دون مقدمات ودون مسوّغات تظهر فجأة في اللاذقية أزمة في مادة البنزين تمتد ليومين أو ثلاثة أيام دون وجود أي مسوّغ لذلك ودون سابق إنذار، فتخلق بلبلة لأيام ثم تعود المادة لسابق عهدها بالوفرة، وحالياً وبعد مرور ما يقارب الشهر على آخر أزمة لها عادت حالياً، حيث بدأت محطات الوقود تشهد ازدحاماً شديداً أمامها وفي الشوارع المؤدية إليها، لتسبب أزمة مرورية خانقة دون مسوّغ لذلك، ومنها على سبيل المثال الأزمة المرورية الحاصلة في الشارع الواصل ما بين دواري هارون والزراعة، وكذلك في الشارع المؤدي إلى الشاطئ الأزرق، وما يزيد الطين بلة تزايد الطلب على المادة حين ملاحظة المواطنين الازدحام على المحطات، هذا الازدحام الذي يعني لهم وجود مشكلة أو أزمة، فيبادرون على الفور للتدافع بغاية الحصول على ما يتثنى لهم، والأمر المثير للاستغراب في أزمة البنزين، أن واقع الحال يشير إلى توفر المادة، فرغم وجود الازدحام الشديد تخرج السيارات كافة من المحطات - مفولة - في الوقت الذي يدعي به بعض أصحاب سيارات الأجرة أنهم يحصلون على المادة بسعر مضاعف، ومن ثم يطالبون بمضاعفة السعر لتعويض الخسارة، تماماً كما حصل في الأزمة السابقة، حيث كانت قد توقفت معظم محطات الوقود عن العمل لعدة أيام تحت مسوّغ عدم توفر المادة، إلا أن هذا التوقف لم يكن توقفاً كاملاً بل جزئي توفر للبعض دون البعض الآخر، ما أدى لتوقف نسبة من سيارات الأجرة عن العمل على حين البعض عمل بأسعار سياحية عشرة نجوم وليس خمسة، وما كان على المواطنين إلا الخنوع والدفع للوصول إلى عملهم أو منازلهم، وقد دامت المشكلة لأيام، ثم توفرت المادة بشكل طبيعي في محطات الوقود كافة، وتداركاً لما حصل سابقاً، بات واقع حال مادة البنزين حالياً يستدعي اهتمام الجهات المختصة لمعرفة سبب المشكلة تداركاً لتبعاتها كما حصل في الأزمة السابقة.
وبالعودة إلى مدير التجارة الداخلية باللاذقية عماد محمد للاستفسار عن سبب الأزمة الحالية والإجراءات المتخذة حيالها أوضح قائلاً: لا أزمة في مادة البنزين، وقد تم يوم الأحد الماضي توزيع 28 طلب بنزين بكمية 20 ألف ليتر للطلب الواحد، أي بكمية إجمالية نحو 600 ألف ليتر، ومن المفترض أنها كمية كافية فالمخصصات المعتمدة للمحافظة يومياً محددة بـ25 طلباً بكمية لا تقل عن 500 ألف ليتر، ورأى أن الازدحام الشديد الحاصل على بعض المحطات يعود لعدة أسباب منها: الإقبال الشديد عليها بسبب ثقة الناس بمادة البنزين التي توزع منها، إلى جانب عدم توفر المادة في بعض المحطات كون الطلبات الواردة لا توزع يومياً على جميع المحطات، يضاف إلى ذلك أنه يحصل بين الفترة والأخرى تأخر وصول الصهاريج الناقلة للمادة من مدينة بانياس لسبب يعود في أغلب الأحيان لعطل في مصفاة بانياس.
وأفاد مدير التجارة الداخلية أنه يرد اللاذقية يومياً 25 طلب بنزين بكمية إجمالية لا تقل عن 500 ألف ليتر توزع من سادكوب على محطات الوقود المتوزعة في المحافظة والبالغة نحو 70 محطة، توزع المادة عليها وفق كتلة ومخصصات كل محطة، مع دراسة بعض الحالات الاستثنائية فيما يتعلق بخصوصية المحطة وموقعها الجغرافي الذي يستقطب النسبة الكبرى من سيارات المدينة.