كشف مختص أنه لدى تحليل كميات من اللبنة والجنبة المنتشرة في الأسواق وذلك أثر تسرب ان الباعة بدؤوا باستخدام مادة السبيداج او الجبصين في عملية تصنيع مادتي اللبنة او الجبنة، إذا تلك المواد غير مجهزة للاستهلاك البشري ومتضرة بشكل فعال.
واشار المختص وفقا لصحيفة "الثورة" أنه يتم وضع حليب مجفف بدلاً من حليب البقر أو الماعز وأكد وجود كميات كبيرة من مادة النشاء في الجبن، وهناك طريقة أخرى للغش كما أكد لنا الخبير بصناعة الألبان والأجبان بوضع مادة (السبيداج) التي تدخل في صناعة بودرة الأطفال عادةً وتستخدم في الدهانات، وتعطي للبنة شكلاً ممتازةً أكثر من اللبنة المصنوعة بشكل قانوني وبعد تأكدنا من كلام المختص ذهبنا إلى المحال المختصة ببيع الألبان والأجبان وسألناهم عن طريقة صناعتها بالشكل النظامي وتكلفة الكيلو بالليرة السورية.
إن أصحاب البسطات يبيعون كيلو الجبن بنحو 170 إلى 200 ل. س وكيلو اللبنة بنحو 100 ل. س وهذه الأسعار أضحكت أصحاب المحال المعروفة ببيع هذه الأصناف، وقالوا: إن سعر تكلفة كيلو الجبن يتجاوز 210 ل. س إذا ما صنع بالطريقة النظامية من حليب البقر وتم غليه جيداً وكيلو اللبنة تكلفته 160 ل. س وأكدوا أنه من المستحيل أن تكون بضاعة البسطات نظامية لأن سعر البيع أقل من سعر التكلفة وبخبرتهم وعن هذا الموضوع قال صاحب إحدى محال السوق أبو محمد المصري إن الغش يكون بوضع مادة النشاء وعدم غلي الحليب بشكل جيد.
وأوضحت موظفة حكومية والذي راتبها الشهري لا يتجاوز20000 ليرة سورية ، وقالت راتبي لايكفيني إذا ما ملأت ثلاجتي وذلك قبل أن أدفع أي من فواتير المنزل من كهرباء وماء وهاتف، فأنا أذهب كل آخر أسبوع لأتبضع مايلزمني لسبعة أيام، وفي كل مرة أذهب فيها للتبضع أقف في المحل وأبدل أغراض اكثر من ثلاثة مرات لأن السعر الإجمالي أكثر بكثير مما أملك من مال، فكل شيئ غالي فكيلو اللبنة ب700ليرة سورية وكيلو زيت الزيتون ب800ليرة سورية وسعر الكيلو الواحد من الجبنة أصبح ب1000 ليرة وكأنها لحمة، لذا قررت التحايل قليلاً على نفسي فأصبحت أشتري اللبنة والجبنة من البسطات المتواجدة تحت جسر الثورة مع علمي المسبق أنها مغشوشة ولا يحتوي كيلو اللبنة الواحد فعلياً سوى على 20% على لبنة أما بقية المكونات هي مادة سبيداج ونشاء، وأنا رغم ذلك قلقة بعض الشيئ فيما إذا كانت مادة السبيداج مؤذية أم لا..
في هذا المجال سألت أحد الباعة الذي يدعى أبو سركيس عن أسعار الألبان والأجبان لديه فوجدت الأسعار لديه مرتفعة جداً فسألته عن السبب؟؟فأجابني اليوم سعر الدولار في السوق السوداء 146 فمن الطبيعي أن يكون سعر كيلو اللبنة الواحد مثلاً ب800 ليرة سورية، وأكد أن جميع بضائع السوق ترتبط بسعر الصرف حتى الحشائش..
"يوجد شح في مادة الحليب في السوق "..
