دخلت تعبئة وتركيب العطوارات ركب المواد والسلع التي طالها موجة ارتفاع الأسعار بضعفي او ثلاث عما كانت عليه قبل الأزمة، حيث أن لا علاقة لها بالموسميّة ولا تنحصر بالمناسبات والأعياد، إلا أن سعرها يرتفع لتكون كغيرها مما يحتاجه المواطن يومياً ليبقى زكياً.
العطور تواكب موجة الغلاء فقد وصل سعر زجاجة العطر المعبأة يدوياً 100 مل إلى ما يتراوح بين 350 إلى 500 ل. س حسب التركيز، في حين كان في سالف العصر والأوان بـ150 ليرة فقط!!
وفي جولة على بعض محال تركيب العطور في اللاذقية تبيّن أن الأسعار متقاربة جداً وتلامس أسعار العبوات «الأصلية» في ذاك العصر نفسه!! ورغم ارتفاعها لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها كما يقول رامي وهو يختار عطره المفضل من أحد المحلات حيث قال وفقا لصحيفة "الوطن": (عند بداية كل شهر أقوم بتعبئة زجاجتي عطر من الحجم المتوسط بقيمة وصلت اليوم إلى 1100 ليرة وإذ كانت في السابق بـ500 ليرة ناهيك عن الديدوران الذي لا أستطيع الاستغناء عنه وعلبته حجم 150 مل بـ600 ليرة مقابل 150 ليرة قبل عام فقط!!) لم يختلف الحال عند عبير التي اعتادت اقتناء عطوراتها التي تحمل لها ذكرى معينة فلا مجال للتخلي عنها على حد قولها، مضيفة إن لاقتناء العطر رمزية خاصة رغم بساطته إلا أنه يحمل لي ذكرى معينة لا يمكنني تخيل أيامي من دون رائحتها «فالعطر بالقلب تذكار» ولن يستطيع تجار الأزمة حرماننا من الذكرى كما يحاربوننا بكل شيء نحبه بسبب ضميرهم المنصاع لارتفاع الدولار فقط وأما لهبوطه فهم لا يأبهون!! في حين يقول عيسى - خبير بتركيب العطور- إن بعض محال تركيب العطور وخاصة في الأسواق الشعبية وممن يعرضون بيعها في صالونات الحلاقة الرجالية، «تغشّ» وتضيف نسباً عالية من الكحول فيبيعونها بأسعار منافسة فأعلى ثمن 200 ل. س لأكبر عبوة!! فالمواطن يجب أن يكون حذراً فأنواع تسبب حساسية والتهابات جلدية، خاصة مزيل التعرق والديدوران. ولم تُخفِ أم تامر أنها على ثقة بوجود محال كهذه إلا أنها مضطرة لشراء الأرخص فلم تعد كالسابق تدّخر مبلغاً مخصصاً للعطور «زمان أوّل تحوّل ويمكن أن نكتفي بريحة الحبق والياسمين اللي ببيوتنا» كما قالت بحسرة فلا هدايا من العطورات الأصلية والمقلدة إلى حد يشبه الأصلي بنسبة كبيرة باتت ممكنة، فحتى المزوّر صار غالياً فمرة اشترى لي زوجي علبة عطر أصلية من نوع فاخر بقيمة 2500 ليرة بمناسبة عيد ميلادي منذ عامين واعتدت بعد انتهائها أن أعبئها بالرائحة نفسها بقيمة 500 ليرة لأنها تعني لي الكثير وخاصة بعد وفاة زوجي، إلا أن ارتفاع سعر التعبئة إلى 1500 جعلني أعزف عن عادتي إلى أجل غير «معطّر»!!