قال " خبير الإنتاج الحيواني المهندس عبد الرحمن قرنفلة" : إن تقديرات بعثة مشتركة من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي التابعين للأمم المتحدة في أيار 2013 حول تقديرات الانخفاض بأعداد قطعان الثروة الحيوانية السورية، بفعل الأزمة التي تسيطر على البلاد، تثير المخاوف وتشير إلى وقوع تهديد حقيقي لمساهمة الإنتاج الحيواني في الأمن الغذائي وأن توقعات الآثار الاقتصادية والاجتماعية لتراجع أعداد الثروة الحيوانية السورية تثير الجزع وتبعث على القلق.
ومن الجدير ذكره أن الحكومة السورية سمحت لأول مرة منذ أربعة عقود باستيراد لحوم الفروج المجمد، كما تزايدت واردات البلاد من لحوم الجاموس المجمدة، وقد أدى نقص الإمدادات بلحم الفروج واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية إلى أضعاف عما كانت عليه قبل الأزمة، وحرمان كثير من الفقراء من هذه الأطعمة المغذية، ويمكن أن نتوقع المزيد من الانخفاض في الإنتاج مع زيادة الجموح نحو تهريب الحيوانات إلى الدول المجاورة، وارتفاع نسبة ذبح إناث الحيوانات والقطيع النامي، وتراجع المتاح من المواد العلفية وانحسار الكميات المتاحة من اللقاحات البيطرية الروتينية في مناطق تربية الثروة الحيوانية، وصعوبة وصول قطعان الأغنام إلى المراعي الطبيعية.
وأكد أهمية تبني برنامج ترميم شامل وسريع لهذا القطاع الذي يمد السكان بحاجاتهم الأساسية من الغذاء. علماً أن ارتفاع الطلب على منتجات الثروة الحيوانية محلياً، ومعه انخفاض الإنتاج الوطني منها، يشكلان مشكلة تتطلب حلولا عاجلة ورسم إستراتيجية لما بعد الأزمة لتنمية وإصلاح قطاع الإنتاج الحيواني الوطني وتمثل نهجا يمكن أن يساعد على تغيير هذا الواقع. ومن المطلوب أن تهدف هذه الإستراتيجية إلى تشجيع إقامة مصانع أعلاف حديثة تستثمر المخلفات الزراعية في إنتاج الأعلاف والتوسع باستيراد الأعلاف كمرحلة إسعافية وتشجيع المستثمرين على إقامة منشآت كبيرة لتربية الأبقار واستيراد أبقار عالية الإدرار، وتحديث أنماط تربية الأغنام والماعز، وتشجيع إقامة شركات تتبنى نظم إنتاج متطورة في إنتاج وتجهيز لحوم وحليب الأغنام والماعز، ومنح مزيد من الإعفاءات للمستثمرين الذين يقيمون مشاريع لتربية الأغنام بالبادية السورية، بما يساهم في صيانة وتحسين المراعي، ومن المفيد تنمية وتنشيط الجمعيات الفلاحية المتخصصة بتربية الأغنام وتحسين المراعي وزيادة حجم التمويل لمشاريع الإنتاج الحيواني في البلاد.