير مثبتة، ولا نزال ننتظر نتائج تحاليلها المخبرية.