يأمل العديد من رجال الاعمال السوريين خيرا من محادثات جنيف الشهر المقبل ويقولون ان الصناعة السورية سوف تلعب دورا اساسيا في اعادة نهضة الاقتصاد في البلاد.
حيث يظهر بعض كبار التجار ورجال الاعمال السوريين بعض التفاؤل المستجد ازاء امكانية استعادة الحركة الاقتصادية في بعض المناطق السورية بعد عامين من التدهور المتواصل. ويعاين بعضهم الفرصة المناسبة للمبادرة عند اول الفرص التي سوف تسنح لهم مع الامال التي بدأ البعض يعلّقها على المحادثات لارساء السلم في سوريا. وينسحب ذلك على تجار ما زالوا داخل البلاد وآخرين نزحوا للعمل في تركيا وغيرها من الدول المجاورة.
ويقدّر البعض ان الخسائر الناتجة عن توقف الانتاج الصناعي في سوريا، وعن السرقات والتقدير تجاوز الـ 330 مليار ليرة سورية او 2.4 مليار دولار اميركي وذلك في اقتصاد كان يقدّر بنحو 60 مليار دولار اميركي. وتراجعت الصادرات الى 10 في المئة من حجمها السابق قبل بدء الحرب، على ان الخسائر التي تقدّرها الامم المتحدة قد تكون اكبر بكثير من عدم توفر القدرة على الوصول الى مناطق كثيرة صناعية داخل سوريا.
وكانت العديد من المصانع قد نقلت الى تركيا ومصر في حين تحولت اخرى الى المناطق في غرب سوريا. واذا ما كان الحظ حليف محادثات السلم التي سوف تعقد في سويسرا أواخر الشهر الجاري او على أبعد تقدير الشهر القادم فان الصناعة السورية سوف تلعب دورا رئيسيا في اعادة انهاض الحركة الاقتصادية في البلاد وسوف توفر الكثير من الوظائف. وهذا ما دفع بعض كبار الصناعيين لعدم تسريح عمالهم رغم عدم تحقيقهم للارباح.
الدولار واليورو محلياً:
حافظت الليرة السورية على تماسكها أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الحالية مع انحسار واضح للمضاربات انعكس بشكل هدوء في تحركات الليرة التي انحصرت ضمن هامش ضيق جداً.
وبيّن متعاملون أن وضع الليرة مستقر في السوق حيث تراوح سعر صرف الدولار عند 143-144 ليرة للشراء و146 ليرة للمبيع كمستوى توازني مع ارتفاع وانخفاض بحدود الليرة الواحدة عن هذا المستوى، في ظل حركة عرض وطلب متدنية.
وبحسب المعلومات فإن الترقب سيكون سيد الموقف حتى نهاية العام الحالي تزامنا مع قرب الإنفراج السياسي المتمثل بإنعقاد مؤتمر جنيف في نهاية الشهر الحالي، كما أن الإجراءات التي يقوم بها مصرف سورية المركزي مستمرة من جهة ملاحقة الصيارفة المتعاملين بطرق غير نظامية في سوق الصرف سواءً المرخصين أو غير المرخصين، مع الأخذ بالحسبان أن الحملة بدأت تشتد أكثر على صيارفة حلب بعد أن تم وضع حد وحل جذري لصيارفة دمشق وريفها.
ووفقاً للمعطيات فإن الحجم اليومي للصيرفة غير المرخصة التي تتم في دمشق يتراوح بين 100 إلى 200 ألف دولار.
الذهب محلياً:
أكد غسان جزماتي رئيس جمعية الصاغة في دمشق أن كمية المبيعات اليومية في محافظة دمشق حافظت على مستواها خلال الأسبوع الماضي فكانت وسطياً بكمية 9 كغ، لكن تمت ملاحظة ازدياد الطلب على المشغولات الذهبية على حساب الليرات الادخارية فبعد أن كانت الليرات تأخذ 75% من إجمالي مبيعات سوق الذهب في دمشق تحولت النسبة الى 50% بين المشغولات والليرات.
وأضاف جزماتي بحسب صحيفة "تشرين" المحلية إن 40% من الورش التي أغلقت سابقاً عادت للعمل مجددا في السوق بسبب عودة الطلب على المشغولات الذهبية، ، ويقدر عدد الورش التي عادت للعمل حوالى 100 ورشة، تتنوع نشاطاتها في مجال الذهب وقامت بتسوية أوضاعها بعد تسديدها ما ترتب عليها من مستحقات لمصلحة الجمعية.
