لم تتوقف الأرقام القياسية المسجلة في محافظة القنيطرة عند حدود الارتفاعات بأسعار المواد وطول غيابها عن المواطن كالسكر التمويني على سبيل المثال وليس الحصر، إنما تعدى الأمر إلى تسجيل رقم قياسي لدى فرع الهجرة والجوازات بالمحافظة والتي أصدرت نحو 26500 جواز سفر منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه.
وبالأرقام نقول إن جوازات القنيطرة تصدر يوميا نحو 150 جواز سفر وفي الأحوال العادية لم تتجاوز الخمسين جوازاً، ولكن حسب الوثائق الصادرة عن الأحوال المدنية والموجهة لجوازات القنيطرة فإن نحو 25 ألف مواطن حتى تاريخه يرغبون بالحصول على جوازات سفر، وحسب الواقع الحالي لفرع القنيطرة وفي ظل الإمكانات المتاحة والمتوافرة وعدد العناصر المحدود فانه يجب على المواطنين الانتظار فترة ليست بالطويلة، علما أن هناك طلبات للراغبين في استصدار جواز السفر في يوم واحد وبمبلغ محدد من الجهات المعنية!؟
وفي الحقيقةوفقا لصحيفة "الوطن" المحلية هذه أول مرة منذ إحداث مركز للهجرة والجوازات بالقنيطرة نلمس هذا الرقم الكبير، علما أن الطالبين لجوازات السفر من أبناء المحافظة حصراً لأنه صدرت تعليمات بأن كل مواطن يصدر جواز سفر من محافظته، والواقع أن كل عناصر وإدارة جوازات القنيطرة يقومون بجهد مضاعف وأكثر من طاقتهم حتى إنهم يستمرون في الدوام لما بعد الثالثة عصرا لانجاز المطلوب، وخلال لقائنا المواطنين لم نتلق أي شكوى بخصوص الدور أو التجاوزات أو طلب رشوة من العناصر، وبدوره رئيس فرع الهجرة كان يسأل المواطنين إذا كانوا قد تعرضوا للإساءة أو الإزعاج من العاملين، ويبقى التساؤل المطروح: إذا كان البعض فهم أسباب أزمة المازوت والغاز والبنزين والخبز وغيرها، فما الدواعي والمبررات لإصدار جوازات سفر لا يتم استخدامها وخلق ازدحامات لا مبرر لها، والمثير للدهشة أن الأسرة بكاملها تريد الحصول على جواز سفر، دون أن تدرك التكاليف المادية المترتبة على ذلك، لكن على مبدأ المثل القائل: «إن جن ربعك عقلك ما يفيدك» ولذلك العدوى تنتشر بين المعارف والأقارب والكل يريد الحصول على جواز سفر!؟