تدخل المصارف عموما مرحلة جديدة حاليا. هذه المرحلة عنوانها «لا مصرف محصنا ضد الغرامات والاغلاق أكان في لبنان او حتى في اكبر دول العالم».
تتحضّر المصارف في لبنان وحتى على المستوى العالمي لتكون في جهوزية تامة مقابل السياسات الدولية الجديدة الشديدة الحزم ازاء الاخطاء المصرفية الكبرى، وخصوصا تلك الاخطاء التي تتعرض للاتفاقات الدولية على مستوى محاربة تبييض الاموال وتمويل الارهاب والتهرّب الضريبي. ولا تستثني الاخطاء الكبيرة الاخرى ايضا.
بدأت هذه الموجة من التشدد الرسمي ازاء المصارف لتنهي مرحلة طويلة من التغاضي عن الاخطاء المصرفية حرصا على سمعتها وحرصا على ثقة الجمهور العام وعلى استقرار السوق النقدي والمالي والمصرفي. ولكن تداعيات الأزمة المالية الاخيرة، أرهقت بقوة مختلف الحكومات حتى في اكبر الدول واغناها واكثرها تطورا. ولم تعد مقولة "البنك الاكبر من ان يتعرض للافلاس او الاغلاق" مقبولة في المرحلة الجديدة.
وظهر ذلك جليا مؤخرا في تعاظم قيمة الغرامات التي ألزمت مختلف المصارف العالمية الكبرى والى جانبها المصارف المتوسطة والصغرى ايضا. حتى لو اخذت هذه الغرامات صورة التسويات المصرفية مع السلطات الرسمية.
وكانت الغرامة التي بلغت قيمتها 13 مليار دولار اميركي على اكبر مصرف اميركي ذات دلالة عالمية واضحة وكانت سبقتها غرامات كبيرة وعملاقة اخرى على مصارف بريطانية وسيوسرية وغيرها.
السوق اللبنانية
عادت بورصة بيروت الرسمية الى دائرة الضعف امس بتأثير من تدهور الوضع الأمني في ارجاء مختلفة من الاراضي اللبنانية وخصوصا في طرابلس. فقد بلغ حجم التداولات امس 15656 سهما فقط، بلغت قيمتها 632042 دولارا.
وسجل تبادل 26 عملية بيع وشراء تناولت خمسة اسهم مختلفة ارتفع منها سهم واحد وتراجعت ثلاثة واستقر سهم واحد وانخفضت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0.7 في المئة الى 11.26 دولارا، والفئة (ب) بنسبة 1.66 في المئة الى 11.25 دولار. وتراجعت ايضا اسهم بنك بيبلوس الفئة العادية بنسبة 3.16 في المئة الى 1.53 دولار.
وزادت اسهم بنك بيبلوس فئة العام 2009 بنسبة 0.09 في المئة الى 101.10 دولار واخيرا استقرت اسهم بنك بلوم العادية على 8.25 دولار.
اما في سوق القطع فاستقرت اسعار الدولار الرسمية على مستوياتها السابقة دون اي تغيير.
اسواق الصرف العالمية
تراجعت اسعار السندات الحكومية في مختلف انحاء العالم بعد ان جاء نمو الانتاج الصناعي في منطقة اليورو اقل من التوقعات. وتراجع سعر الذهب في كل من الولايات المتحدة الاميركية والصين.
في مقابل ذلك، ارتفعت اسعار عملات نيوزيلندا واستراليا بشكل لافت امس الاثنين. وزادت العائدات على السندات الالمانية امس الى 1.74 في المئة في نيويورك كذلك السندات الاميركية لمدة 10 سنوات التي زادت خمس نقاط مئوية ايضا.
وتفاعلت اسعار الذهب مع هذه التطورات لتهبط امس بنسبة 1.8 في المئة. وزادت العملة النيوزيلندية مقابل العملات الست عشرة الاكثر تداولا في العالم فارتفع سعر الدولار الاسترالي 0.4 في المئة الى 91.31 دولار اميركي وتراجع اليورو 0.4 في المئة الى 1.354 دولار وزاد الدولار 0.4 في المئة الى 102.86 ينا.
الاسهم العالمية
في اوروبا، تراجع المؤشر العام للاسهم امس بنسبة 0.2 في المئة في حين خسر مؤشر ستاندرد اند بورز في بورصة وول ستريت الاميركية بنسبة 0.1 في المئة. لكن مؤشرات الانتاج الصناعي في كل من الصين وكوريا الجنوبية وتايوان تجاوزت كل التوقعات ارتفاعا خلال شهر تشرين الثاني الماضي غير ان اسعار الاسهم واداؤها كانت الافضل من جميع الاصول المالية الاخرى وذلك للشهر الثالث على التوالي.
وكان مؤشر الاسهم الاسيوية زاد امس 1.5 في المئة مع التزام الصين بتحرير الاسواق الاقتصادية ومع خفض البنك المركزي الاوروبي اسعار الفائدة فضلا عن توقعات بارجاء الولايات المتحدة لعملية تقليص السياسات النقدية.