وأكد جزماتي أن أسعار الذهب تتأثر بسعر الدولار فكلما انخفض الدولار ليرة سورية واحدة يقابلها انخفاض 40 ليرة سورية لغرام الذهب، وحول عمليات التهريب يقول جزماتي أن السماح باستيراد الذهب جعل عمليات التهريب تنخفض بشكل كبير.
وبالنسبة للأسعار, بيّن جزماتي أنها تراوحت خلال الأسبوع الماضي بين 5250-5300 ليرة للغرام من عيار 21، بسبب استقرار أسعاره عالمياً إذ حافظ سعر الأونصة على 1240 دولاراً.
أما عن الذهب وأسعاره في السوق المحلية فقد سجل غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً سعر 5250 ليرة سورية في حين سجل غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً سعر 4500 ليرة سورية، أما الأونصة الذهبية المحلية السورية فقد سجلت سعر 186500 ليرة سورية، مقابل سعر 3900 ليرة سورية لليرة الذهبية الرشادية و46000 ليرة سورية لليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 22 قيراطاً و45000 ليرة سورية لليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 21 قيراطاً.
بورصة دمشق:
ارتفع مؤشر بورصة دمشق هذا الأسبوع بحدود 1.89 نقطة وأغلق عند مستوى 1253 نقطة قريباً من مستواه في الأسبوع الماضي وفوق مستوى 1250.
وبالمقابل انخفضت كل من أحجام التداولات وقيمها هذا الأسبوع مقارنة مع الأسبوع الماضي لحدود النصف فسجلت أحجام التداول 76.1 ألف سهم هذا الأسبوع بانخفاض تجاوزت نسبته 47.2% كما انخفضت قيمة التداولات بحدود 51.6% مسجّلة 10.1 ملايين ليرة سورية من خلال 103 صفقات نفذت هذا الأسبوع والتي تقلّ بـ36 صفقة عن مستوى الأسبوع الماضي.
وقد توزعت التداولات الأسبوعية على أسهم 11 شركة مدرجة، شهدت 2 منها ارتفاعات كانت على التوالي: سهم العقيلة للتأمين التكافلي بارتفاع قدره 5.93% تلاه سهم بنك قطر الوطني بارتفاع قدره 1.20% وبالمقابل انخفضت 3 أسهم هي سهم البنك العربي بحدود 0.88% ثم سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بانخفاض قدره 0.70% ثم سهم فرنسبنك بانخفاض قدره 0.20% وحافظت ستة أسهم على مستوياتها السابقة.
وسجل سهم بنك سورية الدولي الإسلامي أعلى قيمة تعاملات هذا الأسبوع تجاوزت 4.6 ملايين ليرة من خلال 41 صفقة وحلّ ثانياً من حيث قيمة التعاملات سهم بنك قطر الوطني بنحو 2.6 مليون ليرة من خلال 19 صفقة في حين جاء في المرتبة الثالثة سهم العقيلة للتأمين التكافلي بتعاملات تجاوزت 776 ألف ليرة سورية من خلال 17 صفقة، ويشار إلى أن المؤشر كسب في جلسة أمس وحدها بحدود 2.5 نقطة.
أسواق الخضر والفواكه:
سجلت أسواق دمشق وريفها خلال الأيام القليلة الماضية صورة فريدة من نوعها حيث الاسعار الملتهبة نتيجة قدوم أليكسا حيث الثلوج التي أفرحت القلوب وارتفاع الأسعار الجنوني التي اطفأت النفوس في ظل انعدام تام للكهرباء التي أعمت العيون.
ووفقا لصحيفة "الوطن" المحلية فقد سجل البطاطا مأكول الأكثر شعبية في سورية عند الأسر ذات الدخل المحدود رقما جديداً حتى تاريخه حيث بلغت الكيلو عند حدود 160 ليرة والسبب بعد جشع التجار هو "أليكسا"ومن المتوقع أن يدخل كتاب "غينس" للأرقام القياسية.
إضافة إلى الارتفاع المتوالي لأسعار الفول الأخضر والبازاليا واللوبيا الذي سجل سعراً جنونياً اليوميين الماضيين بحدود 250 ليرة وغيرها من أسعار الخضار والفواكه
وسجلت أسعار الخضار والفاكهة التي هي اليوم في قمة وفرتها وموسمها السنوي ارتفاعاً حيث نجد أن الخضار في مثل هذا الوقت من كل عام تكون في حدها الأدنى وليس العكس مثلا البندورة والخيار حيث نجد أسعارها لم تهبط دون الـ90- 120 ليرة سورية للكيلو الواحد في الوقت الذي كانت البندورة والخيار لم تتجاوز 20 ليرات في أحسن حالاتها في الأعوام السابقة وأيضاً باقي الخضار التي لم تكن أفضل حالا مما سبق فالباذنجان والملفوف لم يكنا أحسن حالاً من غيرهما فالكوسا 100 ليرة للكيلو غرام الواحد.
