أكدت مديرة دعم القرار والتخطيط الإقليمي بمحافظة اللاذقية المهندسة سحر عيسى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة قادرة على الانتاج والعمل في مجالات التنمية الصناعية والاقتصادية المختلفة كما أنها تغطي الطلب المحلي على المنتجات التي يصعب إقامة صناعات كبيرة لإنتاجها والعامل في هذه المشاريع لا يحتاج لمستويات عالية من التدريب لبساطة التكنولوجيا المستخدمة كما أنها تركز على المبادرات الفردية في أغلب الأحيان لتأسيسها.
وبينت عيسى بحسب وكالة الأنباء"سانا" أن منتجات هذه المشاريع توفر جزءا هاما من احتياجات السوق المحلي ما يقلل من الاستيراد بالإضافة إلى أنها تستطيع مواجهة تغييرات السوق بسرعة بعيدا عن الروتين مما يعني القدرة على مواجهة الصعوبات في أوقات الأزمات الاقتصادية.
احدى هذه المنشآت التي حصل صاحبها يحيى يونس على قرض من المصرف الصناعي هي منشأة مشقيتا لإنتاج زيت الزيتون وصناعة صابون الغار بكافة انواعه إذ اشترى بواسطته آلات لتصفية الزيت وفلترته وتعبئته.
ويعمل في المنشأة حسب يونس 5 عمال دائمين براتب شهري يتراوح مابين 12 و15 ألف ليرة سورية بالإضافة إلى أفراد أسرته الذين يساعدونه في أغلب الأحيان ويشتري يونس إنتاج قريته من زيت الزيتون بالإضافة إلى إنتاج القرى المجاورة له ليقوم بعدها بتصفية الزيت وفرزه وتعليبه في أوان صحية مخصصة لتعبئة الزيت وبسعات مختلفة تتراوح مابين الـ 16 و 4 ليترات.
وبعد أن يتم تصفية الزيت يأخذ الزيت الأكثر صفاء ونقاء ويعبأ للبيع أما الزيت الأقل صفاء فيستخدم لصناعة الصابون على البارد بشرط أن يكون صافيا ولايوجد فيه عكر ولم يتعرض لمصدر حراري.
وعن طريقة صناعة صابون الغار أوضح يونس أنه بعد جمع الزيت يضاف إليه ماءات الصوديوم أو القطرون ويتم تحريكه على البارد وباتجاه واحد مع التأكيد على عدم تعريضه لمصدر حراري لأن الحرارة الموجودة بماءات الصوديوم كفيلة بتصبن المزيج وجعله متماسكا وصلبا.
وتابع.. ثم يضاف زيت الغار للمزيج ليضفي رائحة عطرة ورائعة مبينا أنه يحصل على زيت الغار الأصلي عن طريق أصدقائه المتواجدين في الجبال التي تتمتع بغناها بأشجار الغار حيث يتم جمع حب الغار واستخراج الزيت منه.
وبعد أن يجف المزيد يقوم بتقطيعه بقوالب خاصة الى قطع صغيرة ومتوسطة الحجم وتسمى ألواح صابون موضحا أن صابون الغار له فوائد عديدة فهو يحتوي على مواد كيماوية أقل بكثير من تلك الموجودة بالأسواق كما أنه لطيف ومنعش ومناسب لمختلف أنواع البشرة.
ويسوق يونس انتاج منشاته من الزيت والصابون من خلال وكلاء له في مختلف المحافظات وعبر محلات الجملة في المحافظة.
ويرى يونس أن انتاج المشاريع الصغيرة في بداية عملها لايغطي إلا تكلفة إقامتها ولكنها تتطور فيما بعد لتصبح منتجة ولها رأس مال فمن أرباح المنشأة اشترى محلين لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية في المدينة.