أكدت مصادر مطلعة أن الحكومة أصدرت مؤخرا النشرة الاقتصادية التنموية الخاصة بالمؤشرات الربعية للربع الأول من العام 2013 وقد تضمنت هذه النشرة بعداً تحليلياً للمؤشرات «سعر الصرف ومعدلات التضخم وواقع المشاريع الاستثمارية».
وتوضح البيانات السبب الحقيقي وراء انخفاض معدلات التضخم لأشهر الربع الأول للعام 2013 والتي تشير إلى وجود تراجع في معدل التضخم خلال شهري كانون وشباط مسجلا 52.4% و 57.24% على التوالي مقارنة بشهر كانون أول من العام الماضي الذي وصل معدل التضخم إلى 55.23% ليرتفع خلال شهر آذار إلى 57.25%.
وبالعودة إلى المؤشرات نجد ايضا أنها أظهرت بداية ارتفاعا في معدل التضخم الربعي من51.54% خلال الربع الرابع عام 2012 إلى 53.7% خلال الربع الرابع للعام2013 وبنسبة زيادة بلغت حوالى 4.2%، علما ان معدل التضخم للربع الأول لعام 2012 بلغ حوالى 22.54%.
وأرجعت الحكومة بحسب صحيفة "تشرين " أسباب هذا الارتفاع إلى ازدياد الرقم القياسي لأسعار كل المجموعات السلعية والتي تشكل مكونات سلة أسعار المستهلك.
وفيما يلي نستعرض المجموعات الأكثر ارتفاعا في الرقم القياسي لأسعارها وبنسبة مساهمة كل منهما في إجمالي معدل التضخم للربع الأول أولها مجموعة الأغذية والمشروبات غير الكحولية :ارتفع الرقم القياسي في هذه المجموعة 40.15% وتتألف من 11 بنداً كانت أكثرها ارتفاعا الخبز والحبوب تلاه البقوليات والخضروات. ثم اللحوم واللبن والجبن والبيض إضافة إلى الشاي والبن والكاكاو ثم السكر والمربى والعسل والشيكولاته والحلوى ومن ثم المياه المعدنية والمشروبات الرطبة وأنواع عصير الفواكه ومنتجات الأغذية غير المصنعة تحت بند آخر.
المجموعة الثانية مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى: ارتفع الرقم القياسي لأسعار هذه المجموعة 99.29 نقطة وقد بلغت مساهمتها بمعدل تضخم الربع الأول.
حوالي25.23% وتتألف هذه المجموعة من خمسة بنود كان أكثرها ارتفاعا بند الكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى ثم بند المياه والخدمات المتنوعة بالمسكن أعمال صيانة المسكن وإصلاحها ثم البندين المدمجين إيجارات المسكن الفعلية + المحتسبة.
أما مجموعة الملابس والأحذية فقد ارتفع الرقم القياسي لأسعارها إلى 77.83 نقطة خلال عام وقد بلغت مساهمتها في معدل التضخم الربع الأول حوالي 7.39% وتتألف هذه المجموعة من بندين كان أكثرها ارتفاعا بند الأحذية ثم بند الملابس.
مجموعة التجهيزات والمعدات المنزلية وأعمال الصيانة للبيوت فقد ارتفع الرقم القياسي لهذه المجموعة إلى 114.14 نقطة خلال عام وقد بلغت مساهمتها في معدل التضخم في الربع الأول حوالي 7.39% وتتألف هذه المجموعة من خمسة بنود كان أكثرها ارتفاعا بند السلع والخدمات المستعملة في عمليات الصيانة المنزلية الاعتيادية ثم بند الأدوات الزجاجية وأدوات المائدة والأدوات المنزلية فبند الأجهزة المنزلية ثم بند المنسوجات البيتية ثم بند الأثاث والتجهيزات والسجاد وغيره من مفروشات الأرض.
كما أظهرت النشرة أن هناك تراجعاً وسطياً في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي وفقاً لنشرة أسعار الصرف الرسمية في الربع الأول من عام 2013 الصادرة عن مصرف سورية المركزي إلى حوالي 81.29 ليرة مقارنة بـ 66 ل.س خلال الربع الرابع من العام 2012 وبنسبة انخفاض بلغت حوالي 14.1% كذلك انخفض وسطي سعر الصرف الرسمي لليرة السورية مقابل اليورو من 92.49 ل.س إلى 107.54 ل.س وبنسبه انخفاض بلغت حوالي16.3% خلال الفترة نفسها علما أن أسعار الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في السوق غير الرسمية تجاوزت سعر الصرف الرسمي مسجلة أرقاما قياسية وصلت إلى حوالي 116 ل.س للدولار خلال الفترة نفسها.
ويعود استمرار تراجع صرف الليرة خلال هذا الربع مقابل العملات الأجنبية إلى الأسباب نفسها التي أدت إلى تراجع الليرة خلا الأرباع السابقة والتي يأتي على رأسها التأثير السلبي لاستمرار العقوبات الاقتصادية والأميركية والأوروبية والعربية والدول المتحالفة معها على المصارف السورية والى استغلال بعض ضعاف النفوس للازمة التي تمر بها سورية ناهيك عن استمرار المضاربات على الليرة السورية.
وبينت المؤشرات الاستثمار تراجعا في عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية المشملة خلال الربع الأول من عام 2013 حيث لم يتم تشميل أي مشروع أجنبي خلال هذا الربع مقابل تشميل مشروعين خلال الربع الرابع من عام 2012 في حين استمر إجمالي عدد المشاريع المشملة دون تغيير مسجلا 9 مشاريع لكل منها.
واللافت أن قيمة الموجودات الاستثمارية لإجمالي المشاريع المشملة في الربع الأول لعام 2013وصلت بحوالي 7240 مليون ل.س ما يدل على ان المشاريع المشملة جزء منها مشاريع كبيرة.