كما شهدت الفاكهة ارتفاعاً لبعض المواد حيث ارتفع سعر التفاح إلى حدود 220 ليرة رغم طرح كميات كبيرة من التفاح وحافظ الموز خلال الأسبوع الماضي على 150 ليرة في حين كان يباع بداية الشهر الحالي بأقل من 225 ليرة كما ارتفع سعر التفاح إلى 100 ليرة واستقرت باقي الفاكهة عند أسعارها العالية.
السوق اللبنانية
جرى تبادل الدولار الاميركي امس في سوق القطع الاجنبي في بيروت بما بين 1506 ليرات و1509 ليرات. جاء ذلك مع رصد كبار المتداولين بعض الطلب على العملة الاميركية. لكن احجام التداول بقيت محدودة نظرا للاوضاع العامة في البلاد.
اما في بورصة بيروت الرسمية للاسهم، فقد بلغ حجم التداولات الاجمالية امس 150344 سهما قيمتها 1.16 مليون دولار اميركي. وسجل تبادل 43 عملية بيع وشراء تناولت ثمانية اسهم: ارتفع منها خمسة اسهم وتراجع سهم واحد واستقر سهمان.
اسواق الصرف العالمية
ارتفع الدولار الاميركي امس في اسواق الصرف بعد تقارير اقتصادية اميركية مؤاتية على مستوى مبيعات المفرق والوظائف، فتراجع سعر صرف اليورو بنسبة 0.07 في المئة الى 1.3775 دولار. وانخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.02 في المئة الى 1.6369 دولار وارتفع الدولار بنسبة 0.49 في المئة الى 102.92 ينا.
وجاء ارتفاع الدولار مقابل غالبية العملات الرئيسية الاخرى مع تزايد التوقعات بأن يلجأ الاحتياطي الفدرالي الاميركي الى تقليص حجم سياسات التحفيز الاقتصادي بعد التقارير القوية. وزاد مؤشر اداء الدولار مقابل سلة من عشر عملات رئيسية 0.3 في المئة امس. وزاد 0.5 في المئة على الاقل مقابل كل من الكورون السويدي والنروجي. وزاد مقابل 15 عملة من اجمالي 16 عملة الاكثر تداولا في اسواق الصرف.
الاسهم العالمية
تفاوت اداء الاسهم الاميركية امس في بورصة وول ستريت، فتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.14 في المئة الى 15821 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.63 في المئة الى 1782.85 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.21 في المئة الى 4012.38 نقطة.
جاء ذلك مع ترقب التوجهات النقدية للاحتياطي الفدرالي الاميركي بعد تقارير المبيعات بالمفرق والوظائف الاميركية. وتراجعت الاسهم الاوروبية من جهتها امس. اذ انخفض مؤشر فوتسي البريطاني0 0.7 في المئة الى 6462.48 نقطة.
وتراجع مؤشر داكس الالماني 0.65 في المئة الى 9019 نقطة. وهبط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.38 في المئة الى 4072 نقطة. وجاء ذلك مع تراجع اسهم شركة بيجو لصناعة السيارات لليوم الثالث على التوالي، وبتأثير من انخفاض الاسهم الاميركية ومع ارتفاع الدولار. وحدث الأمر نفسه في آسيا مع تراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 1.12 في المئة الى 15341.82 نقطة.
الذهب في الأسواق العالمية:
انخفض سعر الذهب امس بنسبة 2.50 في المئة الى 1225.80 دولارا للاونصة، وسبقته الفضة في التراجع الحاد لتنخفض بنسبة 4.23 في المئة الى 19.49 دولارا للاونصة. وجاءت الخسائر الكبيرة في اسعار المعادن الثمينة امس نتيجة التقارير الاقتصادية الاميركية القوية التي سوف تؤثر بشدة على تحول الاحتياطي الفدرالي عن سياسات التحفيز الاقتصادي التي طالما اضعفت الدولار في السنوات الاخيرة.
النفط
مع التقارير الاقتصادية القوية كان من البديهي ان ترتفع اسعار النفط في السوق الاميركية. وزادت امس بنسبة 0.11 في المئة الى 97.55 دولارا، لكن سعر مزيج برنت الخام في اوروبا تراجع امس بنسبة 0.79 في المئة الى 108.82 دولار للبرميل.