أكد نائب رئيس لجنة الطاقة الحيوية في الهيئة العليا للبحث العلمي أستاذ الطاقة الحيوية في جامعة دمشق الدكتور رأفت العفيف أنه في عام 2030 سوف يزداد الطلب على الطاقة إلى 65 مليون طن مكافئ نفطي، والتي تصل قيمة هذه الكمية من البترول إلى 45 مليار دولار، والطلب المتوقع لعام 2015 قد يصل إلى 29.7 مليون طن.
واشار " العفيف " بحسب صحيفة "الوطن" عن أن هذه «الكمية من الطاقة يمكن أن تغطي نسبة 40 بالمئة محلياً من خلال إنتاج الطاقة المتجددة، وتبقى ما قيمته 27 مليار دولار يمكن أن يستورد من الخارج» لافتاً إلى «أهمية البحث عن مصادر أخرى للطاقة نظراً للحاجة الماسة إلى إنتاج الطاقة في هذا الوقت وأن أفضلها الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتوافرة في سورية بشكل جيد، إضافة إلى طاقة الكتلة الحيوية التي تنبع أهميتها من أنها متوافرة بكثرة ولا تتأثر بتأثر المناخ مثل الشمس والرياح التي تتأثر بحالة الطقس وتقلباته»، منوهاً إن الطاقة المتجددة «تنتج عن المخلفات الزراعية والحيوانية وبالتالي هي متوافرة دائماً إضافة إلى حاجة بلادنا إلى تدوير هذه المخلفات العضوية وتجنب الآثار السلبية لها على البيئة».
وأوضح العفيف أن الدراسات التي أجريت لإقامة قاعدة بيانات حديثة لأهم مصادر طاقة الكتلة الحيوية المهدورة في سورية والتي تتسبب بمشاكل بيئية واضحة كما بينت الدراسة «إن الكميات السنوية للكتلة الحيوية الرئيسية في سورية بلغت 379 مليون طن سنوياً من مخلفات (معاصر الزيتون– مخلفات حيوانية– مياه صرف صحي- مخلفات عضوية)»، مشيراً إلى أنه «في حال تمت معالجتها في الهضم اللاهوائي وباستخدام تقنية الغاز الحيوي يمكن أن ينتج نحو 4617 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي سنوياً، أي ما يعادل تقريباً 25 مليار كيلو واط ساعي حراري».
وأفاد العفيف: «تعتبر تقانة إنتاج الغاز الحيوي أحد الأساليب المتقدمة تكنولوجياً للاستفادة من مخلفات الحاصلات الزراعية والارتقاء بالدخل القومي، إضافة إلى تأثيرها الايجابي في المحافظة على البيئة من التلوث وخصوصاً في الدول النامية لما يتبع فيها من أساليب غير سليمة للتخلص من المخلفات، فاستخدام الهضم اللاهوائي يعد خياراً جيداً لأنه أحد مصادر الطاقة النظيفة التي تسهم في الحد من مشكلة ارتفاع حرارة الكون، والمطر الحامضي وتطوير مصادر الطاقات المتجددة حاجة ماسة في وقتنا الراهن للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والتخلص الآمن من المخلفات، ولاسيما أن المخزون النفطي العالمي في طريقه إلى النفاد.
وقال العفيف: «تعتبر سورية بلداً زراعياً ينتج أنواعاً مختلفة من المحاصيل الزراعية التي يمكن أن تستغل لإنتاج الطاقة، ولابد من التركيز على هذه الطاقة المهمة لأن هناك نمواً اقتصادياً وسكانياً متزايداً، إضافة إلى أهمية الاستفادة من المخلفات العضوية وتدويرها للاستفادة منها بإنتاج الطاقة»، موضحاً أن هذه «الكتلة الحيوية الهائلة وما تحتويه من مركبات عضوية تسبب بشكل كبير في تلوث الهواء والمياه الجوفية، ويمكن أن تسبب في مشكلات بيئية ضخمة».
وأشار العفيف إلى أن طاقة الكتلة الحيوية هي من «مصادر الطاقات المتجددة والمصدر الأساسي لها هي الكتلة الحيوية التي تتضمن كل مادة عضوية ذات منشأ حيواني أو نباتي، ويمكن أن تحول الكربوهيدات في هذه المادة الحيوية والدسم أو البروتين إلى طاقة»، مضيفاً إن أهم مميزات هذا المصدر من مصادر الطاقة «أنّه نظيف ومتجدد رغم أنه يطلق ثاني أكسيد الكربون بصورة محدودة لكن هذا يتم التغلب عليه، أما إصداره لغاز الميثان فهو مفيد حيث يستخدم غاز الميثان كوقود أي يتم تدويره».