أما فبعض أصحاب محلات الأجبان و الألبان فقد كانت أجوبتهم شبه منسوخة عن بعضها ومكررة بشكل ممل حين سألتهم عن سبب ارتفاع الأسعار الألبان الغير المعقول،فأجابو قائلين أن السعر يحدد بحسب العرض والطلب، كما أن مادة الحليب التي تصل قليلة فالموزع لا يقوم بإحضار إلا نصف الكمية المطلوبة في العادة مما أدى إلى خلق نوع من الأزمة وذلك بسبب نقص الإنتاج في الأرياف نتيجة الأوضاع الغير آمنة وارتفاع أجور النقل وارتفاع أسعار الأعلاف، وتخوف الفلاحين من ترك أبقارهم وأغنامهم في المراعي كان له دور كبير في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى فقدان العديد من أنواع الحليب المجفف من الأسواق مما أدى إلى لجوء العائلات التي كانت تستخدم هذه الأنواع إلى شراء حليب البقر أو الغنم
"الألبان التي تباع في المحال ليست أفضل صحياً"..
فيما أوضح"رئيس جمعية حماية المستهلك الأستاذ عدنان دخاخني" قائلاً: نحن كجمعية حماية المستهلك نقدم التوعية والتثقيف للمستهلك ونرشده لأنواع الأغذية المضمونة المصدر ونأكد دوماً على المستهلك أن لايشتري المود الغذائية المجهولة المصدر التي تباع على الأرصفة، ولكن نحن عملنا مُقتصر على التوعية وليس لنا سلطة نافذة، ولذلك فإننا بموقع الرقيب وعملنا هو أن نوجّه المستهلك إلى السلوك الأمثل لضمان حقه ومنع التلاعب والغش، وأكّد دخاخني أنهم في جمعية حماية المستهلك قد تواصلوا مع الجهات المعنية ف يوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لأن من مهامها متابعة وضبط حالات والتلاعب والغش في الأاسواق السورية و من ضمنها الأغذية، حيث تقوم اللجان الموفدرة بأخذ العينات وتحليلها لتبيان إن كانت مطابقة للمواصفات أم لا. وعاد دخاخني ليؤكد بأن على المستهلك أن يكون هو الرقيب الاول على السوق، لأنه إن لم يتقدم بشكوى ضد من يقومون بالغش والتلاعب فإن الجهات المختصة قد لا تنجح بالقيام بدورها بشكل كامل، وحول الغش في بعض المواد الغذائية والتي باتت ظاهرة متفشية في أسواق دمشق وهي التلاعب بالأجبان والألبان قال دخاخني : إن الظاهرة التي باتت موحدة في محال الأجبان والالبان في دمشق هي التلاعب بمواصفات بعض المواد كاللبنة التي قوام صناعتها هي مادة "السبيداج" المؤذية عند الاستخدام البشري لها كغذاء وهذا تلاعب يستحق الملاحقة القضائية وليس فقط الرقابية.
وقد صنّف دخاخني الغش إلى أنواع، فمنه ماهو غير مؤذي، كالتلاعب بوزن عبوات اللبن فيتم خلطها بالماء لتزداد الكمية على حساب النوع، ولكن هذا الغش غير مؤذي صحياً، أما النوع الآخر وهو المؤذي صحياً، فهو كاستبدال العناصر الطبيعية في صناعة اللبنة واستبدالها بمادة "السبيداج"، ولهذا فإن الغرامات والعقوبات المفروضة على حالات الغش تختلف باختلاف نوعية الغش، فإن العقوبات المفروضة التلاعب المؤذي صحياً هي أشد صرامة من المفروضة على ماهو غير مؤذي صحياً.
واشار دخاخني إلى المواطنين يمكنهم التوجّه إلى جمعية حماية المستهلك لإطلاعهم على المخالفات التي شهدوها ولاحظوها، لتقوم بعدها الجمعية بالتقدم بالشكوى الرسمية إلى الجهات المعنية المختصة، ليتم ملاحقة المخالف والمتلاعب.
ويبقى في الختام أن نلفت نظر المواطن السوري إلى ضرورة التقدم بالشكوى على كل ما يلحظونه من غش وتلاعب من قبل الباعة في دمشق، ولابد من الغشارة إلى أن السبيداج الذي يتم استخدامه لإعطاء اللبنة المغشوشة قوامها السميك ولونها الابيض الناصع، هي مادة مشتقة من "الجبصين" وتستخدم عادة كساتر على الجدران قبل عملية الدهن حتى تخفي العيوب في الجدار، وهي مادة مؤذية عند الاستخدام البشري لها، ولأننا كمواطنين ماعدنا نعوّل على ضمائر الكثير من الباعة السوريين، لابد أن نناشد المواطنين أن يقوموا بدورهم كرقيب على هؤلاء الباعة معدومي الضمير، وإبلاغ جمعية حماية المستهلك في مقرّها بدمشق