أمام الارتفاعات الطارئة على أسعار المواد والسلع الأساسية وغير الأساسية، وفي ظل خروج لبعض القطاعات من سياسات الدعم الحكومي، فقد سجلت أسعار الأثاث المنزلي والمفروشات تحلقياً خيالياً بأسعارها في ظل غياب الضوابط والرادع الذاتي والرسمي للمشتغلين في بيع وتجارة هذا القطاع حيث زادت أسعار المفروشات الضرورية عشرات الأضعاف مقابل حاجة فرضتها ظروف وأحوال المناطق التي غادرها سكانها.
الكثيرون ممن وجدوا أنفسهم مضطرين لمغادرة منازلهم والمكوث في منازل وإقامات بديلة مؤقتة فاجأتهم أسعار المفروشات والتجهيزات المنزلية الضرورية حيث سجلت أسعار المفروشات الأسفنجية أرقاما خيالية تجاوزت جدود الاحتمال والإمكانيات المالية فصار البيع بالسنتيمتر ليصبح سعر الفرشة ضغط عادي دون وجه قماشي حوالي 4500 ليرة سورية وحوالي ستة آلاف عندما يتوفر الغطاء القماشي وثمانية آلاف عندما يكون الضغط متوسطا والذرائع عدم التمكن من استيراد المواد الأولية بفعل العقوبات الاقتصادية وخروج عدد كبير من المعامل والورشات المنتجة ومثل ذلك يقال عن أسعار البطانيات وتجهيزات السرير من الوسائد والأغطية والشراشف وما إليها.
ما ذكرناه عن المفروشات الأسفنجية ومستلزماتها يقابله بالضرورة جنون مماثل بأسعار المفروشات والتجهيزات المنزلية والقطع المنزلية الكهربائية وهذه بدورها أخذت الحظ الأوفر من ارتفاع السعر لدرجة أن المستهلكين انصرفوا عنها إلى بدائل يدوية أو توجه معظمهم لشراء المستعمل الذي انتشرت أسواقه بشكل لافت في المناطق والأحياء وباتت المواد تعرض بمختلف الأساليب بأسعار دخلت حلبة المنافسة .
مؤسسات التدخل الحكومي تقدمت خطوات باتجاه تأمين المفروشات للمواطنين وعرضت إمكانية البيع بالقسط للموظفين ولمختلف المفروشات والمواد والتجهيزات والقطع المنزلية الكهربائية المباعة في منافذها .
هذه المؤسسات لم تنس أن تتقدم لجهة تخفيض الأسعار على المواد المباعة لديها فكان على سبيل المثال أن أصدرت المؤسسة العامة الاستهلاكية تعميماً على كافة الفروع والمراكز تضمن إجراء تخفيض جديد لمواد المفروشات والأثاث المنزلي تتراوح ما بين 7 ـ 10% ، اعتباراً من تاريخه والحصول على حسومات من التجار المتعاملين مع المؤسسة أيضاً بنسب تتراوح ما بين 2 ـ 4% للمواد الموردة لدى منافذ المؤسسة.
ومصادر الاستهلاكية التي اعترفت بانخفاض الأثر المباشر لهذه التخفيضات ذكرت أن ذلك يأتي ضمن سلسلة التخفيضات التي أجرتها المؤسسة مؤخراً لزيادة مبيعاتها وتحقيق نتائج ايجابية على صعيد توفير السلع والمواد الاستهلاكية والتي تشكل حاجة يومية للمواطن .
وكانت المؤسسة قد أعلنت مؤخراً تخفيض أسعار بعض المواد والأدوات الكهربائية بهدف كسر الاحتكار وتخفيض الأسعار في الأسواق..